صحة ورشاقة

هل الاهتمام الزائد بالابن الوحيد مصدر للقوة والتفوق، أم تأثيراته السلبية قد تمتد لمستقبله؟

  • 1/7
  • 2/7
  • 3/7
  • 4/7
  • 5/7
  • 6/7
  • 7/7

كتبت: ياسمين عمرو في الأحد 5 يناير 2025 10:19 صباحاً - عادة ما يقتصر أسلوب تربية الطفل أو الطفلة الوحيدة على نقيضين؛ الأول يرتكز على المبالغة في تلبية جميع حاجات الطفل، وإحاطته بقدر زائد من التدليل والعناية، والثاني يعتمد على التوازن في المعاملة فيجمع بين اللين والشدة وعدم تلبية جميع طلباته، أو الرضوخ الدائم لما يحتاجه.
وهنا تؤكد النظريات التربوية، أن الآباء هم من يصنعون طفلاً وحيداً نمطياً مدللاً، أنانياً، عصبياً، وعدوانياً، أو العكس طفلاً متزناً في مشاعره و انفعالاته وحتى مطالبه، كل وفقاً لأسلوب تربيته. في هذا التقرير يسلط الدكتور عبد العزيز المحلاوي، أستاذ طب نفس الطفل والعلاج السلوكي، الضوء على هذه القضية من ناحية السلبيات والإيجابيات والأعراض والملامح وطرق العلاج.

ملامح الطفل الوحيد

طفل يلقى حباً واهتماماً من الأهل
  • يشعر بالغيرة الشديدة، عندما يجد إخوة يلعبون معاً، ما ينعكس على مزاجه ويُشعره بالاكتئاب والقلق.
  • يكون عصبياً لعدم وجود منْ يصاحبه، وقد تتسم تصرفاته بالتخريب، أو يتخذ من البكاء والعناد وسائل لجذب الانتباه.
  • أكثر تعلقاً بوالديه، لافتقاده وجود إخوة يشاركونه حياته، فينشئ بداخله صداقات خيالية، وهي نقطة إيجابية نسبياً.
  • يمتلك قدرة أكبر على حل المشاكل، وابتكار الأفكار الإبداعية نتيجة لاختلاف تركيبة دماغه.
  • يصبح عنيداً وأنانيّاً بشدة، لذا يجب على الوالدين الوعي بالحدود التي لا يجب تجاوزها، حتى يشعر طفلهم الوحيد بقيمة الأشياء.
  • يحصل الطفل الوحيد غالباً على رعاية زائدة من والديه، ما يجعله يتصرف كأن الكون كله مُسخر لخدمته ورعايته.

أنواع وأسباب الغيرة عند الأطفال..طالعي طرق علاجها بالتقرير

إيجابيات الاهتمام الزائد: التطور والنجاح

طفلة صغيرة ورسالة حب لأمها

نعم! بعض الدراسات أثبتت أن الاهتمام الزائد بالطفل الوحيد أو الفتاة الوحيدة يتيح لهم دعمًا وفيرًا وانتباهًا متواصلًا من والديه، كما أن الطفل الوحيد يتمتع بمستوى مرتفع من التعليم والتنمية الشخصية، ويكون لهذا الاهتمام دور في تطوير مواهبه وتعزيز ثقته بالنفس.
نفسياً: يُسهم الاهتمام المفرط بالطفل في تعزيز القدرات الإبداعية لديه، مما يمنحه فرصة أكبر للتعامل مع التحديات بثقة وابتكار، وفي بيئة متطلبة، قد يُطلب من الطفل أن يكون دائماً في حالة أداء متميز، مما يجعله في مواجهة ضغوط نفسية مستمرة.
الإبداع الناتج عن هذه البيئات قد يكون سلاحاً ذا حدين؛ فمن جهة، يساعد الطفل على اكتساب مهارات متقدمة تعزز من فرص نجاحه، لكنه من جهة أخرى قد يقيد حريته في التعبير التلقائي والعيش بعيداً عن التوقعات المرتفعة.

كيف نربي طفلاً ذا مهارات ؟ التقرير يجيب

سلبيات التدليل أولها الضغوط

طفلة صغيرة تنام بجانب لعبتها

على الرغم من المنافع، فإن التركيز المفرط على الطفل والتدليل الزائد، قد يؤدي إلى مشاكل نفسية واجتماعية.. منها:
ارتفاع مستوى التوتر والقلق لدى الأطفال المتربين في بيئة متطلبة، كما يؤثر التدليل الزائد سلباً على قدرات الطفل في الاعتماد على نفسه وتواصله مع الآخرين، ويصبح شخصية تعتمد على الآخرين في تلبية الاحتياجات.
تؤكد الدراسات النفسية أن التربية التي توفر مساحة من الحرية والتواصل مع الآخرين هي الأكثر فعالية لتطوير شخصية طفل متزنة وقوية، وأن الأطفال المدللين قد يواجهون صعوبات في التكيف مع بيئات عمل تنافسية في المستقبل، مما يؤثر على تطورهم المهني.

أساليب خاصة لضمان حياة سوية للطفل الوحيد

طفلة مدللة تتعلق برقبة أمها

شجِّعي طفلك على التفاعلات الاجتماعية:

الطفل الوحيد يقضي معظم وقته في اللعب بمفرده أو مع أصدقاء وهميين، هنا على الآباء تشجيعه على الانخراط في الأنشطة الاجتماعية، وقضاء الوقت مع شخص في مثل سنه، بل ترتيب مواعيد لعب منتظمة معه؛ بهذه التفاعلات يدرك الطفل كيفية مشاركة ألعابه مع الغير، والتكيف وتنمية مهاراته الاجتماعية.

