وبعد ظهور الأخبار، الخميس الماضي، بأن مبابي أكد نيته في الرحيل عن باريس سان جيرمان في نهاية الموسم، نشر أوريليان تشواميني، نجم ريال مدريد منشورا على حسابه بوسائل التواصل الاجتماعي، يحوي اثنين من الرموز التعبيرية للفشار، وهى رسالة واضحة تدل على صعوبة انتظار تشواميني، لرؤية ما سيحدث بعد ذلك في أطول قصة انتقالات في تاريخ كرة القدم.
ولدى تشواميني، كل الأسباب للاعتقاد بأن مبابي، سينضم إليه قريبا في ريال مدريد، لأنه كان حلم النجم الفرنسي منذ فترة طويلة، لكنه بالنسبة لباريس سان جيرمان فهو كابوس.

أضرار جسيمة لسان جيرمان
قد ينتهي الأمر بباريس سان جيرمان بالحصول على نوع من التعويض المالي، وقد يتخلى مبابي عن بعض المكافآت المستحقة له لكن من المقرر أن يدفع النادي الفرنسي ثمنا باهظا لخسارة نجمهم الأفضل. وسيتعرض باريس سان جيرمان لخسائر كبيرة، على صعيد صفقات الرعاية والفرص التجارية والمتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي، لأنه حتى بوجود نيمار وليونيل ميسي، مع الفريق كان مبابي، اللاعب الأكثر قيمة في باريس سان جيرمان. وكان باريس سان جيرمان يطمح في قيادة مبابى لهم، لتحقيق أول لقب لدوري أبطال أوروبا، لكن هذه الحكاية الباريسية الخيالية تحولت منذ فترة طويلة إلى مهزلة وإثارة متجددة.

باريس يمنع مبابي من الريال
إن اهتمام ريال مدريد بمبابي لم يكن مفاجئا، فمنذ فترة طويلة وهناك محاولات لضم النجم الفرنسي، وفي البداية دعا الفريق الإسباني للمرة الأولى الطفل الذي يحمل ملصقات كريستيانو رونالدو، وزين الدين زيدان، على جدار غرفة نومه إلى ملعب تدريب النادي في 2012، ووافق ريال مدريد على صفقة مع موناكو للتعاقد مع مبابي في صيف 2017، لكن النجم الشاب انتقل بشكل مفاجئ لباريس سان جيرمان بدلا من الفريق الملكي.
ولعب إيمري، مدرب باريس سان جيرمان في وقتها، دورا محوريا في إقناع مبابي ووالديه بأن النادي الفرنسي هو الخيار الأفضل له في تلك المرحلة من مسيرته.

أكتب التاريخ في بلدي
قال مبابي لقناة «+Canal»: «لقد قلت دائما إنني أريد أن أكتب التاريخ في فرنسا، في بلدي ومدينتي». وتابع تصريحاته لصحيفة «بلايرز تريبيون»: «أعتقد أن كرة القدم مختلفة تماما بالنسبة لنا، إنها ضرورية مثل الخبز والماء، في بوندي تتعلم القيم التي تتجاوز كرة القدم، وتتعلم كيفية معاملة الجميع على قدم المساواة، لأنكم جميعا في الطريق نفسه، وتحلمون بالحلم نفسه». وعاد مبابي إلى بوندي بعد الإعلان رسميا عنه لاعبا في باريس سان جيرمان بسبتمبر 2017 لتحية الجيل القادم من الأطفال الذين يحلمون بالسير على خطاه، وتم تنظيم هذا الحدث من الراعي الرئيس لمبابي، شركة نايكي.
واستفاد باريس سان جيرمان من هذه الخطوة، لأن بوندي كانت مجرد ضاحية منتجة لمواهب كرة القدم في العالم، ولكن وجود مبابي، كنجم بارز كان بمثابة تحسين للعلاقات العامة لباريس سان جيرمان.

