كتبت: ياسمين عمرو في الثلاثاء 17 ديسمبر 2024 10:19 صباحاً - تخيلي أن ابنك في طور الحصول على وظيفة في 2025 لكنه لم يداوم بها بعد، حيث لا يزال لديه المزيد من بذل الجهد لإثبات أحقيته في هذا المكان، فما بالك في العام 2030 الذي عليك أن تبدأي بإعداد طفلك، لمواجهة صعابه بدءاً من هذا العام، فمن السهل أن تبدأي في التفكير في أن طفلك يحتاج إلى أن يكون رياضيًا نجمًا أو عالم أحياء ناشئًا للتقدم في سوق العمل في المستقبل. نعم، صحيح أن جميع الأطفال يحتاجون إلى أساس متعمق في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، بالإضافة إلى القراءة والكتابة. فمن المرجح أن تكون غالبية الوظائف الشاغرة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، فما رأي خبراء النفس والتربويين، في احتياجات ومهارات طفلك التي عليك تعليمها له ليكون ناجحاً في المستفبل.
هناك مجموعة أخرى من المهارات التي يقول الخبراء إن كل الأطفال سيحتاجون إليها لتحقيق النجاح، أياً كان المجال الذي سيعملون فيه. واعلمي أن كل صاحب عمل تقريباً، يفضل وفي كل مهنة، العمال الذين يعرفون كيفية حل المشاكل، والإبداع، والعمل التعاوني، والتواصل الجيد، وبعيدًا عن إهدار الوقت من المنهج الدراسي الحالي لطفلك.
يمكن دمج هذه المهارات الست في دروس أخرى - سواء في المدرسة أو خارجها. فالأمر يتعلق بكيفية التدريس، وليس بما نعلمه. يحتاج الأطفال إلى تعلم دروس أعمق من خلال القيام بعمل قائم على المشاريع حتى لا ينسوا الحقائق بعد انتهاء الاختبار.
يمكنك صقل هذه القدرات الأساسية من خلال أنشطة وألعاب رائعة تجعل رحلات السيارة الطويلة تمر بسرعة. تابعي القراءة للحصول على أفكار ملهمة من شأنها أن تمنعك من الشعور بالملل - مع تعزيز المهارات التي يحتاجها جميع الأطفال في السنوات المقبلة من القرن الحادي والعشرين:

المهارة رقم 1: علمي طفلك حل المشكلات

كي يتقدم طفلك في عالم تنافسي، فسوف يحتاج إلى أن يكون قادراً على التفكير النقدي ـ الملاحظة والتحليل والتوصل إلى حلول ذكية للمعضلات المعقدة. وهذه هي الصفة التي يحتاج إليها الأطفال لكتابة حملة إعلانية مقنعة، على سبيل المثال، أو ملء وصفة طبية جديدة لكبار السن الذين يتناولون عدة أدوية.
يعني هذا الإجابة على أسئلة ذات مستوى أعلى تتطلب التفكير والاستكشاف، وللوصول إلى هذا الهدف، يحتاج طفلك إلى تعلم طرح أسئلة مثل "لماذا؟" و"ماذا لو؟" والتفكير في جميع جوانب القضية. وفيما يلي طريقتان يمكنك من خلالهما تشجيعه:
حوِّلي الأسئلة إلى مشاريع: إذا سألك طفلك "لماذا لدي الكثير من النمش؟"، فاقلبي السؤال عليه: "لماذا تعتقد أنك كذلك؟" "يتعلم الأطفال أكثر من اكتشاف الإجابات بأنفسهم بدلاً من أن تشرحي لهم الأشياء، اطلبي من طفلك أن يتوصل إلى نظريتين، ثم قومي ببعض البحث عبر الإنترنت أثناء إشرافك. أخيرًا، اطلبي منه أن يشرح ما اكتشفه بكلماته الخاصة لمساعدته على معالجة ما تعلمه.
اخترعي بطلاً خارقاً: إذا اشتكى طفلك من الملل، فأشيري إليه نحو درج المهملات. اقترحي عليه أن يصنع بطلاً خارقاً خاصاً به من الأشياء التي يجدها، باستخدام طين النمذجة أو الغراء لتجميعها. للاستفادة من براعته في حل المشكلات، أخبريه أنه يجب أن تكون قادرًا على اكتشاف القوى الخاصة لبطله من مظهره، على سبيل المثال، قد يرتدي الرجل المطاطي شريطًا مطاطيًا. ستمنح هذه الخطوة الإضافية طفلك تمرينًا على التفكير في الخيارات واختيار الاستراتيجية.
طرق تعليم الأطفال حل مشاكلهم بأنفسهم وبناء شخصياتهم

