الارشيف / اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

خطورة غياب الأمل

  • 1/2
  • 2/2

لا شيء أقسى على الإنسان من أن يشعر بعبثية حاضره ومستقبله، فمعها ينعدم كل أمل، وتفقد الأشياء والقيم معانيها، بل يستوي الموت والحياة.

الأخطر أن يصبح هذا الشعور جمعياً، فيضرب منطقة، أو شعباً، أو أمة فيصبح أغلب البشر فيها على مشارف هزيمة حضارية تقود إليها خسارات متوالية تتعدد أشكالها وأسبابها وانتماءات صناعها.

إذا استثنينا انشغال الزعامات والحكومات الرشيدة، وهي نادرة، في منطقتنا بحاضر شعوبها، إدراكاً لأن ذلك الأساس المتين للمستقبل، فإن كل شيء يفضي إلى اليأس، ولا بأس أن يكون عابراً ومؤقتاً بحيث يسهل الخلاص منه سريعاً والانطلاق إلى آتٍ محاط بالأمل، لكن أن يكون مهيأ للبقاء طويلاً، فتلك الكارثة.

كأن خيرات هذه المنطقة التي تؤهلها لمكانة أرقى، بما في ذلك مواردها وجغرافيتها، وبال عليها، ليس فقط لأنها تجعلها ميدان احتراب وصراعات لا تكاد تتوقف، وإنما أيضاً لأنها تهدد بتبديد أغلى ثرواتها، وهو الإنسان.إنسان هذه المنطقة، إلا من ينعم بقيادة تصنع مستقبله وتنقله إليه مبكراً عبر تحصين حاضره، ضحية الجميع: ساسة تلهيهم التجارة والبيع عن السهر على حماية من يمثلونهم، زعامات أيديولوجية تنشغل بمجدها الشخصي ومصالح جماعات وقوى تغذيها، وأغراب يتسللون من الخرائط الرخوة والبقاع التي يحرسها ذوو الأطماع للإمعان في التجزئة والتقسيم.

ومن مآلات ذلك كله ما نراه الآن، ولم يعد المهم فيه، برأي كثيرين، ما تحفل به النشرات وعواجل الأخبار ومن انتصر أو خسر، تكتيكياً أو استراتيجياً، ففي الخلفية يعاني الملايين غياباً للأمل يحرّض عليه فقدان للأرواح، ونزوح، ولجوء، وجوع، ومرض، فماذا يبقى بعد ذلك من معاني الحياة؟
إن الشتات النفسي وظلمة الطريق إلى المستقبل لم يعودا علّة الصغار فقط في منطقتنا، بل لا تزال هناك فرص لتصويب مسارهم وتحريرهم من صور العنف والاستلاب باسم تيار أو طائفة، إنما يشاركهم في المعاناة الكبار الذين تتكرر في حياتهم دورات فقدان الأمل وخسارة الرهانات وضياع فرص أن ينعموا بالهدوء سنوات كغيرهم في العالم.ووسط ذلك كله، تكاد تتبدد، للأسف، جهود صناعة المستقبل، وتضيع الأصوات الرشيدة الساعية لاستعادة فترات النهوض، وتصبح بلدانها استثناء في محيط هائج تخطفته الأطماع من داخله وخارجه، بل إن هذا الاستثناء لا يسلم من أذى من يحاولون أن يكون الخراب قاعدة أبدية ليرفعوا راياتهم فوق ركام الحجر وجثث البشر.

من المهم الانتباه إلى حالة اليأس قبل أن تستفحل، لا للتباكي، فالأهم ألّا تصل بنا إلى الهزيمة الكاملة، ففي الوسع الانتصار في ما تبقى من معارك، وأهمها التصدي الواعي لدعاة التفتيت الذين يخرجون من بيننا، ليتوحّد الصف، مع احترام كل الاختلافات وأوجه التنوع، أمام الآتين من قريب أو بعيد.قد تصحّ مبررات من يشعر بغياب الأمل، لكنّ صناعته ممكنة، ولو طال بنا الطريق.

وليد عثمان – صحيفة الخليج
62fae3bac9.jpg

كانت هذه تفاصيل خبر خطورة غياب الأمل لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements