مصطلح تصفير البيروقراطية، جديد على الساحة في الإدارة الحكومية، وخلفه دعم لا محدود من قيادتنا السياسية لتطبيقه على أرض الواقع، بتصفير البيروقراطية، أي لا توجد اجتماعات أو انشغالات غير خدمة العملاء والسعي لتلبية مطالبهم والانتهاء من معاملاتهم بأسرع وقت ممكن، لذا ألغت حكومتنا الرشيدة 2000 إجراء حكومي، وتسعى لتقليل مدة الخدمات الحكومية بنسبة 50%، لتحقيق الهدف الأسمى والمتمحور حول تسهيل حياة الناس، وتطوير الخدمات، لتكون حكومة الإمارات الأفضل عالمياً في هذا الشأن.

المدير في اجتماع، لا نستقبل طلبات إلا عن طريق الإرسال على الموقع الإلكتروني، الموظف في «بريك»، راجعنا الأسبوع القادم، كلها أعذار جرت العادة على ترديدها للتخلص من المتعامل، أو إلهائه وتضييع وقته وتكرار مراجعته، وكأنه مكتوب عليه الانتظار غير النهائي، أو مفتوح المدة، ريثما يصل الموظف لمعاملته كغنيمة ثمينة، والانتظار أكثر من ساعة، أمر طبيعي جداً في بعض المؤسسات الخدمية، ويكاد يكون مرور ظرف ساعة المحظوظ فيها من انتهى بتلك المدة، والجديد المتكرر لا نستقبل معاملات ورقية، وكلها على الموقع الإلكتروني، وكأن التحول الإلكتروني جاء كسخط على المتعامل، خاصة إذا واجهته صعوبة إلكترونية في تخليص معاملته، له الله تعالى حينئذٍ أو الانتظار ريثما يتلطف موظف من الجهة ويتصل للمساعدة وإتمام المعاملة.

قد تكون الأعذار كثيرة ومتعددة، وقد يكون لهم الحق في ذلك لكثرة عدد المراجعين، وتعدد الشخصيات التي تمر على الموظف، مما يجعله يستنبط أعذاراً تخفف عنه العمل، أو تمد له الوقت ليكمل وفق تحمل مزاجه، رغم أن كثيراً من الدراسات العلمية، فيما يخص الإدارة الحكومية، تؤكد أن انضباط الموظف خلال أربع ساعات متتالية كافية للانتهاء من عمله بكل يسر وسهولة، فكيف إذا كانت تلك الساعات الأربع في بداية يوم العمل، فله أن يكون له وقت فراغ كاف لإنجاز اهتماماته أيضاً وهواياته وهو في مقر عمله.

والعمل الذي لا ينتهي، ومكدس، تنظر الإدارة إليه بشكل جدي لدراسة الوضع وتجديد الموظفين أو زيادة عملهم أو تقسيمه على موظفين آخرين، فلا يعقل أن يكون قسم واحد يستقبل جميع مراجعي الجهة ولا أحد يساعده من الموظفين، وله أن يتحمل كل المشاحنات والمنغصات التي يقابلهم بها المراجعون، بينما نرى قِسْماً آخر مرفهاً بشكل غير محدود، ويجند له كل موظفي الجهة كي يساعدوه باستقبال المراجعين وإسعادهم في الوقت نفسه.

تصفير البيروقراطية ومحاربتها، والحوافز التي خصصت لها، مبادرة تدخلنا في ثقافة جديدة نحو نوعية العمل الحكومي وسرعته، وتغير من طريقة تفكير الموظف ذاته وإدارته وتعيد تشكيل أهدافه، فمرحباً بالتغيير ومرحى لحكومتنا الرشيدة ذلك التوجه الراقي لخدمة الناس وتسهيل حياتهم برمتها.

حصة سيف – صحيفة الخليج