المهارة الثانية: اللعب الجيد مع الآخرين

إن الشركات الأكثر نجاحاً تعرف كيف توظف أفضل الأشخاص وتجعلهم يعملون نحو هدف مشترك. وهذا أحد الأسباب التي تجعل المعلمين يحبون المشاريع الصفية ــ فهم يعلمون الأطفال قيمة العمل الجماعي. وبينما يعملون معاً، يتعلم الأطفال ضبط النفس (كيف لا ينهارون عندما يقرر زملاؤهم في الفصل اتخاذ مسار مختلف)، والدبلوماسية (كيف تحث المتقاعس دون أن تشتمه)، والتعاطف (كيف تأخذ مشاعر زميلك في الفريق في الاعتبار)، وإدارة الوقت (كيف تنهي العمل في الإطار الزمني المحدد). وإذا قفزت عشرين عاماً إلى الأمام بينما يكافح طفلك مع زملائه لإطلاق أول بطاقة ائتمانية لا يمكن اختراقها، فإن كل هذه الدروس تدخل حيز التنفيذ. وفي الوقت نفسه، لتربية طفل يعمل بشكل جيد مع الآخرين، يمكن لعائلتك:
استضافة حفل خبز: إن الطبخ مع الأشقاء أو الأصدقاء لا يعزز مهارات الرياضيات والقراءة لدى الأطفال فحسب، بل يعزز أيضًا العمل الجماعي. بعد كل شيء، فإن التناوب على استخدام الخلاط (ومشاركة المضارب) هو الخطوة الأولى نحو تعلم التعاون. حيث يمكن للأطفال الأكبر سنًا أن يكونوا مبدعين في المكونات ومحاولة تحضير وجبة كاملة، حتى لو لم يتقنوها، فإن تعليم الأطفال كيفية التعامل مع الفشل مهم أيضًا، وهذه طريقة منخفضة المخاطر للقيام بذلك.
تصوير فيلم: يساعد تصوير فيلم الأطفال على توجيه خيالهم لابتكار شيء ممتع مع التفاوض أيضًا حول من سيفعل ماذا. يمكنهم ابتكار الحبكة والسيناريو، وتمثيل المشاهد بأنفسهم (أو تجهيزهم بالدمى أو شخصيات الحركة)، وتفويض شخص ما لالتقاط الصور بالهاتف الذكي. بعد ذلك، يمكنك مساعدتهم في استخدام تطبيق مجاني لإنشاء مقاطع فيديو رائعة بتقنية التصوير الفاصل الزمني من الصور.
طرق مجربة لتعليم الأطفال مهارات التفاوض وحل المشكلات

