الرياص - اسماء السيد - خاص- "الخليج 365" من القاهرة: وماذا بعد؟ رحل ليونيل ميسي النجم المتوج بالكرة الذهبية 8 مرات عن صفوف باريس سان جيرمان، ولكن رحيله أتي بعد أن ظهر بـ"البشت" في مشهد تاريخي لقطر، قبل أن يكون تاريخياً للأرجنتين، كما قرر نيمار وهو النجم الأعلى شعبية لدى الشباب والشابات حول العالم، والأكثر بريقاً في عالم السوشيال ميديا (219 مليون متابع عبر انستغرام) الذهاب للسعودية، وها هو كيليان مبابي نجم المستقبل والمرشح لاعتلاء عرش النجومية الفردية في عالم كرة القدم يقرر هو الآخر أن يقول "باي باي باريس".
بناء الولاء
باريس سان جيرمان يدخل عصر ما بعد النجوم، ومرحلة بلا بريق، مع تقليل النفقات، فقد وفر رحيل النجوم الكبار ميسي ونيمار ومبابي مبالغ طائلة، سوف يستخدمها النادي في مشروع أكثر واقعية، يقوم على استكشاف المواهب الشابة، والاستثمار في الناشئين، فضلاً عن التعاقد مع اللاعبين الجيدين الذين يخدمون خطط المدرب الاسباني لويس إنريكي، وهي مرحلة تسمى "بناء الولاء" بالاعتماد على أبناء النادي أكثر من النجوم الذين يكلفون الملايين ولا يحققون شيئاً.
هل فشل المشروع الباريسي؟
هل فشل مشروع النجوم في باريس؟ الحقيقة أنه لا يمكن القول إنه مشروع بلا أي نجاحات، فقد أحكم النادي الباريسي قبضته على البطولات المحلية في فرنسا، كما أصبح اسم باريس عالمياً، وهو مكسب له عوائده المالية والإعلامية، فضلاً عن أنه أصبح جاذباً لأشهر وأهم نجوم العالم، ولكن لم يحقق "بي اس جي" طموح إدارته وجماهيره في الفوز بدوري الأبطال الأوروبي، ولم يتمكن من صنع أساطير حقيقية ينتمون للنادي، خاصة أن مبابي قرر الرحيل، وهو مشروع النجومية الكبير الذي كان يراهن عليه النادي الباريسي.
نفقات أقل وعقلية أكثر احترافية
السيناريو الذي يحدث في باريس ليس من قبيل المصادفة، بل هو مرتبط بتغير الرؤية القطرية للرياضة كقوة ناعمة تستحق إنفاق المليارات، وهي سياسة نجحت إلى حد كبير من خلال تنظيم كأس العالم 2022، والذي كان سبباً في بناء قطر الحديثة دون مبالغة، بمشروعات البنية التحتية الشاملة، وكذلك من خلال قوة ناعمة أخرى هي قنوات بي إن سبورتس، التي تدخل يشاهدها ما لا يقل عن 300 مليون عربي.
وكان باريس ولا يزال أحد أذرع القوة الناعمة القطرية في الكرة العالمية، وفي المرحلة المقبلة سوف يتم تقليل النفقات، بعد أن تشبعت قطر من القوة الناعمة الرياضية، وحققت نجاحات لافتة لم يغب عنها بعض الإخفاقات بالطبع، وعلى رأسها تجربة البي إس جي، وتحديداً الفشل في اعتلاء عرش أوروبا رغم كثرة النفقات، ولكن الرهان الجديد على نجاح بتكاليف أقل وبعقلية أكثر احترافية.