ابوظبي - سيف اليزيد - سعيد أحمد (أبوظبي)
تمثل العلاقات الإماراتية الكويتية نموذجاً فريداً للعلاقات والروابط الأخوية العميقة التي تجمع بين الدول، حيث يجمع البلدين أواصر متينة وأهداف وطموحات وأولويات مشتركة تدعمها البلدان في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، حفظه الله، والتي تعد مثالاً للروابط القوية المتأصلة في وجدان البلدين وتاريخهما المشترك، وتدعم أواصرها الزيارات المشتركة بين قيادة البلدين، مما دفع بها إلى آفاق مستقبلية وأعطاها قوةً وزخماً للمضي قُدماً لتحقيق ما فيه مصلحة للبلدين.
تشهد العلاقات ازدهاراً وتطوراً في كافة المجالات التنموية الشاملة، وتعد مثالاً ونموذجاً لقوة الروابط والطموحات والأهداف التي تجمعهما، وتجسد علاقة استثنائية استراتيجية عبر أواصر أخوية متينة تمتد عبر التاريخ.
وتتميز العلاقات الإماراتية الكويتية، بأنها علاقة قديمة تعود لأكثر من ستة عقود، وزادت العلاقة الأخوية بين البلدين بفضل السياسة الحكيمة للمغفور لهما، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والشيخ جابر الأحمد الصباح، طيب الله ثراه، حيث ترجمت الإمارات حجم ومتانة العلاقات التي تربط البلدين الشقيقين بموقفها المشرف في أثناء احتلال الكويت، واستضافت الإمارات عشرات الآلاف من الأسر الكويتية على أرضها، بينما شاركت القوات المسلحة الإماراتية في حرب تحرير الكويت.
وكانت دولة الكويت لها دور كبير من خلال البعثة التعليمية الكويتية في الإمارات عام 1955، وذلك بإنشاء العديد من المدارس وتجهيزها قبل إعلان الاتحاد، كما دشنت البعثة الطبية الكويتية عملها في الإمارات في أوائل الستينيات من القرن الماضي، بإنشاء العديد من المراكز والمستشفيات.
وتتشارك الإمارات والكويت الرؤى نفسها في القضايا والملفات الإقليمية والعالمية، انطلاقاً من ثوابت مشتركة تهدف إلى تعزيز أمن واستقرار المنطقة والسلم العالمي، وتعد العلاقات الأخوية والاستراتيجية بين الإمارات والكويت محوراً رئيساً لتقوية دعائم مجلس التعاون الخليجي، بما يضمن الحفاظ على استقرار شعوب دول المجلس ويحقق رفاهتيها وازدهارها، وتتعاون الدولتان، تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، برؤى متوافقة وموحدة لخدمة القضايا والملفات العربية والإقليمية والعالمية.
وتستمر مسيرة النهضة والتنمية الشاملة في دولة الكويت الشقيقة، تحت قيادة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، الذي تولى قيادة البلاد خلفاً للأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد، ليقود مرحلة جديدة من البناء وتعزيز المكتسبات للأهل والأشقاء في دولة الكويت، لتستمر معها العلاقات الإماراتية الكويتية في ازدهارها وتميزها في شتى المجالات.
وتشكل العلاقات التاريخية العميقة، ووشائج القربى المتجذرة، ووحدة الرؤى والثوابت، ومظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أساساً متيناً لازدهار وتميز العلاقات الراسخة التي تربط بين شعبي وقيادتي البلدين، والتي انعكست بتعاون استراتيجي مثمر وعالي المستوى في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والتعليمية، وغيرها من المجالات.
تعاون مثمر
وتنعكس العلاقات الثنائية من خلال أوجه تعاون عديدة في قطاعات شتى على الصعيد السياسي والدبلوماسي والاقتصادي والثقافي وغيرها، وتترجمها علاقات شعبية متميزة بين أبناء البلدين، والتي تعتبر نموذجاً فريداً للعلاقات العميقة بين الدول، حيث انعكست بتعاون استراتيجي مثمر في تلبية تطلعات الشعبية الشقيقين، كما إن الإرادة السياسية الراسخة لقيادتي البلدين في مواصلة تعزيز هذه العلاقات، تشكل أساساً متيناً للارتقاء بالتعاون إلى مستويات جديدة في مختلف المجالات.
اللجنة العليا
وشكل إنشاء اللجنة العليا المشتركة للتعاون بين دولة الإمارات ودولة الكويت في العام 2007 انطلاقة لمرحلة جديدة من تنمية العلاقات الأخوية وفتح آفاق أوسع لتطوير التعاون الاستراتيجي بين البلدين، حيث يبرز التعاون الاقتصادي بين البلدين واقع تنامي العلاقات الإماراتية الكويتية، وهو ما تعكسه الإحصائيات والبيانات الرسمية الصادرة بشأن التبادل التجاري.
التعاون التجاري
وصلت تجارة دولة الإمارات مع دولة الكويت خلال النصف الأول من عام 2023 إلى 22.3 مليار درهم. وحققت تجارة دولة الإمارات مع دولة الكويت خلال النصف الأول من عام 2023 نمواً نسبته 6% مقارنة مع ذات الفترة من 2022. وبلغت نسبة نمو تجارة الإمارات مع الكويت خلال النصف الأول من العام الماضي 17% مقارنة مع ذات الفترة من 2021.
وبلغ التبادل التجاري بين البلدين 44.1 مليار درهم خلال 2022 بنمو بنسبة 15% مقارنة مع 2021، ونمو بنسبة 44% مقارنة مع 2020، ونمو بنسبة 11% مقارنة مع 2019.
منظومة شاملة
شهدت الأعوام الماضية توقيع العديد من الاتفاقيات المهمة بين البلدين في المجال الثقافي والفني والتربوي وفي قطاع التعليم العالي والبحث العلمي.
كما أن التعاون الثقافي بين البلدين في حقوق المكتبات والثقافة والفنون يتم بالشمولية والتنوع والاستمرارية، بما في ذلك الحضور الثقافي المتبادل في فعاليات ثقافية مشتركة.
وتعتبر شراكات التعاون الثقافي بين البلدين جزءاً من منظومة التعاون الشاملة في مجالات عديدة، وفي معرضي الكتاب الدوليين في كل من أبوظبي والشارقة، ويبرز سنوياً حضور الكتاب الكويتي ودور النشر الكويتية، كما تشارك جمعية الناشرين الإماراتيين بشكل منتظم بمعرض الكويت الدولي للكتاب.
وتجسد أواصر القربى والإرث المشترك وحدة منظومة القيم السائدة بين شعبي البلدين الشقيقين، وعلاقات اجتماعية قوية.