تُعد الإصابة بسرطان الثدي من أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين النساء، خاصة من تخطين عقدهن الثالث، وعلى الرغم من ارتفاع نسب الشفاء بين المحاربات، إلا أنه أحد الأنواع القاتلة حال عدم اكتشافها مُبكرًا، خاصة وأنه حتى اليوم لا يوجد لقاح فوري وفعال لهذا النوع من الأورام الخبيثة.

وتعيش محاربات سرطان الثدي، في دوامة كبيرة من الألم خلال علاج سرطان الثدي لمستقبلات الإستروجين (ER+)، إذ يخضعن لعملية جراحية، ثم العلاج الهرموني الذي يسبب ألما شديدا، وآثارا سلبية قوية.

حقيقة اكتشاف دواء جديد لسرطان الثدي يقضي على الأورام في جرعة واحدة 

ومؤخرًا، أظهرت نتائج دراسة حديثة اكتشاف دواء جديد لسرطان الثدي يغير مجرى العلاج، إذ أثبت فعاليته في القضاء على الأورام السرطانية لدى الفئران في جرعة واحدة فقط، مشيرين إلى أنه إذا أحدث النتائج ذاتها على البشر سيكون نجاحًا واسعًا في علاج المرض الخبيث.  

ويعمل بالفعل فريق من الباحثين بقيادة الدكتور بول هيرغنروثر، على تطوير دواء جزيئي صغير يسمى «إيرسيو» (ErSO)، الذي يعمل من خلال التسبب في تورم الخلايا السرطانية وموتها عبر عملية تُعرف بالنخر، والذي أثبت فاعليته على الفئران، لكن مع ترك آثار جانبية.

وبالفعل قرر الباحثون، تطوير الدواء، وابتكار مركب جديد يسمى «إيرسيو-تي إف بي واي» (ErSO-TFPy)، الذي أظهر فعالية في القضاء على الأورام، ولكن دون التسبب في الآثار الجانبية السلبية، في 3 نماذج مختلفة للفئران المصابة بسرطان الثدي الإيجابي لمستقبلات الإستروجين.

ووفقًا للموقع العالمي «scitechdaily» أظهرت الدراسة أن جرعة واحدة من دواء «إيرسيو-تي إف بي واي» كانت كافية للقضاء على الأورام الموجودة بالفئران، بشكل شبه كامل، كما إن الآثاراً الجانبية كانت محدودة، وهو ما تم تأكيده أيضاً في تجارب على الفئران والكلاب.

ما تحديات علاج سرطان الثدي الجديد؟

وعلى الرغم من أن الفريق البحثي أظهر نجاح الدواء في القضاء على الخلايا البشرية المصابة بسرطان الثدي في المختبر، ولكن خلايا الحيوانات ليست مماثلة للبشر بالشكل الفسيولوجي والكيميائي الحيوي، لذا فإن دواء «إيرسيو-تي إف بي واي» لديه رحلة طويلة في الانتقال من المختبر إلى العيادات الطبية، وهو ما يسعى له الأطباء والباحثون بأن يكون فعالًا للبشر.

طبيب أورام يكشف مفاجئة: محتاجين سنين للتأكد

في هذا الصدد، علق خالد محمد عبد الوهاب، استشاري جراحات أورام الثدي، على الدراسة وحقيقة الدواء لـ«الوطن»، مؤكدًا أنه لا يمكن الجزم بفاعلية الدواء الآن، حتى على فئران التجارب، إذ وصف ما يحدث ببدايات دراسات على جزيء بعينه: «فعلًا متجرب على الفئران، لكن لسه ما وصلناش لمرحلة التأكد إنه يكون بعد فترة آمن عليهم ومعملش مشاكل».

وتابع استشاري جراحات أورام الثدي أنه عقب فترة طويلة للتأكد من أمانه على فئران التجارب، يتم تجريبه على حالات مصابة، ولكن بشرط أن تكون «حالة ميؤوس من استجابتها للعلاج»، وفقًا لوصف الطبيب، حتى يتم خضوعها للتجربة. 

وأوضح الطبيب أننا بحاجة إلى 6 سنوات على الأقل من التجربة لاعتماد الدواء في علاج سرطان الثدي.