شكرا لقرائتكم خبر عن العربية.. حوار وتمازج مع الحضارات والان نبدء بالتفاصيل
الشارقة - بواسطة ايمن الفاتح - التواصل حاجة طبيعية لدى الإنسان وركن جوهري من أركان الحياة البشرية، به تفاعلت الحضارات الإنسانية وتطوّرت عبر العصور؛ فالأخيرة هي عبارة عن نسيج ثقافي مترابط ومتكامل، ولم تنشأ أي منها بمعزل عن الأخرى. وإذ تشكّل اللغة وسيلة جوهرية في هذا التفاعل والاحتكاك بين الحضارات وإثرائها، فإنَّ اللغة العربية تُعَدُّ من اللغات التي كان لها مساهمات عظيمة في هذا الإطار، وشكّلت ركناً من أركان هذا التنوع الثقافي للبشرية. يعود أكبر الفضل في ذلك إلى الدور الذي لعبته الحضارة الإسلامية في انتشار لغة الضاد على نطاق واسع، وما تميّزت به من التمازج والحوار مع الحضارات الأخرى، حيث أخذت الكثير من تلك التي سبقتها، واستفادت من ثقافات الشعوب والأمم المختلفة، وفي الوقت نفسه، قدمت لها الكثير.
لغتنا العربية الجميلة تستحق الاحتفاء بها وإبراز مكانتها وأصالتها وأهميتها بوصفها واحدةً من أكثر اللغات الحية انتشاراً على النطاق العالمي، وهو ما يؤكده تخصيص يوم عالمي للاحتفال بها في 18 ديسمبر من كل عام من أجل التنويه بإسهاماتها المهمة في الحضارة البشرية، وقد «كانت اللغة العربية على مر القرون الركيزة المشتركة وحلقة الوصل التي تجسّد ثراء الوجود الإنساني وتتيح الانتفاع بالعديد من الموارد»، وفقاً لما ذكرته المدير العام لليونسكو أودري أزولاي في رسالتها بمناسبة إعلان شعار هذا العام للاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، وهو «اللغة العربية والتواصل الحضاري». وإن الألفاظ المشتركة بين اللغة العربية واللغات الأخرى ما هي إلا تأكيد على دورها في التواصل والتمازج بين الحضارات.
لقد أخذت هيئة الثقافة والفنون في دبي على عاتقها مهمة الإسهام والنهوض الحقيقي بلغتنا العربية ونشرها واستخدامها في الحياة العامة، علاوةً على تكريس مكانتها ليس في المجتمع الإماراتي وحسب، بل على النطاق العالمي أيضاً، وذلك انطلاقاً من قيمتها التاريخية والمعاصرة بصفتها إحدى أهم اللغات الحية، حيث يتحدث بها أكثر من 420 مليون شخص، وهي لغة البدايات المبكرة للكثير من العلوم التي وضع العرب الأولون أسسها، وصدّروا بها كتباً لاتزال تشكل مراجع مهمة على المستوى المعرفي الإنساني حتى اليوم.
تلعب دبي للثقافة دوراً فاعلاً في تكريس حضور اللغة العربية في جميع المجالات الحياتية وتعزيز مكانتها في المجتمع الإماراتي ضمن سلسلة غنية من المبادرات والفعاليات الثقافية التي تطلقها لصون وترسيخ هويتنا الوطنية الأصيلة وإرثنا الحضاري، وهي جهود تنسجم مع مبادرة «ميثاق اللغة العربية» التي جاءت ثمرة الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.
اللغة العربية هي من أجمل لغات العالم، إنها لغة أمّتنا العربية ولغة قرآننا الكريم، وكما قال الشاعر الكبير أحمد شوقي «إن الذي ملأ اللغات محاسناً.. جعل الجمال وسره في الضاد».. فدعونا لا نحتفي بلغتنا العربية في يومها العالمي فقط، بل كل يوم وعلى مدار العام عبر استخدامها والاعتزاز بها.
مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news