تحقيق إنجازات جماعية
تألق مبابي مع باريس سان جيرمان منذ انضمامه للفريق، وهو حاليا في طريقه لحسم صدارة هدافي الدوري الفرنسي للموسم السادس على التوالي، وقد تجاوز وتفوق على كافاني، اللاعب الأكثر تهديفا في تاريخ باريس سان جيرمان. وقال مبابي سابقا: «إنه إنجاز شخصي، لكني جئت أيضا لتحقيق إنجازات جماعية»، ومع مرور الوقت بدأ مبابي في الإحباط من عدم قدرة باريس سان جيرمان على المنافسة باستمرار في دوري أبطال أوروبا، وكان يبدو أنه مستعد للرحيل في صفقة انتقال مجانية للمرة الأولى في 2022.
وكان ريال مدريد قريبا من ضم النجم الفرنسي، لكن مبابي تراجع في اللحظات الأخيرة، وقرر الاستمرار مع باريس بعد وعدهم له بمزيد من المال والجهد.

انهيار المشروع
نفى باريس سان جيرمان جعل مبابي مديرا رياضيا، لكن ناصر الخليفي قال إنه سيكون «حجر الزاوية في مشروع النادي»، وهذا المشروع على وشك الانهيار الآن، ولكن لن يكون أمرا سيئا، لأنه سيسمح للنادي بالتحرر من مبابي، وهوسه بضم النجوم.
وقال مبابي سابقا، بسبب نزاع مع باريس حول حقوق الصور، إنه رغم أن «باريس سان جيرمان منزل كبير له، إلا أنه ليس كيليان سان جيرمان».
وفى الفترة الأخيرة، أصبح مبابي أكبر من النادي، وقد انحنوا كثيرا لتلبية كل طلباته، ولكن صبرهم قد نفد في العام الماضي، عندما تسرب خبر نيته الرحيل في 2024.
وتم استبعاد مبابي من جولة ما قبل الموسم للفريق في آسيا، ولكن تم الترحيب به في النهاية مرة أخرى بعد «محادثات بناءة وإيجابية للغاية» بين الطرفين وتألق مبابي، وسجل 31 هدفا في 30 مباراة فقط بجميع المسابقات، بما في ذلك مباراة ذهاب دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا ضد ريال سوسييداد، والتي انتهت بفوز باريس سان جيرمان بنتيجة (2-0).

إعلان الرحيل في الصيف
ذكرت التقارير الصحفية أن مبابي أخبر الخليفي قبل مباراة باريس ضد ريال سوسييداد بدوري الأبطال، بأنه سيرحل هذا الصيف.
لقد استمرت حكاية مبابى وباريس فترة طويلة جدا، وقال النجم الفرنسي سابقا إن إنجازاته تم التقليل منها لأنه يلعب في باريس سان جيرمان، ومن الواضح أنه كان غاضبا من الطريقة التي يدار بها النادي الفرنسي في الفترة الأخيرة، رغم أنه هو المسؤول عن كثير من الأخبار للصحف، ومغازلته المستمرة مع ريال مدريد.
وكما قال جيروم روثن، إن مبابي «يُحدث كثيرا من الضجيج» وتوقع كريستوف دوجاري، منذ 2019 أن «علاقة مبابي مع باريس سان جيرمان ستتحول بسرعة إلى علاقة سيئة».

ضربة قوية
سيكون رحيل مبابى بمثابة ضربة قوية للنادي الفرنسي، ولكن كما أشار المدير الرياضي السابق ليوناردو، أنه من الصعب بناء فريق ناجح بوجود النجم الفرنسي.
وقال ليوناردو لصحيفة «ليكيب» العام الماضي: «من أجل مصلحة باريس سان جيرمان، أعتقد أن الوقت قد حان لرحيل مبابي، فباريس كان موجودا قبل كيليان مبابي، وسيظل موجودا بعده».
ورغم أن هذه قد لا تكون النهاية التي أرادها باريس سان جيرمان، إلا أن هذه القصة الطويلة والمثيرة للجدل انتهت أخيرا.