اخبار الخليج / اخبار الإمارات

نورة الغيثي لـ«الاتحاد»: أبوظبي ترسي منظومة رعاية صحية أكثر ذكاءً وكفاءةً عالمياً

نورة الغيثي لـ«الاتحاد»: أبوظبي ترسي منظومة رعاية صحية أكثر ذكاءً وكفاءةً عالمياً

ابوظبي - سيف اليزيد - هدى الطنيجي (أبوظبي)

أكدت الدكتورة نورة خميس الغيثي، وكيل دائرة الصحة في أبوظبي، أن «أسبوع أبوظبي العالمي للصحة 2025»، الذي يقام تحت رعاية سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وينطلق اليوم، يعتبر منصة مفتوحة وشاملة لتبادل الأفكار والآراء، وحشد الجهود المشتركة لتطوير مجال الصحة والعافية، حيث يتصدر الحدث مشهد التعاون العالمي، ويجمع تحت سقفه في العاصمة أبوظبي مختلف الأطراف العالمية المعنية بالقطاع الصحي، لإثراء الحوارات والخروج برؤى مشتركة وحلول واقعية قادرة على الارتقاء بقطاع الرعاية الصحية وعلوم الحياة، وترسيخ مكانة أبوظبي في هذا الإطار.
وذكرت أن الحدث الذي يحمل شعار «نحو حياة مديدة: مفهوم جديد للصحة والعافية»، يعكس التوجهات العالمية عموماً، وفي أبوظبي على وجه الخصوص، حيث تتواصل جهودنا لإرساء منظومة رعاية صحية هي الأكثر ذكاءً وكفاءةً على مستوى العالم، بما يُمكن أفراد المجتمع من التمتع بحياة صحية مديدة، قائمة على الوقاية والاستباقية والاستفادة من أحدث العلوم والتقنيات. 
وقالت الدكتورة نورة الغيثي، في حوارها مع «الاتحاد»: إن منظومة الرعاية الصحية في أبوظبي تعتبر من النظم الصحية السباقة في هذا المجال، وهو ما يبدو جلياً في تطوير وإطلاق برامج الوقاية والكشف المبكر والعلاجات والدراسات الجينية، وبرامج الطب الشخصي والدقيق، واحتضان الإمارة لأفضل المرافق والمنشآت الصحية، التي تستخدم أحدث التقنيات والحلول والابتكارات الطبية العالمية، لينعم أفراد المجتمع بخدمات تعزّز حياتهم الصحية المديدة.

صنّاع السياسات 
وذكرت الدكتورة نورة الغيثي أن «أسبوع أبوظبي العالمي للصحة» لا يُمثل فعالية سنوية فحسب، بل منصة متميزة للصحة تتواصل مخرجاتها وأنشطتها على مدار العام لتجمع مختلف المعنيين بقطاع الرعاية الصحية من شتى أرجاء العالم، لتبادل الأفكار وإقامة الحوارات البنّاءة وتكوين الرؤى المشتركة حول سُبل تشكيل مستقبل الصحة والعافية، حيث إن أثر أسبوع أبوظبي العالمي للصحة لا يقتصر على أيامه الثلاثة، بل يمتدّ على مدار العام من خلال تحفيز الرؤى وتعزيز علاقات التعاون، دعماً لجهود التحول بقطاع الرعاية الصحية على المستويين المحلي والعالمي.
وأضافت: من خلال تعزيز التعاون الدولي والارتقاء بمعايير العلوم الطبية والذكاء الاصطناعي وسياسات الصحة العامة، سيكون دور أسبوع أبوظبي العالمي للصحة حيوياً وأساسياً لتعزيز استدامة الابتكارات الصحية وترسيخ مكانة أبوظبي الرائدة في القطاع الصحي العالمي.
وذكرت أن من المتوقع أن يستقبل أسبوع أبوظبي العالمي للصحة 2025 أكثر من 15 ألف زائر و1900 وفد و200 متحدث و150 جهة عارضة من 90 دولة لتعزيز تبادل المعارف وإبرام الشراكات الاستراتيجية التي تعزّز تطور القطاع الصحي عالمياً.

إنجازات عدة 
وأشارت الدكتورة نورة الغيثي، إلى أن نسخة العام الماضي من الحدث نجحت في تعزيز علاقات الشراكة والتعاون بين المشاركين، إذ وقّعت دائرة الصحة أبوظبي على هامشه اتفاقية مع الاتحاد الدولي لطب الطوارئ لمواصلة تعزيز طبّ الطوارئ في الإمارة، من خلال الارتقاء بتقديم الخدمات الفنية والخبرات وتبادل التجارب والمعارف، في حين أطلقت أوقاف أبوظبي بالتعاون مع الدائرة وقف الرعاية الصحية بقيمة مليار درهم على مدى خمس سنوات، كما تم الإعلان عن تأسيس البنك الحيوي في أبوظبي، الذي استهلّ أعماله بإطلاق بنك دم الحبل السري الهجين الأكبر في المنطقة، وذلك بالتعاون بين دائرة الصحة - أبوظبي وM42، الشركة المتخصصة في مجال الصحة.

