اخبار الخليج / اخبار الإمارات

الامارات | أطباء يحذرون «عشاق السهر» من فقدان «الذاكرة العاملة»

الامارات | أطباء يحذرون «عشاق السهر» من فقدان «الذاكرة العاملة»

شكرا لقرائتكم خبر عن أطباء يحذرون «عشاق السهر» من فقدان «الذاكرة العاملة» والان نبدء بالتفاصيل

الشارقة - بواسطة ايمن الفاتح - أكد أطباء ومختصون أن النوم العميق يسهم في تنظيم المعلومات التي يستقبلها العقل، ويعزز قدرة «الذاكرة العاملة» على الاحتفاظ بها، لافتين إلى وجود آثار سلبية للسهر المستمر تنعكس مباشرة على قوتها، وتالياً على التركيز والانتباه.

وشرحوا أن «الذاكرة العاملة» هي إحدى الوظائف التنفيذية للدماغ، وهي مهارة تسمح لنا بالعمل بالمعلومات دون أن نفقد مسار ما نقوم به، تعمل عمل الملاحظة المؤقتة التي تحتفظ بمعلومات جديدة حتى يتمكن الدماغ من العمل بها لفترة وجيزة، وربطها بمعلومات أخرى.

وأكدوا أن النوم العميق يلعب دوراً في استعادة الجسم عافيته، وتعزيز وظائف الدماغ، كما أنه يرسخ المعلومات في الجهاز المسؤول عن تخزين الذكريات طويلة الأمد.

وقالت أخصائية طب الأعصاب، الدكتورة منال الفحّام، إن النوم يعد أحد العناصر الأساسية التي يحتاج إليها الإنسان للحفاظ على صحته النفسية والجسدية، لافتة إلى دوره في استعادة نشاط الجسم.

وقالت لـ«الإمارات اليوم» إن أبحاثاً حديثة أثبتت أن النوم العميق يلعب دوراً حاسماً في تعزيز قوة الذاكرة، ومساعدتها على استيعاب المعلومات وتخزينها بفاعلية.

وأضافت أن «دراسة جديدة كشفت عن وجود علاقة وثيقة بين النوم العميق والذاكرة، إذ تبين أن الأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم العميق معرضون بشكل أكبر لضعف الذاكرة مع مرور الوقت».

وتابعت أن الدراسة أظهرت أيضاً أن «النوم العميق يسهم في تنظيم المعلومات التي نستقبلها خلال اليوم، حيث يعمل الدماغ أثناء النوم على تصفية المعلومات غير الضرورية، وتعزيز تخزين المعلومات المهمة، ما يساعد على تحسين القدرة على التذكر».

وشرحت الفحّام أن «النوم العميق ليس مجرد استراحة للجسم، بل هو عملية حيوية تتضمن إعادة تنظيم الروابط العصبية في الدماغ، وخلال هذه الفترة، يتم ترسيخ المعلومات في المنطقة المسؤولة عن تخزين الذكريات طويلة الأمد، وعندما يحرم الشخص نفسه من النوم أو يعاني الأرق، تقل كفاءة الدماغ وتتراجع القدرة على التذكر»، وحذرت من مخاطر السهر المستمر، حيث «يمكن أن تكون له آثار سلبية مباشرة على الذاكرة، فهو يؤثر سلباً في التركيز والانتباه، وهما عاملان أساسيان لتلقي المعلومات وتثبيتها».

وقالت الفحّام إن هناك آثاراً سلبية عديدة لعدم الحصول على قسط كافٍ من النوم تشمل ضعف الذاكرة قصيرة الأمد، حيث تؤدي قلة النوم إلى صعوبة تذكر التفاصيل اليومية أو المهام البسيطة، والتأثير في التعلم، فيصبح من الصعب على الدماغ استيعاب معلومات جديدة، ما يعيق القدرة على التعلم ويزيد النسيان، إذ تُظهر دراسات أن الأشخاص المحرومين من النوم لديهم معدل نسيان أعلى، لأن الدماغ لا يستطيع تنظيم المعلومات بشكل صحيح.

