الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من دبي: حدد 3 من أبرز خبراء صناعة القهوة 10 أهم الاتجاهات التي سوف يكون لها تأثير كبير على صناعة القهوة وسوقها العالمي خلال العام الحالي 2025.
ووفقاً لتقرير صحيفة "البيان" الاماراتية توقع كل من أحمد بن سليم الرئيس التنفيذي الأول والمدير التنفيذي لمركز دبي للسلع المتعددة، وخالد الملا، رئيس مجلس إدارة جمعية القهوة المختصة في الإمارات، وشوق بن رضا، مديرة معرض "عالم القهوة دبي" أن يؤدي الطلب المتزايد على القهوة، وتراجع الإمدادات العالمية لحبوب القهوة، والتغيّرات المستمرّة في المناخ، وارتفاع تكاليف الإنتاج، والحاجة إلى زيادة سلاسل الإمداد إلى ارتفاع أسعار القهوة على المستوى العالمي بنسبة تصل إلى 20% في عام 2025.
وقد شهدت أسعار القهوة بالفعل زيادات كبيرة في سوق السلع العالمية في ديسمبر 2024 حيث سجلت العقود الآجلة لقهوة أرابيكا التي تشكل 60 إلى 70 في المئة من سوق القهوة العالمية، أعلى مستوياتها على الإطلاق، وارتفعت أسعار حبوب الأرابيكا عالية الجودة بأكثر من 80% في عام واحد، كما قفزت أسعار حبوب قهوة روبوستا المعروفة بكونها الخيار الأكثر ملاءمة للميزانية بنحو الضعف ليصل سعر الطن المتري منها إلى 5,694 دولارًا أمريكيًا بنهاية نوفمبر الماضي، ما يبرز الضغوط التي يتعرّض لها المنتجون والمستهلكون.
وفي ظل هذا الزخم الذي تشهده صناعة القهوة العالمية تتواصل الاستعدادات لانطلاق الدورة الرابعة من معرض "عالم القهوة 2025 - دبي في الفترة من 10 إلى 12 شباط (فبراير) في مركز دبي التجاري العالمي، وسوف يشهد الحدث العالمي تقديم عروضًا لأحدث الاتجاهات والابتكارات في هذه الصناعة التي تشهد نموًا سريعًا، كما يحتضن مزادًا يُقام لأول مرة لبيع حبوب القهوة الفاخرة، تُعرض فيه مجموعات من أغلى وأندر حبوب القهوة في العالم، ما يعكس أهميّة دبي ومنطقة الشرق الأوسط في صناعة القهوة العالمية، مع وصول قيمة سوق القهوة في المنطقة إلى 11.5 مليار دولار أمريكي في 2025.
الاتجاهات الــ 10 المؤثرة على سوق القهوة
من المتوقع أن ترتفع أسعار القهوة بنسبة تصل إلى 20% في 2025 بسبب تغير المناخ، وندرة سلاسل الإمداد، وارتفاع تكاليف الإنتاج، الى جانب زيادة الطلب على القهوة، خاصة في الأسواق الناشئة مثل آسيا؛ وتعليقا على ذلك قالت شوق بن رضا، مدير معرض عالم القهوة: "نحن ندخل مرحلة غير مسبوقة في صناعة القهوة، وسوف يشعر الجميع بالتغيير، من المزارعين إلى أصحاب المحامص إلى المستهلكين، حيث من المتوقع أن تقفز أسعار القهوة إلى مستويات جديدة."
تغيرات في سلاسل الإمداد
سوف يؤدي الطلب الكبير على القهوة إلى تغيّرات في سلاسل الإمداد، التي تواجه حاليًا تحدّيات مختلفة مثل الشحن البطيء، ونقص العمالة، وارتفاع تكاليف النقل؛ وهذه التحديات لم ترفع أسعار القهوة فحسب، بل أدت أيضًا إلى زيادة الطلب، مما أجبر المنتجين على البحث عن حلول مبتكرة لاستقرار الإمداد والحفاظ على الجودة؛ وترى بن رضا أنه: "يجب على الصناعة أن تبتكر وتكيّف نفسها لبناء سلاسل إمداد قادرة على تحمّل الطلب المستقبلي وتلبية احتياجات المستهلكين المتزايدة" مشيرة إلى أن الأمور تسير نحو ذلك.
الاستدامة والمعايير الأخلاقية
مع تزايد الطلب من المستهلكين على القهوة الصديقة للبيئة والمنتجة وفقا لمعايير اجتماعية وبيئية أخلاقية، تبنت العلامات التجارية ممارسات مستدامة مثل التغليف القابل للتحلل والشهادات التجارية العادلة، حيث تُعدُّ الشفافية في هذه الجهود عاملًا أساسيًا لبناء وتعزيز علاقات الولاء مع العملاء؛ وقالت شوق: "الاستدامة لم تعد اختيارًا، بل أصبحت أمرًا واجبًا، والعلامات التجارية التي تتكيّف معها ستقود مستقبل صناعة القهوة."
قهوة المصدر الواحد والقهوة المختصّة
يتّجه المستهلكون بشكل متزايد إلى القهوة عالية الجودة التي تُنتج من مكان أو منشأ واحد مما يكسبها طعمًا خاصًا يعكس بيئة ومناخ المنطقة التي تم زراعتها فيها؛ ومع تزايد اهتمام المستهلكين بمبادئ الاستدامة والأصالة، ارتفعت قيمة القهوة المختصّة التي توفّر تجارب مميّزة ترتبط بأصول وفن تحضير كل مشروب؛ وقالت بن رضا: "المستهلكون لم يعودوا يبحثون عن القهوة فقط، وإنما عن القصص والنكهات والتجارب التي تربطهم بالمكان الذي أُنتجت فيه قهوتهم."
