تظهر عملة البيتكوين في الفترة الأخيرة سلوك مغاير للأسواق التقليدية، معزز فرضية انفصالها التدريجي عن الأسهم الأمريكية.

ففي حين تراجعت المؤشرات الرئيسية مثل “ستاندرد آند بورز 500″ و”ناسداك” و”داو جونز” بنحو 6%، إثر الإعلان عن التعريفات الجمركية الأمريكية الجديدة، حافظت عملة البيتكوين على استقرارها فوق مستوى 82,000 دولار، بل وانتعشت لاحقا لتتجاوز مستوى 84,000 دولار.

المرونة التي أظهرتها البيتكوين خلال هذه الأحداث تُعد مؤشر مهم على تحوّل في ديناميكيات السوق.

أشار “آدم باك”، الرئيس التنفيذي لشركة “بلوكستريم”، إلى أن الارتباط السابق بين البيتكوين والأسهم ربما كان مصطنع، نتيجة لتدخلات صناع السوق في فترات السيولة المنخفضة، وهو ما يعزز فكرة أن البيتكوين قد تدخل مرحلة من التداول المستقل عن الأسواق المالية التقليدية.

إذا استمر هذا الاتجاه، فقد يُسرّع من تحرك البيتكوين نحو حاجز 100,000 دولار، وهو مستوى طالما كان محل تكهنات في الأوساط المالية.

يرى محللون مثل “ماكروسكوب” أن سلوك البيتكوين بدأ يعكس النمط التاريخي لأصول الملاذ الآمن مثل الذهب، مما قد يؤدي إلى تدفقات رأسمالية جديدة تُغذي ارتفاع الأسعار، خاصة إذا استمرت التقلبات في الأسواق التقليدية.

الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب تُشكل عامل ضغط على الاقتصاد الكلي، لكنها من منظور قطاع العملات الرقمية، قد تكون محفز لتعزيز جاذبية البيتكوين كأصل بديل ولامركزي.

ذهب “آرثر هايز”، المؤسس المشارك لمنصة “BitMEX”، إلى أبعد من ذلك، مؤكدا أن حب الرسوم الجمركية قد يكون في مصلحة حاملي بيتكوين، لأنها تفتح الباب أمام موجة جديدة من التيسير النقدي استجابة للتباطؤ الاقتصادي المتوقع، ما من شأنه أن يدعم الأصول النادرة مثل البيتكوين.

وفي السياق ذاته، اعتبر “مايكل سايلور” أن البيئة الاقتصادية الحالية، التي تتسم بالضرائب والتضخم والمخاطر غير المتوقعة، تعزز من منطق التحوط عبر البيتكوين، معتبرا إياها مرونة مالية في عالم مليء بالتآكل الخفي للقيمة.

استنادا إلى هذه العوامل، يبدو أن البيتكوين لم تعد تسير بالضرورة على خطى أسواق الأسهم، وقد تكون بصدد كتابة فصل جديد في دورها كأصل مستقل يُقاوم التغيرات الاقتصادية والسياسية.

اقرأ أيضا:

عملة XRP تواجه ضغوط هبوطية حادة بعد انخفاض نشاط الشبكة بنسبة 65%: التفاصيل

مؤسس “BitMEX”: طباعة النقود قادمة والبيتكوين سيكون المستفيد الأكبر!