المهارة رقم 3: علمي طفلك الاعتماد على التكنولوجيا الذكية

من المؤكد أنك تلجأين إلى طفلك طلبًا للمساعدة عند إعداد هاتف ذكي جديد، لكن سهولة استخدام الأدوات لا تعني فهم أفضل الممارسات لاستخدامها. يجب على المواطنين الرقميين أن يتعلموا كيفية الحكم على صحة تدفقات المعلومات والتنقل عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
من المفيد أن تنظر إلى المحتوى الرقمي كما تنظر إلى الطعام. يجب أن تكون السعرات الحرارية الفارغة (مثل لعبة كاندي كراش) بمثابة مكافأة عرضية، ولكن يجب السماح للمواقع الصحية بحرية أكبر. (أحدها لتجربته معًا: Code.org ، الذي يعلم الأطفال طرقًا سهلة لكتابة التعليمات البرمجية للكمبيوتر التي تنشئ مواقع الويب والتطبيقات). وهناك طرق أخرى لتعريفهم بكل ما يتعلق بالوسائط:
أنشئي مدونة مع طفلك: تعاوني مع طفلك لإنشاء مدونة عائلية (مجانًا على موقع مثل Blogger.com )، حيث يمكنكما نشر الصور والأخبار وأحدث أعماله الفنية. اعملي معه على تحرير الأشياء حتى لا يغرق الأقارب بكمية كبيرة من المعلومات - وهو درس قيم عندما يكتب تقارير PowerPoint في النهاية فإن التدوين يعزز أيضًا من مهارات الكتابة.
اضحكي معه على الأخطاء الإلكترونية: علّمي طفلك أن يتعامل مع الويب بقدر صحي، أظهري له أخطاء التصحيح التلقائي في هاتفك الآيفون واشرحي له أن أجهزة الكمبيوتر قد ترتكب أخطاء مماثلة عندما يلجأ إليها طلبًا للمساعدة، على سبيل المثال، في التهجئة أو الترجمة. بحيث يتم الفهم الخطأ.

المهارة رقم 4: علمي طفلك التفكير ثلاثي الأبعاد

إن القدرة على تصور الأشياء ــ والطريقة التي تتلاءم بها مع الفضاء ــ هي ما يطلق عليه الخبراء "الوعي المكاني". ونحن نستخدم هذه المهارة كل يوم عندما نبحث عن طريقنا حول متجر جديد مثلاً.
إن الوعي المكاني يأتي في المرتبة الثانية بعد الرياضيات الأساسية باعتباره اللبنة الأساسية لتعلم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات لأنه يعلم الأطفال كيفية التعامل مع الأشكال في أدمغتهم كما أن تعزيز الوعي المكاني مفيد لجميع أنواع المهنيين، بما في ذلك المهندسون المعماريون والجراحون ومصممو الأزياء. يحتاج الجميع إلى تخيل المنتج النهائي أثناء العمل، سواء كان قلبًا جديدًا أو منزلًا أو فستانًا راقيًا.
كما أن تنمية هذه المهارة مفيدة بشكل خاص للفتيات، حيث أن الألعاب التي يقدمها الآباء للأولاد ــ مجموعات القطارات ومجموعات ليغو ــ تمنحهم ميزة فيما يتصل بالتفكير في كيفية تناسق الأشياء مع بعضها البعض. ومع ذلك، لا يتلقى أي من البنت والولد الكثير من التدريب في المدرسة، ولكن هناك طرقًا لتدريبهم على هذه المهارة في المنزل:
شجعي الأطفال على ممارسة الألعاب الإلكترونية: تميل ألعاب الفيديو إلى اكتساب سمعة سيئة، ولكن الألعاب التي تحفز الأطفال على بناء مدن من كتل افتراضية، مثل لعبة ماين كرافت، تعد رائعة لبناء المهارات المكانية. إنها مزيج من الترفيه والهندسة والإبداع ومهارات وسائل التواصل الاجتماعي. ومن الممتع أن يلعب الأشقاء الأكبر والأصغر سناً معاً.
ابدأي في البناء: إحدى الطرق الجيدة لتعليم العلاقة بين الأجسام ثلاثية الأبعاد هي أن تطلبي من الأطفال أن يقرروا ما إذا كان يجب وضع قطعة ليغو أو عصا مصاصة ثلج أسفل أو فوق قطعة أخرى، أو بجوارها أو عموديًا عليها، عندما يبني طفلك الجسور أو مرائب السيارات. ولتحفيز المزيد من المباني المتقنة في المستقبل، التقطي صورة لإبداع طفلك عندما ينتهي.
علمي طفلك الخرائط: هي طريقة أحادية البعد لتصور المسافة بين نقطتين، لذا احتفظي بواحدة قديمة الطراز في السيارة، وكوني مستعدة عندما يسألك طفلك "هل وصلنا بعد؟". ساعديه في تحديد المكان الذي تتجهين إليه واطلبي منه تتبع حركتك على طول الطريق، وإخبار الجميع عندما تكونين في منتصف الطريق، وثلاثة أرباع الطريق، وعلى وشك الوصول.

