أب يسأل ابنه (اليوم ما شفتك ولا سلمت علي؟ قال الولد: أنا امس حبيت راسك؟).
قال تعالى ﴿أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾. تربية الأبناء لا تتوقف إلا بموت الآباء، فيعقوب عليه السلام وهو في مرض الموت، والأبناء كبار وفيهم من هو نبي، لازال هم التربية في قلبه.
فالأسرة تتكون من الأب والأم والأبناء، فالأب من واجباته إعالة الأسرة وقيادتها وحمايتها، الأم من واجبتها تنشئة وتعليم الأبناء، والأبناء من واجباتهم طاعة وحب الوالدين والبر بهما، وهذا من نعم الله علينا كمسلمين.
بعض الأبناء هداهم الله يعتقد انه اذا قبل راس والديه، بلغ قمة البر وهي للأسف مجرد عادة وليست عبادة. وبعضهم يبالغ أمام الناس بتقبيل يد والديه. برك لوالديك ليست بقبلة تفعلها مرة في اليوم، وإنما البر بالأفعال والأقوال الطيبة المحمودة، وخدمتهما بدون تذمر أو تكهم أو مجاملة كما امرنا الله ورسوله. حتى في الرد عليهما يجب أن تتأدب معها وان تخفض من صوتك، فربنا سبحانه علمنا هذا الأدب كجزء من البر لهما ﴿وإِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا﴾ ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾.
والله أعطانا دروسا في الأخلاق وفي التربية وطاعة الوالدين والبر بهما وخدمتهما في كثير من الآيات، ودروس لقمان لابنه شاهد على ذلك. والسنة النبوية فيها دروس عظيمة في تربية الأبناء في كل مرحلة من حياتهم حتى في اختيار اسم المولود.
أَقْبلَ رجُلٌ إِلى نَبِيِّ اللَّه ﷺ فَقَالَ: أُبايِعُكَ عَلَى الهِجرةِ وَالجِهَادِ أَبْتَغِي الأَجرَ مِنَ اللَّه تعالى، قال: فهَلْ لكَ مِنْ والِدَيْكَ أَحدٌ حَيٌّ؟ قَالَ: نعمْ، بَلْ كِلاهُما، قَالَ: فَتَبْتَغِي الأَجْرَ مِنَ اللَّه تَعَالَى؟ قَالَ: نعمْ، قَالَ: فَارْجِعْ إِلى والِدَيْكَ فَأَحْسِنْ صُحْبَتَهُما. متفقٌ عَلَيهِ.
بعض البيوت الآن أصبحت خاوية من مشاعر المحبة والأنس والاجتماع، فاكثر الأبناء منعزل في غرفته كأن البيت فندق، اتصاله ليس مع والديه وإنما مع الآخرين خارج البيت من خلال النت وبرامج التواصل، يبحث عن كلمة إعجاب على محتواه الفارغ.
يجلس الأب والأم في البيت وحيدين لا يرون أبناءهم إلا دقائق في اليوم، واذا جلسوا معهم فهم لاهين بجوالاتهم. وبعضهم لم ير أبناءهم منذ أيام لأن الابن مشغول ومنعزل عنهم. وهذا خطر عظيم.
فانظر الى الحضارة الغربية وتربية الأبناء، يربون الأبناء لكي يطردونهم بعد سن 18 اذا لم يستطيعوا تلبية احتياجاتهم بأنفسهم، أو يفرض عليهم دفع تكاليف الإقامة مع والديه، والنتيجة أن الأبناء عاقون لوالديهم. ومن حكمة الله وفضله انه اذا أسلم هذا الولد أو البنت بدأ بالبر بوالديه والإعلام مليء بهذه القصص.
قال احدهم اذا أردت أن تهدم حضارة أي أمة فاهدم الأسرة بأخلاقها وابدأ بالأم ثم الدين (العقيدة).
فان لم نحافظ على تربية أبنائنا بأخلاق الدين ومنها بر الوالدين، ولا نتركهم يتربون تحت الخدم، والا سنصل الى مرحلة يصل فيها العقوق مستوى لا يستطيع الوالدان السيطرة عليه. والله الحافظ.
جديع بن خالد القرفي الهاجري – الشرق القطرية
كانت هذه تفاصيل خبر أمس حبيت راسك! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.