إهمال نمط الحياة الصحي يؤدي إلى الوقوع فريسة سهلة للاكتئاب والخرف، إذ توجد علاقة وثيقة بين نمط الحياة والاكتئاب والخرف، على البشر درايتها الكاملة بها، للحفاظ على حياتهم. 

نمط الحياة والاكتئاب والخرف

وتوصلت دراسة حديثة إلى العلاقة الوثيقة بين نمط الحياة الصحي وانخفاض مخاطر الإصابة بالاكتئاب والخرف، وخاصة مع تقدم العمر، إذ قام الباحثون القائمون على الدراسة التي نُشرت في أحد المجلات العلمية العالمية؛ «Frontiers in Psychiatry»، بمنتصف العام الماضي 2024، بعد تحليل بيانات أكثر من 355 ألف مشارك، مستخدمين مقياسًا يُعرف باسم «درجة رعاية الدماغ»  لتقييم العوامل المؤثرة على صحة الدماغ، مثل عوامل مثل ضغط الدم، ومستويات الكولسترول، ومؤشر كتلة الجسم، بالإضافة إلى عوامل نمط الحياة، مثل التغذية، والنوم، واستهلاك الكحول، لتؤكد وجود علاقة وثيقة بينهما.

وتشير الأبحاث إلى أن الاكتئاب يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف، إذ قارنت دراسة أجريت عام في السويد خطر الإصابة بالخرف لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب وغير المصابين به، ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالاكتئاب كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف، وأنه في الأصل يكون نمط الحياة هو المسؤول الأول عن الاكتئاب، بحسب الموقع الصحي «healthline».

العلاقة بين نمط الحياة والاكتئاب والخرف

الدكتورة صفاء حمودة، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، قالت لـ«الوطن» إن نمط الحياة غير الصحي بالفعل يصل إلى تعرض الشخص للاكتئاب، ليس هذا فقط فحسب، وإنما يصل به إلى الخرف أيضًا.

وتابعت أن عدم وجود روتين صحي، ومواعيد نوم أو راحة ثابتة، وعدم التعرض للشمس بانتظام أو الحفاظ على أكل صحي، يؤثر في النهاية على كل هرمونات الجسم، خاصة الهرمونات المسؤولة عن النوم بشكل صحي، بالإضافة للاضطراب الجسدي.

وتابعت أن عدم ممارسة الرياضة التي تحسن وصول الدم إلى الدماغ، يتسبب في اضطرابات تصل إلى الاكتئاب.

أما عن علاقة نمط الحياة بالخرف، أوضحت الاستشاري النفسي، أن النمط الذي يحكم على الشخص بعدم استخدام القدرات الذهنية، والاعتماد الكلي على التكنولوجيا، يصل في النهاية للإصابة بالخرف: «بيحصل لأن الشخص بقى متلقي سلبي وبطل يقرأ ويشغل دماغه مش هيبذل مجهود لممارسة القدرات الذهنية، طبعًا بيبدأ ينسى الحروف والعمليات الحسابية لأنه مبيستخدمش مخه فيها، وهنا بنوصل للخرف».