المهارة رقم 5: علمي طفلك التواصل بوضوح

يحتاج طفلك إلى التعبير عما يقصده ــ بإيجاز ودبلوماسية ــ كلما شرح أفكاراً في الفصل أو جادل من أجل الحصول على المزيد من الامتيازات معك. ومع تطور أساليب التواصل بين الأطفال ذات التقنية العالية، سيتعين على طفلك البالغ الاستفادة من هذه القدرة باستمرار. ففي نهاية المطاف، سوف يكون على اتصال بزملاء العمل والعملاء في الوقت الفعلي دون توقف تقريباً ــ في جميع أنحاء العالم ــ ولا يستطيع أن يسمح لأحد بتخمين نواياه. كيف تساعدينه:
بطريقة اتبع القائد: أي نشاط يدعو طفلك للاستماع أو إعطاء التوجيهات - حتى اللعب التظاهري - يمكن أن يساعده على أن يصبح متحدثًا رائعًا. لتدريب هذه المهارات بشكل رائع، جربي هذا: ضعي عصابة على عينيك واتبعي تعليمات طفلك أثناء تحركك عبر الغرفة لالتقاط شيء ما. ثم قومي بالتبديل، حتى يحصل طفلك على فرصة لممارسة الاستماع ووصف العوائق في الغرفة.
سرد القصص المليئة بالأسرار: تعتبر سلاسل القصص طريقة رائعة لقضاء رحلة بالسيارة أو لإبقاء المحادثة مستمرة أثناء تناول الوجبات. ابدأي القصة بإنشاء بطل ومكان. يضيف الشخص المجاور لك المزيد إلى القصة، وهكذا. شجعي الجميع على المساهمة لمدة 15 إلى 30 ثانية كاملة. مع الممارسة، سيتعلم أطفالك الاستماع حقًا إلى خطوط القصة التي تأتي أولاً، ووضع مساهماتهم فوقها، وتجهيز الشخص التالي بنهاية مثيرة.

المهارة رقم 6: علمي طفلك ابتكار مفاهيم جديدة

إن الإبداع هو عملية تخيل ما يمكن أن يكون ــ المهارة التي يتطلبها أي رئيس، سواء كان ابنك البالغ يقوم بتدريس فصل دراسي مليء بتلاميذ الصف الثاني المتوترين أو يعزل الجينات التي تسبب الاكتئاب. إن الآباء يستطيعون تشجيع التفكير الأصيل من خلال جعل الأطفال يمرون بنفس العملية التي يمر بها المهندسون: أولاً يحددون المشكلة أو السؤال، ثم يتبادلون الأفكار حول الحلول، ثم يبتكرون خطة ويضعونها موضع التنفيذ. وهذه الأنشطة رائعة للقيام بذلك:
استخدمي كرة من الخيوط: . أعطي طفلك في المدرسة الابتدائية كرة من الخيوط وبعض الشريط اللاصق وانظري ما إذا كان بإمكانه استخدام مستلزماته للتوصل إلى طريقة لتشغيل ضوء غرفة نومه من أسفل الممر. إن الأمر صعب على الطفل لأنه يجب أن يكتشف كيفية رفع مفتاح الحائط من خارج الغرفة، وقد يؤدي تعليق الخيط على مسمار صورة غير مستخدم أو عمود سرير بطابقين أو باب إلى حل المشكلة. لكن لا تكشفي السر! الفكرة هي أن تجعلي طفلك يتوصل إلى خطة دون مساعدة.
اصنعي قوس قزح في كل مكان: أثناء غسل الأطباق أو تصفية المعكرونة بالقرب من نافذة مشمسة، أذهلي طفلك بقوس قزح يمكنك صنعه عن طريق سكب الماء من خلال مصفاة. ثم شجعيه على إيجاد طرق أخرى لكسر الضوء - في الخارج باستخدام خرطوم الحديقة أو باستخدام زجاجة رذاذ ومصباح يدوي. يمكنه أيضًا البحث عن أشياء منزلية (مجوهرات، مزهرية من الكريستال).
*ملاحظة من «الخليج 365»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص