السعودية - بواسطة أيمن الوشواش - فيما تزايد اكتشاف المقابر الجماعية في قطاع غزة المحاصر، مع تصاعد القصف الإسرائيلي الغاشم الذي أوقع ما يقارب من 35 ألف شهيدا، وصف مراقبون هذه المقابر بأنها «وصمة عار في جبين العالم» ودليل جديد على تقاعس المجتمع الدولي وعجزه عن وقف العدوان الصهيوني.

وأعلنت دول الاتحاد الأوروبي عن تشاؤمها ومفاجآتها وقلقها، بسبب اكتشاف مقابر جماعية في باحات المجمعات الطبية التي اجتاحها الجيش الإسرائيلي منها مستشفى الشفاء وناصر في غزة، وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، «إنه شعر بالذعر من تقارير عن وجود مقابر جماعية هناك تحتوي مئات الجثث، وطالب مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بإجراء تحقيق دولي في «المقابر الجماعية» التي عثر عليها في القطاع».

غضب خليجي
وعبرت دول مجلس التعاون الخليجي عن غضبها من ارتكاب جرائم الحرب في قطاع غزة من دون رادع، وآخرها اكتشاف مقابر جماعية في مجمع ناصر الطبي، واعتبرت الخارجية السعودية أن إخفاق المجتمع الدولي في تفعيل آليات المحاسبة لن ينتج عنه سوى مزيد من الانتهاكات وتفاقم المآسي الإنسانية والدمار».. وفقا لـ «إندبندنت عربية».
وشهدت الأيام الماضية إعلان وزارة الصحة الفلسطينية عن انتشال العاملين ثلاث مقابر جماعية على الأقل تم العثور عليها في مستشفى ناصر تضم حوالي 310 جثث لفلسطينيين دفنتهم الجرافات خلال أسبوع واحد.
وقالت السلطات «إن هناك أكثر من سبعة آلاف شهيد فلسطيني ما زالوا تحت الأنقاض، وبحسب التقارير التي تلقتها المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة فقد انتشلت 283 جثة من مقبرة جماعية في مستشفى ناصر، تم التعرف على 42 منها».

محاسبة إسرائيل
وتطالب الدول العربية والأوروبية بمحاسبة إسرائيل على المجازر الجماعية والمقابر الناتجة عنها وفق اتفاقية 1948 بشأن منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، ومنذ إقراره بات التاسع من ديسمبر من كل عام بدءا من 2015 يعرف باسم اليوم الدولي لإحياء وتكريم ضحايا جرائم الإبادة الجماعية ومنع هذه الجريمة.
وكانت الاتفاقية العالمية لمنع الإبادة الجماعية ومعاقبة مرتكبيها حددت لأول مرة جريمة الإبادة الجماعية في القانون الدولي، وجاء في ديباجتها أن الإبادة الجماعية قد ألحقت بالبشرية خسائر فادحة في جميع فترات التاريخ وأن التعاون الدولي مطلوب لتحرير البشرية من هذه الآفة الشنيعة، وصادقت 153 دولة على هذه الاتفاقية.
وتتضمن اتفاقية الإبادة الجماعية الالتزام ليس بتنفيذ العقاب على ارتكاب الجريمة وحسب، بل ومنعها بشكل حاسم، ومحاسبة مرتكبي هذه الجريمة.

إلقاء السلاح
وفي إطار تحرك الوسطاء العرب للتوصل إلى حل ينهي الحرب في قطاع غزة، استعدت حركة «حماس» لتقديم تنازلات كبيرة من شأنها أن تغير مجريات القتال العنيف وأن تدفع الرؤية الأمريكية الخاصة بإقامة دولة فلسطينية، إلى الأمام.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس باسم نعيم «نحن مستعدون إلى نزع سلاح الجناح العسكري لكتائب القسام، وتفكيك معظم الترسانة النارية، وعدم مقارعة إسرائيل مجددا، والتحول إلى حزب سياسي فقط».
وأضاف أن كل ذلك يبدأ بهدنة مدتها خمسة أعوام، تتخللها إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وتكون ممثلة في منظمة التحرير الفلسطينية، وأيضا عودة اللاجئين إلى الأراضي الفلسطينية وذلك وفقا للقرارات الدولية».
ويشير المراقبون أن حماس تبدو أكثر رغبة في إبرام صفقة مع إسرائيل هذه المرة، بعدما أشعرت قطر الحركة بأنها سوف تنسحب من دور الوساطة إذا لم يحدث اختراق واضح بشأن التوصل لاتفاق يوقف سفك الدماء في غزة.

3 مليارات خسائر
قدر وزير النقل والمواصلات الفلسطيني طارق زعرب أمس خسائر قطاع النقل والمواصلات، بما في ذلك البنية التحتية في قطاع غزة بأكثر من 3 مليارات دولار، وذلك بسبب الحرب التي شنتها إسرائيل على القطاع الساحلي.
وفي تقرير عرضة الوزير، خلال جلسة للحكومة الفلسطينية في رام الله، حول خسائر قطاع النقل والمواصلات أوضح الوزير أن الجيش الإسرائيلي دمر حوالي 945 كيلومترا من الطرق في قطاع غزة، وهو ما يعادل 65% من شبكة الطرق بتكلفة فاقت ملياري دولار.
وتابع زعرب أن لجان الوزارة قدرت تدمير الجيش الإسرائيلي لحوالي 55 ألف مركبة في قطاع غزة، أي ما يعادل 60% من المركبات المرخصة في القطاع.
يشار إلى أن إسرائيل تشن منذ 7 أكتوبر الماضي حربا واسعة النطاق على قطاع غزة أدت لاستشهاد أكثر من 34 ألف شخص وألحقت دمارا كبيرا في المنازل والبنية التحتية.

مقابر غزة الجماعية:

• 310 جثامين دفنت خلال أسبوع واحد
• 283 جثمانا تم انتشالها من مقبرة جماعية
• +7000 شهيد تحت الأنقاض
• 03 مقابر جماعية في مستشفى ناصر

19 شهيدا
بالتواكب مع حرب الإبادة الإسرائيلية، استشهد 19 فلسطينيا وأصيب العشرات بجروح الليلة الماضية، جراء قصف إسرائيلي استهدف مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية فلسطينية في مستشفى أبو يوسف النجار أن 15 فلسطينيا من عائلة واحدة معظمهم من الأطفال والنساء استشهدوا في قصف استهدف منزلهم في مدينة رفح، كما استشهد أربعة في غارات إسرائيلية عنيفة استهدفت منازل وتجمعات متفرقة للنازحين في المدينة، والتي تعيش وضعا مأساويا مع حالة الاكتظاظ الشديدة في مراكز الإيواء والخيام، التي يتواجد فيها نحو مليون وربع المليون نازح يفتقرون للغذاء والدواء.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» أن «طائرات الاحتلال الإسرائيلي قصفت منزلا لعائلة الخطيب في حي الجنينة شرق مدينة رفح، ما أدى لاستشهاد 4 مواطنين بينهم أطفال ونساء وإصابة آخرين»، وأضافت أن 6 فلسطينيين قتلوا إثر قصف إسرائيلي لمنزل يعود لعائلة الخواجات ويؤوي نازحين في مخيم الشابورة وسط مدينة رفح، كما استشهد 5 فلسطينيين إثر قصف منزل لعائلة أبو طه في رفح.