ياسر رشاد - القاهرة - أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي، ضرورة تحرك المجتمع الدولي لإنهاء الأزمة في قطاع غزة ووقف العدوان الإسرائيلي الخطير، الذي تجاوز وانتهك كل المواثيق والمعاهدات والاتفاقيات الدولية.
جاء ذلك خلال حوار المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية مع البديوي، اليوم الأربعاء عبر الاتصال المرئي، بحضور المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي للشؤون الخليجية لويجي دي مايو، ومشاركة عدد من المسؤولين الأوروبيين وكبار المتخصصين في العلاقات الدولية بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، حيث تضمن الحوار بحث الأوضاع الراهنة في قطاع غزة، ومستقبل العلاقات الخليجية الأوروبية في ظل التحديات الجيوسياسية الراهنة، حسبما ذكرت وكالة أنباء السعودية (واس).
وأكد البديوي أن الأوضاع الخطيرة في قطاع غزة وما آلت إليه أدت إلى اتساع رقعة عدم الاستقرار والأمن في المنطقة والعالم، وأصبحت لتداعيتها آثار سلبية غير مسبوقة، مما يستوجب على الجميع التعاون والتكاتف والعمل الجماعي لوقف هذه الأزمة، مشيرًا إلى الحاجة الملحة لتقديم الدعم الإنساني والإغاثي العاجل للمتضررين من الشعب الفلسطيني في القطاع.
وأشاد البديوي بالمستوى الذي وصلت إليه العلاقات الخليجية الأوروبية على كافة الأصعدة، مشددا على ضرورة تعزيز الحوار والتعاون بين دول الخليج والاتحاد الأوروبي لمواجهة التحديات المشتركة ودعم الاستقرار في المنطقة، منوها بأن هناك العديد من الفرص الواعدة لبناء شراكة إستراتيجية متينة من خلال تعزيز العلاقات الخليجية - الأوروبية، وأن استمرار هذه الحوارات النقاشية سيسهم في تبادل وجهات النظر وتعزيز الفهم المتبادل للعمل المشترك من أجل تحقيق الأمن والاستقرار، وبما يصب في مصلحة تطوير العلاقات بين الجانبين.
وفي سياق متصل أدان السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية بأشد العبارات قتل إسرائيل بدم بارد سبعة من عمال الإغاثة التابعين لمنظمة المطبخ المركزي العالمي، وذلك في غارة جوية على دير البلح وسط قطاع غزة.
ونقل جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام عن أبو الغيط قوله إن هذه المذبحة تُقدم دليل إدانةٍ جديداً على العشوائية الكاملة التي تطبع عمليات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وإن عُمال الإغاثة السبعة قتلوا كمئات غيرهم من العاملين في مجال المساعدات الإنسانية، وكعشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، بدمٍ بارد، وبدون أدنى اعتبار لقوانين الحرب أو وازع من ضمير.
وأكد المتحدث الرسمي أن نحو مائتين من العاملين في مجال الإغاثة قُتلوا منذ بداية الحرب الوحشية على القطاع، منهم نحو 176 من الأونروا، وهي أعداد غير مسبوقة في أي نزاع في القرن الحادي والعشرين، وتمثل سابقة خطيرة تعود بنا إلى ما قبل اعتماد الأعراف والقوانين الدولية التي تُميز بين المدنيين والعسكريين في زمن النزاع المُسلح.
وأوضح المتحدث أن أبو الغيط دعا إلى تحقيق دولي محايد في هذه الواقعة، مُشككاً في مصداقية التحقيقات الإسرائيلية ومُذكراً بوقائع سابقة تمت خلالها التغطية على جرائم جيش الاحتلال، مثل جريمة استهداف الصحافية شيرين أبو عاقلة بالضفة الغربية المحتلة.
وشدد أبو الغيط على أن أحداثاً مأسوية مثل قتل عمال الإغاثة تُزيل أي شكوك لدى المجتمع الدولي بشأن الطريقة الهمجية التي تباشر بها إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة، وتُذكر الجميع بأن الطريق إلى وقف مذابح جديدة هو الوقف الفوري لإطلاق النار، والتطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن الأخير في هذا الخصوص، وعدم الاكتفاء بمناشدة إسرائيل الالتزام بالإرادة الدولية الجماعية وإنما التحرك الفعال بممارسة ضغوط فعلية على الاحتلال تدفعه إلى مراجعة حساباته التي توشك أن تشعل الحرائق في المنطقة بأسرها.