الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من روما: أفادت صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية بوجود مفاوضات لتبادل الصحافية الإيطالية، تشيتشيليا سالا، المعتقلة في طهران مع محمد عابديني نجف آبادي، الإيراني المُحتجَز في ميلانو، مشيرة إلى اتصالات حكومة إيطاليا بزعماء المعارضة؛ لمنع الهجمات المباشرة على طهران "في هذه المرحلة الحساسة".
وذكرت الصحيفة، في تقرير لها، السبت أن وزارة الخارجية الإيطالية قررت نشر خبر اعتقال الصحافية الإيطالية بعد "سبعة أيام من الصمت والمفاوضات السرية غير الناجحة مع السلطات الإيرانية من أجل إطلاق سراح سالا".
ووفقًا للتقرير، فإن رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، ونائبها آلفريدو مانتوفانو، ووزير الخارجية، أنتونيو تاجاني، يتابعون منذ 19 كانون الأول (ديسمبر) الجاري متابعة مسار الوساطة الدبلوماسية والاستخباراتية، التي تم تكليف الأجهزة الأمنية الخارجية بها.
ووفقاً لموقع "إيران انترناشيونال" جاء اعتقال الصحافية الإيطالية، تشيتشيليا سالا، بعد 3 أيام من اعتقال محمد عابديني نجف آبادي، في مطار ميلانو بإيطاليا، لتورطه وآخر يُدعى مهدي محمد صادقي، في نقل تكنولوجيا حساسة إلى إيران، تم استخدامها في هجوم بطائرات مسيّرة على قاعدة عسكرية أميركية في الأردن، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، في يناير (كانون الثاني) الماضي، مما أعاد إلى الواجهة موضوع سياسة اختطاف النظام الإيراني للمواطنين الأجانب بهدف التبادل.
وأضافت "لا ريبوبليكا" أن المفاوضات بين إيطاليا ومسؤولي النظام الإيراني كانت تتعلق بإطلاق سراح مهدي محمد صادقي مقابل إطلاق سراح تشيتشيليا سالا، ولكن مصادر في وزارة الخارجية الإيطالية أكدت أنه "ليس موضوعًا للمفاوضات".
كما أشار بعض المسؤولين الدبلوماسيين الإيطاليين إلى أن احتمال حدوث تبادلات مالية قد تم استبعاده.
وقف الهجوم الإيطالي على النظام الإيراني
وأوضحت الصحيفة أن وزير الخارجية الإيطالي، آنتونيو تاجاني، ونائب رئيس الوزراء، آلفريدو مانتوفانو، تواصلا مع زعماء المعارضة الإيطالية، بمن فيهم إيلي أشلين من الحزب الديمقراطي، وجوزيبي كونتي من حزب "الخمس نجوم"، لوضع استراتيجية مشتركة ومنع الهجمات المباشرة على النظام الإيراني في هذه "المرحلة الحساسة".
كما أن المفوضية الأوروبية على اتصال بالحكومة الإيطالية في هذا الشأن.
وتابعت "لا ريبوبليكا": "السبب المحتمل وراء نشر خبر اعتقال الصحافية الإيطالية، تشيتشيليا سالا، في إيران بعد سبعة أيام، هو أن المفاوضات مع طهران لم تثمر عن نتيجة".
وكانت تشيتشيليا سالا قد اعتُقلت في طهران، يوم 19 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، لكن وزارة الخارجية الإيطالية أعلنت الخبر الجمعة نفسه، وتمكنت سفيرة إيطاليا في طهران، باولا آمادي، من زيارة سالا في السجن الجمعة أيضًا.
أما محمد عابديني نجف آبادي، الذي يُطرح موضوع تبادله مع تشيتشيليا سالا، فقد تم اعتقاله يوم الاثنين 16 كانون الأول (ديسمبر) في مطار ميلانو، بعد أن وصل من إسطنبول.
وتتهم وزارة العدل الأميركية عابديني ومهدي محمد صادقي، المهندس الإيراني- الأميركي، بتورطهما في توفير تقنيات الطائرات المُسيّرة للنظام الإيراني.