القاهرة - سمر حسين - صحة
في ظل تخوف منظمة الصحة العالمية، من انتشار الفيروسات التنفسية، التي عاودت مهاجمة البشر حول العالم، باختلاف أنواعها وأعراضها، تتعالت التحذيرات مُجددًا من انتشار فيروس إنفلونزا الطيور (H5N1)، الذي هاجم أمريكا في نهاية 2024، وأصاب العشرات، قبل أن ينهي حياة أحد الأشخاص في يناير الجاري.
إنفلونزا الطيور تتحور بشكل أسرع من المتوقع
تمكن باحثون في معهد تكساس لأبحاث الطب الحيوي، مؤخرًا، من تحديد سلالة من إنفلونزا الطيور معزولة من إنسان في ولاية تكساس الأمريكية، تحمل مجموعة مميزة من الطفرات، تجعلها أكثر قدرة على التكاثر في الخلايا البشرية، إذ تسببت في أعراض مرضية شديدة لدى الفئران، إذ تمت مقارنة هذه السلالة مع تلك الموجودة في أبقار الألبان، ونشرت النتائج في مجلة «Emerging Microbes & Infections» العلمية.
ووفقًا للموقع الطبي «scitechdaily»، يسلط الاكتشاف الجديد الضوء على قلق كبير بشأن سلالات إنفلونزا الطيور H5N1 المنتشرة حاليًا في أمريكا، بسبب الطفرة السريعة للفيروس، عندما يصيب نوعًا مضيفًا جديدًا، خاصة أن H5N1، الموجود بشكل طبيعي في الطيور البرية والمميت للدجاج، انتشر مؤخرًا إلى مجموعة واسعة من الثدييات، ولأول مرة في ربيع 2024، بدأ يصيب أبقار الألبان، لكن اعتبارًا من أوائل عام 2025، انتشر المرض بين القطعان عبر ولايات أمريكية متعددة، وأصاب العشرات من الأشخاص، معظمهم من عمال المزارع.
أول وفاة بفيروس H5N1
وشهدت أمريكا أول حالة وفاة بفيروس H5N1 في مطل يناير 2025، بعد التعرض لدجاج مصاب، وفقًا لما أعلنته وزارة الصحة الأمريكية، مؤكدة أن المريض كان مسنًا ويعاني من أمراض أخرى، وقد دخل المستشفى بعد تشخيص إصابته بالفيروس.
أعراض الإصابة بفيروس إنفلونزا الطيور H5N1
قال الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة، لـ«هُن» إن أعراض الإصابة بفيروس إنفلونزا الطيور H5N1، تتشابه مع أعراض الإنفلونزا الموسمية، على النحو التالي:
ارتفاع درجة الحرارة
السعال
ألم الحلق
سيلان الأنف
آلام الجسم
الصداع
الإرهاق
احمرار العين
ضيق التنفس أو صعوبة في التنفس في بعض الحالات
احتمالية المعاناة من الإسهال والغثيان والقيء
الخطر يزيد والعدوى منتشرة
رغم وفاة الشخص منذ بدايات الشهر الجاري، كشف العلماء مؤخرًا، نتائح الدراسة التي دقت ناقوس الخطر بشأن إنفلونزا الطيور، بسبب قدرة الفيروس على الانتشار والعدوى، إذ قال لويس مارتينيز سوبريدو، أستاذ جامعة تكساس بيوميد، الحائز على درجة الدكتوراه، والمتخصص في دراسة الإنفلونزا وفيروساتها: «الساعة تدق حتى يتطور الفيروس ليصبح أكثر سهولة في العدوى، ويحتمل أن ينتقل من إنسان إلى آخر، الأمر الذي سيكون مصدر قلق».
وفي الدراسة الأخيرة، قارن الباحثون سلالات فيروس H5N1 المعزولة من مريض بشري ومن أبقار الألبان في تكساس، ليضيف الخبير: «هناك تسع طفرات في السلالة البشرية لم تكن موجودة في السلالة البقرية، ما يشير إلى أنها حدثت بعد الإصابة البشرية».
وتابع: «في الدراسات التي أجريت على الفئران، وجدوا أنه بالمقارنة مع السلالة البقرية، فإن السلالة البشرية تتكاثر بشكل أكثر كفاءة، وتتسبب في مرض أكثر خطورة، وتوجد بكميات أعلى بكثير في أنسجة المخ، كما اختبروا العديد من الأدوية المضادة للفيروسات المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء، لمعرفة ما إذا كانت فعالة ضد سلالتي الفيروس في الخلايا».
هل الأدوية المضادة للفيروسات تعالج الفيروس؟
يشير الدكتور مارتينيز سوبريدو، إلى أن الأدوية المضادة للفيروسات ستكون خط دفاع رئيسي في حالة حدوث جائحة قبل توفر اللقاحات على نطاق واسع، وهذا صحيح بشكل خاص، لأن البشر ليس لديهم مناعة مسبقة ضد فيروس H5N1، ويبدو أن لقاحات الإنفلونزا الموسمية توفر حماية محدودة للغاية، وفقًا لدراسة منفصلة أجريت بالتعاون مع الدكتور أيتور نوجاليس، الباحث في مركز أبحاث صحة الحيوان في إسبانيا.