تابعي: علامات تطور المهارات الاجتماعية والعاطفية للأطفال وفقاً لعمرهم

اشرحي لطفلك قيمة العلاقات:

الأطفال الذين لديهم أشقاء يتعلمون قيماً مهمة في علاقاتهم، مثل التسوية والمشاركة وقبول المكاسب والخسائر، ومع الطفل الوحيد تكون وظيفة الآباء التركيز على شرح وتوضيح هذه القيم وأهميتها، خاصة مع تعقيدات العلاقات في المستقبل.

اتركي لطفلك الوحيد مساحة ليستقل:

اعتماد الطفل على والديه في فترة طفولته أمر عادي، ولكن الإفراط في هذا الاعتماد مع تقدم الطفل في العمر أمر غير صحي أو تربوي؛ لهذا يُنصح بترك الطفل يتعامل مع بعض النزاعات، ما يبث بداخله. الاستقلالية والاكتفاء الذاتي.

شجعي طفلك على التعبير عن مشاعره:

علاقة الطفل بأشقائه تساعده على التعرف إلى معنى التعاطف واللطف في المعاملة، ولكن مع الطفل الوحيد تصعب المهمة، ومن هنا يأتي دور الوالدين بإشراك الطفل في عمل تطوعي، وإظهار هذه القيم في حياتكم اليومية، أو بتربية حيوان أليف بالمنزل؛ ما يقلل من الوحدة.

لا تطلبي الكمال في كل عمل:

لا تطلبي من طفلك الوحيد الكمال والمثالية فيما يفعل وفي كل ما يقول، وإلا طلب هو الآخر اتباع المعايير نفسها من الآخرين، ودعيه يرتكب الخطأ ويتعلم منه.

دعي طفلك يكتشف هويته:

كثيراً ما يعتقد الطفل الوحيد أنه لا يمتلك هوية خاصة به، وإنما هو يعكس توقعات والديه بدلاً من ذلك؛ لهذا قومي بتشجيع طفلك على استكشاف اهتماماته الحقيقية ودعيه يتخذ قراراته بنفسه.

دعي طفلك الوحيد يستمتع بطفولته:

بمعنى لا تطلبي من طفلك الوحيد توقعات غير واقعية، غير قابلة للتحقيق؛ ما يضع على كاهله ضغطاً وإجهاداً لا داعي له، من حق الطفل، وحيداً أو له أشقاء؛ أن تكون لديه توقعات واقعية، ودعيه يستمتع بطفولته وبكارة أحلامه.

ادعمي طفلك في أدنى مستوياته:

لا تجعلي حبك لطفلك الوحيد مشروطاً بالتفوق أو تأدية العمل المكلف به على أمثل وجه، وهو فعلياً لا يريد إلا الحصول على موافقة والديه ورضاهما عليه، وفي المقابل لا مانع من أن يشعر الآباء بالاستياء من إخفاق الابن الوحيد، ولكن لا تسحبي طفلك إلى أسفل، وقدمي دعمك له بلا شروط.

تجنبي تقديم الرفاهية لطفلك الوحيد:

حصول الطفل الوحيد على كل ما يطلبه رفاهية؛ لذلك لا تُفْرِطِي في تلبية كل نزواته، وضعي حداً أقصى لعدد الهدايا، وقومي بتعليم الطفل كيف يكسب الأشياء التي يريدها من خلال القيام ببعض الأعمال المنزلية، فيتعلم قيمة الأشياء.

لا تكوني رفيق اللعب الدائم لطفلك الوحيد:

عندما يبحث الطفل الوحيد عن الرفقة في اللعب والتفاعل معه، على الأم أو الأب ألا يقوما بدور الرفيق بشكل دائم، والأفضل أن يُخصص له وقت محدد للعب والترفيه معه، وربما كان يجب تشجيع الطفل على اللعب بمفرده، أو مساعدته في تكوين صداقات تشاركه اللعب.

شجعي طفلك الوحيد على الابتسام:

يميل الطفل الوحيد إلى أن يكون ذكياً، مع بذل مجهود لتحقيق إنجاز عالٍ يتوافق مع ما يتمناه الأهل، وإذا فشل أُصيب بالتوتر والاكتئاب، وعلى الآباء هنا تشجيع الطفل على مواجهة وقبول هذه المواقف الصعبة بالابتسام.

تابع العلاج:

التوازن مفتاح للنجاح:

طفلة تبتسم وهي تلعب

من الأفضل والأصلح للآباء والأمهات تحقيق التوازن في طريقة تربية أطفالهم، والتوازن يعني منح الأطفال الحب والدعم اللازمين دون التدخل الزائد في تفاصيل حياتهم اليومية، ويمكن للآباء تعزيز هذا التوازن من خلال:

  • تشجيع أطفالهم على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم، والمشاركة في أنشطة تعزز من اعتمادهم على الذات.
  • توفير بيئة تحفز على الاستقلالية والتعلم من التجارب الشخصية.
  • الاشتراك في المبادرات المجتمعية التي تعزز من دور الأسرة ككل، مثل ورش العمل التربوية والندوات.
  • توظيف التكنولوجيا بطرق ذكية، مثل استخدام تطبيقات تعليمية مبتكرة، ما يساعد في التعلم والتطور بطريقة متوازنة.
  • إدراك أن تربية الطفل أو الفتاة الوحيدة تتطلب وعياً كاملاً من الوالدين، بأهمية تحقيق التوازن بين الدعم والاستقلالية.
  • فهم التأثيرات النفسية والاجتماعية لهذا النمط من التربية، يتسبب في تنشئة جيل متزن قادر على مواجهة تحديات المستقبل.

 

Advertisements

قد تقرأ أيضا