كانت رحلة موفقة من جدة إلى لندن.. على متن الخطوط السعودية
فى وقتها تمامًا تحركت..
والسوبر فايزر شاب سعودى أنيق شكلًا ومضمونًا..
سألته عن اسمه فاتضح لى أنى أعرف جده..
إنه الفاضل المضيف مازن العمودى من جدة..
عرفت منه أنه يعمل فى الخطوط منذ عشرين سنة..
لقد كان مثقفًا يقظًا.. يتفقد كل المسافرين حتى لتظن أنه يهتم شخصيًا بكل منهم اهتمامًا مميزًا..
وكان المساعدون معه من إندونيسيا ومن الإسكندرية على شاكلة رئيسهم..
ومن المهم أن ترى وجبة الإفطار التى قدمت متنوعة ومتقنة..
وأدوات التقديم أنيقة ومتناسقة..
لقد سررت جدًا بالمستوى الذى تقدمه الخطوط السعودية..
وإنى بكل الإخلاص كنت فى آخر رحلة قبل هذه فى شهر سبتمبر 2023م..
والآن بعد ثمانية أشهر لاحظت الفرق..
كان قبل ذلك جيدًا.. ولكن الآن ممتاز وبتفوق..
سألت المضيفة الإندونيسية التى رافقتنى فى الرحلة التى قبلها عن الفرق بين هذه المرة والتى سبقتها.. فأشارت إلى السوبر فايزر الأستاذ مازن العمودى دون أن يراها قائلة إنه متواضع وخلوق وحازم..
وصلت الرحلة فى وقتها تمامًا..
وأزعجنى طفل لا يتجاوز 3 سنوات مع أمه وأبيه.. فلم يصمت ولم ينم.. وكان حديثه بصوت مرتفع مع أمه وأبيه.. وكانوا معجبين بمفرداته سعيدين بها.. فكنت أحصنه وهم لا يعلمون..
وصلت لندن وهنا المفاجأة..
وباعتبار أنى لا أستطيع أن أمشى لمسافة طويلة فى المطار.. فأخذت كرسيًا يقوده هندى الملامح واللغة..
رمانى قبل الجوازات طالبًا منى البقاء ليدرك آخرين من الطائرة..
مشيت فى ممر طويل حتى وصلت الجوازات فقابلنى هندى آخر..
ثم نظرت فوجدت أن الساحة كلها هنود.. بلباسهم المعروف ولحاهم الطويلة وشنباتهم المفتولة..
وقفت بعد مسيرة ليست بالقصيرة أمام موظف الجوازات.. أيضًا هندى وعليه عمامتهم المعروفة.. مع لهجة فيها عدم القبول وتعبيرات قسمات وجه غير مقروءة «سرمدية»..
انتقلت إلى أخذ الحقائب.. زحمة كبيرة وتكدس.. هنود أيضًا لمساعدة المسافرين وحمل حقائب من أراد منهم..
مررت من مراقبة الجمارك.. من القسم الأخضر الذى لا يحمل ما يستحق الدفع.. ووجدت أن المسؤولين هناك هنود أيضًا..
وسألت سائق سيارتى الخاصة عن ظاهرة الهنود التى فاجأتنى فى كل مكان..
فامتدح أداءهم واجتهادهم.. وأنهم المفضلون هنا فى كل الأعمال..
وأنهم يتبوأون مناصب رسمية كبيرة.. ابتداءً من وزراء وعمد مدن..
أين الإنجليز.. قال لى إنهم على أطراف لندن.. أو فى الريف الإنجليزى..
لقد هجروا لندن ومستشفياتها.. ومطاعمها وخدماتها..
لا أعرف ماذا سيحصل بعد ذلك.. لكن لندن غير لندن التى أعرفها.. فقد كنت فيها قبل ستين عامًا..
حاولت أن أفهم..
فقلت فى نفسى.. الكثرة غلبت الشجاعة.. وإنهم أكثر عددًا..
الأعداد تزيد وتولد منها الشجاعة.. المفكرون.. العاملون..
وفى كل مكان موجودون..
إنهم فى لندن جنود.. إنهم هنود..
أحمد حسن فتيحي – المصري اليوم
كانت هذه تفاصيل خبر الهنود فى لندن لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.