الارشيف / لايف ستايل

"العصافير لا يملكها أحد".. هدية فاطمة ناعوت لـ"أطفال السجينات"

دعم معنوي، قدمته الكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت لـ"الغارمات"، خلال مشاركتها في الحفل السنوي لجمعية رعاية أطفال السجينات، في أحد المراكب النيلية بالقاهرة الكبرى، بحضور العديد من الشخصيات عامة، وبعض الغارمات.

وقررت "فاطمة" إهداء قصيدة شعرية من تأليفها بعنوان "العصافير لا يملكها أحد"، إلى الغارمات، ومُؤسِسة "رعاية أطفال السجينات" الكاتبة نوال مصطفى، خلال الحفل السنوي، وتدور حول رفضها لنشئة الأطفال مع أمهاتهن بين القبضان، حال ولادتهم داخل السجن.  

وفيما يلي نص القصيدة:-

لأمهاتُ

مشغولاتٌ هذا الصباح.

**

الأمهاتُ الصغيرات

اللواتي قصصنَ جدائلَهنَّ

لكي يغزلنَ من خيوطِها وسائدَ

تحضنُ رؤوسَ الصغارْ

التي أجهدَها

الخيشُ الخشنُ

والظلامْ.

**

صغارٌ

أطلقوا الصرخةَ الأولى

خلفَ قضبانٍ قاسية

لا تعبأُ بالفصول

ولا تسمحُ لهديلِ الحمامِ

أن يخترقَ الزنازينَ

وتغضبُ إن داعبتْ نسماتُ الليل

خُصُلاتٍ حزينةً

أرهقها الجفافُ،

القضبانُ التي

لا تفتحُ مزاليجَها الصدئة

لشمسٍ

أو لقمر.

**

قضبانٌ

تقضي شيخوختَها

في تعذيب نوافذِ السجون الضيقة

بعدما أخفق حديدُها

أن يكون أرجوحةً

في حديقةٍ

تضمُّ عاشقيْن

وحفنةَ أطفال.

**

الأمهاتُ الحزينات

اللواتي نسيْن الفرحَ

ونساهنَّ

مشغولاتٌ هذا الصباحْ

بجمع الزهورِ الشحيحة

التي بالكاد تنمو

على ضفافِ الجدبِ الموحش

كي يجدلن

إكليلاً أبيضَ

لهامةِ السيدةِ الجميلة

التي صنعتْ من قلبِها عُشًّا

يحمي أحلامَ العصافيرْ

ومزقّتْ ذيلَ فستانِها

لتنسجَ ضِماداتٍ للأجنحةِ التي

تكسّرت

على جدران العنبرْ،

ثم مدّت كفَها المبسوطَ

ليلتقطَ الطيرُ الجائعُ

من راحتِها

حبوبَ القمحِ

وفتافيتِ السكّر.

Advertisements