وأضافت أن هناك تأثيرات أخرى للسهر، تتضمن اضطرابات عصبية مثل الزهايمر، حيث تشير دراسات إلى أن الدماغ يزيل البروتينات السامة، مثل «بيتا أميلويد» أثناء النوم، وهي ترتبط بالخرف، وانخفاض القدرة على اتخاذ القرارات السليمة.

بدوره، قال استشاري الطب الباطني، الدكتور فادي حموي، إن النوم يعد من العوامل الأساسية التي تؤثر بشكل كبير في صحة الإنسان، ومن بين أنواع النوم المختلفة يعد «النوم العميق» إحدى أهم مراحل النوم التي تلعب دوراً كبيراً في استعادة الجسم عافيته، وتعزيز وظائف الدماغ، فالنوم العميق ليس ضرورياً فقط للشعور بالراحة في اليوم التالي، بل هو عامل أساسي في تقوية الذاكرة وحمايتها من التراجع.

ولفت إلى توصل دراسة جديدة إلى أن من لا يحصل على قدر كافٍ من النوم العميق، يعاني مع مرور الوقت ضعفاً في الذاكرة، ويواجه صعوبة في تخزين المعلومات الجديدة واسترجاعها بفاعلية، لافتاً إلى أن «النوم العميق يساعد على ترسيخ الذكريات والتجارب التي نمر بها خلال اليوم، ما يسهم في تعزيز قدرة الدماغ على التركيز والتعلم»، وتابع أن النوم يسمح للدماغ بمراجعة المعلومات التي استقبلها، وترتيبها بطريقة منطقية لتسهيل حفظها واسترجاعها.

وأوضح حموي أن كثيراً من الشباب يعانون قلة النوم، بسبب السهر الطويل والأنشطة المختلفة التي قد تؤثر سلباً في ساعات النوم العميق، مشيراً إلى أن الشباب الذين يقضون ساعات طويلة في السهر لا يحصلون على الوقت الكافي لدخول مرحلة النوم العميق، ما يجعلهم أكثر عرضة لمشكلات في التذكر والتعلم.

وأكد أن السهر يؤدي إلى إضعاف الجهاز المناعي وزيادة مستويات التوتر، ما ينعكس على الصحة العقلية والجسدية بشكل عام.

وقال: «ينبغي أخذ قسط كافٍ من النوم العميق، والحفاظ على روتين نوم منتظم يتضمن الذهاب إلى الفراش في وقت محدد كل يوم، والابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية قبل النوم».

بدوره، أكد استشاري الطب النفسي، الدكتور منصور عسّاف، أن هناك «تأثيراً كبيراً لاضطرابات النوم على وظائف الذاكرة العاملة».

وأضاف أن الجمعية العالمية لاضطرابات النوم، أكدت أن الأرق وانقطاع النفس النومي مرتبطان بمشكلات في الذاكرة، ما يبرز الدور الحاسم للنوم الجيد في الحفاظ على الصحة المعرفية.

وذكر أن منظمة الصحة العالمية أفادت بأن اضطرابات النوم «تضعف قدرة الدماغ على معالجة وتخزين المعلومات الجديدة، ما يؤدي إلى مشكلات في الذاكرة طويلة الأمد، ويبرز أهمية إعطاء الأولوية لأنماط نوم صحية، لدعم الذاكرة والصحة العقلية العامة».


6 نصائح لـ «نوم صحي»

• الالتزام بجدول نوم منتظم، فالنوم والاستيقاظ في أوقات ثابتة يساعدان الجسم على تنظيم الساعة البيولوجية.

• تجنب المنبهات قبل النوم، مثل الكافيين والنيكوتين.

• تقليل وقت استخدام الأجهزة الإلكترونية، لاسيما أن الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يؤثر سلباً في إنتاج هرمون الميلاتونين المسؤول عن النوم.

• تهيئة بيئة نوم مريحة.. غرفة مظلمة وهادئة، ودرجة حرارة مناسبة تساعد على الاسترخاء.

• ممارسة بانتظام، فهي تساعد على تحسين جودة النوم، ويُفضل تجنّب ممارستها قبل النوم مباشرة.

• ممارسة تقنيات الاسترخاء، مثل التأمل والتنفس العميق، إذ تساعد على تحسين جودة النوم والوصول إلى النوم العميق.

Advertisements

قد تقرأ أيضا