فعاليات متخصّصة
وقالت الدكتورة نورة الغيثي: يضم الحدث هذا العام «المنتدى» الذي سيجمع الأطراف المعنية في القطاع وصناع السياسات والمستثمرين لإبرام شراكات جديدة تسهم بصناعة مستقبل جديد للصحة والعافية، كما سيحتضن أسبوع أبوظبي العالمي للصحة هذا العام «جائزة الابتكار»، التي ستحتفي بالإنجازات السباقة في تطوير الصحة الرقمية والتقنيات الحيوية والطبية، بالإضافة إلى «منطقة الشركات الناشئة» التي ستمثل محطة لإطلاق حلول الرعاية الصحية الثورية، وستمكّن رواد الأعمال من طرح أفكارهم أمام المستثمرين المحتملين وقادة القطاع، إلى جانب «هاكاثون الصحة الذكية» الذي يوفّر لرواد الأعمال الناشئين والمبتكرين فرصة لإظهار ابتكاراتهم والتواصل مع المرشدين والمستثمرين وسيُطلب من المشاركين في الهاكاثون تطوير حلول مبتكرة قادرة على معالجة تحديات محددة في مجال «الصحة والعافية» وستُعرض هذه الحلول مباشرة أمام نخبة من قادة القطاع.
وذكرت أن «المنتدى» سيستقطب الأطراف المعنية في القطاع وصنّاع السياسات والمستثمرين لبحث فرص الشراكة وتطوير الحلول الصحية المبتكرة، وسيجسّد منصة حيوية لاستكشاف أحدث الأبحاث العلمية والحلول الصحية المبتكرة وأطر عمل السياسات، التي تهدف لتعزيز الحياة الصحية المديدة في دولة الإمارات ومختلف دول العالم، وتحقيق مساعي دائرة الصحة- أبوظبي لإحداث نقلة نوعية تلبي احتياجات الرعاية الصحية في المستقبل.

الحياة الصحية المديدة
وقالت الدكتورة نورة الغيثي: يركّز أسبوع أبوظبي العالمي للصحة على صناعة مستقبل الرعاية الصحية من خلال أربعة محاور رئيسة. أولاً، الحياة الصحية المديدة والصحة الدقيقة: إضفاء طابع شخصي على مستقبل الطب ويهدف هذا المحور إلى تطوير حلول مبتكرة تعزّز الصحة والعمر الصحي المديد، مع تصميم خطط الرعاية الطبية الشخصية بالاعتماد على علم الجينوم والتقنيات الطبية المتطورة لتلبية احتياجات كل فرد.
وأضافت: ثانياً، مرونة النظام الصحي واستدامته عبر صياغة أطر عمل تواكب متطلبات المستقبل ويركّز هذا المحور على بناء أنظمة صحية مرنة وقادرة على التكيف مع التحديات المستقبلية، مع التركيز على الاستدامة، والجاهزية لمواجهة الأوبئة والأزمات الصحية.
ثالثاً: الصحة الرقمية والذكاء الاصطناعي، الرعاية الصحية النوعية المدعومة بالتكنولوجيا، ويستعرض هذا المحور دور التكنولوجيا المتقدمة في تحسين جودة الرعاية الصحية، من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والسجلات الصحية الرقمية، والتطبيب عن بُعد، لتوفير رعاية أكثر كفاءة ودقة.
رابعاً: الاستثمار في علوم الحياة والابتكار العالمي نحو آفاق أوسع، حيث يركّز هذا المحور على تحفيز الابتكار من خلال الاستثمارات العالمية في التكنولوجيا الحيوية، والأبحاث الطبية، والتعاون بين القطاعات لتطوير حلول صحية مستدامة وعالية التأثير.

موضوعات حيوية
وأضافت الدكتورة نورة الغيثي: شهدت النسخة الأولى من أسبوع أبوظبي العالمي للصحة جلسات حوارية ومناقشات حول موضوعات أساسية لتسريع مستقبل الرعاية الصحية، مع التركيز على إحداث تأثير على المستوى الفردي والمجتمعي والعالمي، وقد نجح الحدث في إثراء الحوارات حول موضوعات حيوية تسهم في رسم ملامح جديدة لمستقبل الصحة والعافية، شملت الذكاء الاصطناعي والميكروبيوم، والطب التجديدي، والحياة الصحية المديدة، وعلم الجينوم، ومجالات الطب الوقائي والطب الدقيق، ومعالجة الاحتياجات المستقبلية اللازمة لنظم رعاية صحية عالمية مدعومة بالتكنولوجيا. 

جائزة الابتكار
أشارت الدكتورة نورة الغيثي إلى أن «جائزة الابتكار» تعزّز خلال أسبوع أبوظبي العالمي للصحة روح الابتكار والتعاون وتحتفي بالمؤسسات والأفراد، الذين يقودون جهود التطوير ويسهمون في بناء ثقافة التميز والارتقاء بمستقبل قطاع الرعاية الصحية.
وتُكرّم الجائزة، التي تشرف عليها دائرة الصحة- أبوظبي، المبدعين والمبتكرين الذين يقدمون حلولاً رائدة للتحديات الأبرز في قطاع الرعاية الصحية، وتسلط الضوء على الابتكارات، التي تسهم في تحسين تجربة المرضى، وتعزيز فرص الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية، والارتقاء بجودتها، وتشمل الجائزة أربع فئات هي الابتكار الفردي، المؤسسات المحلية، الإقليمية، والعالمية. وسيتم الإعلان عن الفائزين خلال حفل خاص ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي العالمي للصحة 2025.

Advertisements

قد تقرأ أيضا