نمو سلاسل المقاهي
ادى انتشار "ثقافة القهوة" وما يرتبط بها من عادات اجتماعية إلى التوسع في سوق امتيازات سلاسل المقاهي الذي نما من 96.6 مليار دولار في 2023 إلى 105.83 مليار دولار بحلول 2025، مع معدل نمو سنوي مركب 9.5%؛ ومن المتوقّع أن يستمر هذا النموّ ليصل إلى 152.97 مليار دولار بحلول عام 2028 بمعدّل نموّ سنوي مركّب 9.7%؛ وقال أحمد بن سليم الرئيس التنفيذي الأول والمدير التنفيذي لمركز دبي للسلع المتعددة: "هذا النمو يبرز تحوّل سلاسل المقاهي إلى مراكز ثقافيّة، تُشكّل المجتمعات وتعزّز طريقة تواصل الناس على مستوى العالم"
سوق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
أصبحت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مركزًا رئيسيًا في تجارة القهوة العالمية، بفضل الدور الذي تلعبه فعاليات مثل "عالم القهوة دبي"في تعزيز القهوة المختصّة، فخلال العام الماضي زادت فروع مقاهي العلامات التجارية الشهيرة في المنطقة بنسبة 11%، واعتلت المملكة العربية السعودية الصدارة إذ احتضنت 46% من فروع هذه العلامات؛ وقال بن سليّم: "تعيد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تشكيل مشهد القهوة العالمي من خلال دمج إرثها الثقافي الغني ورؤيتها الجريئة في ابتكار القهوة المتخصصة."
الابتكارات التكنولوجية
ساهم التقدّم التكنولوجي في تغيير صناعة القهوة، حيث زاد الاعتماد على "الأتمتة" في تحضير القهوة، والمراقبة الحيّة للمحاصيل، كما باتت تقنية "بلوك تشين" لتتبّع الحبوب أكثر انتشارًا، وتسهم هذه الابتكارات في تحسين الكفاءة والشفافية، مما يلبي مطالب المستهلكين من حيث الجودة والمعايير الأخلاقية، وعن ذلك قال بن سليّم: "تساهم التكنولوجيا في سد الفجوة بين المزارعين والمستهلكين، ما يضمن أن كل فنجان قهوة يحكي قصّة من الجودة والاستدامة والابتكار؛ ويعتبر ظهور الذكاء الاصطناعي فرصة كبيرة لتحسين الكفاءة وتسهيل مراقبة الجودة عبر سلاسل الإمداد."
المكونات الصحية والوظيفية
يزداد الطلب على القهوة الصحّيّة مع تزايد بحث المستهلكين عن مكوّنات تحسين وظائف الجسم مثل الأدوية النباتيّة، والكولاجين، ومضادات الأكسدة، والمكمّلات العصبيّة، حيث تُلبّي هذه المنتجات احتياجات الأفراد الذين يركزون على تعزيز صحتهم العامة؛ وقال خالد الملا، رئيس مجلس إدارة جمعية القهوة المختصّة في الإمارات: "وفقًا لأحدث الأبحاث، يرغب نصف مستهلكي القهوة تقريبًا في خيارات تحتوي على مضادات أكسدة، ومعززات لصحّة الدماغ، ومواد مضادة للالتهابات ونتوقع أن ينمو هذا الاتجاه وينتشر."
شعبية القهوة المثلّجة والقهوة النيترو
تتزايد شعبية القهوة المثلجة والقهوة النيترو، ومن المتوقع أن تستحوذ على الطلب الأكبر في المقاهي في 2025. فقد شكلت المشروبات الباردة 75% من مبيعات مشروبات ستاربكس في الولايات المتحدة خلال الربع الثالث من عام 2024، وهي نسبة ضخمة مقارنًة بـ 37% في عام 2013؛ ومن المتوقّع أن تمتد نسبة الارتفاع هذه إلى مختلف دول العالم؛ وأكّد الملا: "الطلب المتزايد على القهوة الباردة يعكس تحولًا في تفضيلات المستهلكين نحو النكهات المنعشة وتجارب القهوة المبتكرة، وبالإضافة إلى ذلك، يزداد عدد المقاهي المختصّة في المنطقة سنويًا لتلبية الطلب المتزايد من المستهلكين الذي يحركه زيادة الدخل، وهناك نمو متزايد لثقافة المقاهي في دول الخليج بما في ذلك الإمارات، والسعودية والبحرين والكويت، وغيرها."
"شخصنة" القهوة
يبحث المستهلكون بشكل متزايد عن تجربة القهوة الشخصية، بعدما أصبحت القهوة "مكافأة صغيرة" بالنسبة للكثيرين، خصوصًا بين الشباب، مما دفع العلامات التجارية إلى تقديم خيارات متخصصة لتلبية الأذواق والاحتياجات الغذائية الفردية، وذكرت استطلاعات أن 51% من شاربي القهوة يهتمون بالإضافات التي يمكن مزجها مع القهوة، وقال الملا: "مع تحوّل القهوة إلى تجربة شخصيّة، يُصبح المستهلكون قادرين على ابتكار فنجانهم المثالي، مما يحوّل تلك اللحظات اليومية إلى تجارب ممتعة."