ترددت في جريدة السياسة مقولة “رئيس وزراء شعبي “، أي تكليف أحد المواطنين ليكون رئيسا للحكومة، وقد كتبنا أكثر من خمس مرات ان هذه الفكرة خطيرة تدمر البلد.
لا نقول هذا الكلام على عواهنه، أي من غير روية وتدبر، ومختصر القول هو “اتركوا الوضع السياسي القائم والمستقر كما هو، فأي تغيير فيه يجلب الكوارث”.
كان بعض النواب يشحنون النفوس ضد رئيس الحكومة من خلال التهديد بالاستجوابات، لزعزعة أركان هذا المنصب الذي يتولاه شيخ موقر، حتى تضيق الدولة ذرعاً بذلك وتنظر، أو تقبل، برئيس مجلس وزراء شعبي، وهنا تحدث الكارثـة، فلم يتولى المنصب مواطن عادي؟، من المؤكد أنه سيحابي رفاقه أو قبيلته، عندئذٍ سيتمزق المجتمع الكويتي بشدة، لأن قلوب الكويتيين ستكون مشحونة بلغة الكراهية ضد بعضهم بعضا، وتضيع حقوقهم.
ولن يجد ابن المواطن وظيفة لأن ابن هذه القبيلة أو تلك قد ظفر بها من خلال المحاباة القبلية، وسيزداد الظلم بين الكويتيين أكثر مما هو عليه اليوم، ويعم السخط والحنق على السلطة، ولن يهدأ بال بعض الناس، فسوف يقولون: “لمَ أُختير هذا رئيساً لمجلس الوزراء شعبي وليس ذاك الشخص”؟
وقد تحدث اضطرابات داخلية فيخرج من بيننا من يقول ان رئيس مجلس الوزراء الشعبي ظالم لا يستحق منصبه، ولديه مساوىء ومفاسد ونطالب بمحاكمته، فيتدهور وضع البلاد، أوتقول قبيلته التي ينتمي إليها: إن الحكم لنا الآن، وتدريجياً قد تقوم بانقلاب ما.
الوضع السياسي القائم في الكويت (أو في دول الخليج) أفضل بكثير من زعزعته بهذه الأفكار الخطيرة.
لقد رأينا من دروس التاريخ أن التغيير في النظام القائم جلب الأزمات والكوارث على الدول، مثل إطاحة الملك في مصر، والعراق، واليمن، وليبيا، وإيران، ونيبال، أو تغيير النظام كما في سورية، وتونس وغيرهما.
سيتمزق المجتمع الكويتي بشدة اذا تولى المنصب مواطن عادي يحابي رفاقه أو قبيلته، فاتركوا هذا المنصب لشيخ موقر من الأسرة الحاكمة، حتى لا يقول من يطالب برئيس مجلس وزراء شعبي: “عما قريب…الحكم لنا”.
تغيير النظام السياسي المستقر جلب الكوارث على الأمم، وقد ضربنا أمثلة عنها.

أحمد الدواس – السياسة الكويتية