فن ومشاهير

التراث صمام الأمان لمستقبل الأغنية

ياسر رشاد - القاهرة - المطرب الناجح يثور على نفسه.. والتنوع ضرورى للمواكبة

تترات الدراما وأغانى الأفلام والمسرحيات شكلت جزءًا مهمًا من مشوارى الفني

السرعة والتكنولوجيا سبب انتشار «السينجل».. وأزمة الصناعة ضرت الجميع

المطرب ضيف على ساحة التمثيل.. وسعيد بنجاح «أبو العروسة»

 

يشارك هذا العام النجم مدحت صالح فى مهرجان الموسيقى العربى الـ32، كالعادة حفلاته رفعت لافتة «كامل العدد»، فلا شك أنه من أهم نجوم المهرجان الذى يعيد إلى أزهان الجمهور زمن الفن الجميل.

 مدحت صالح موهبة من طراز فريد، فهو مطرب مخضرم دائمًا ما يبهر جمهوره بجمال صوته وأدائه القوى، ولذلك تجده دائمًا فى مكانة خاصة على ساحة الغناء بين نجوم الأغنية فى الوطن العربى، أما فيما يخص علاقته بجمهور دار الاوبرا المصرية ومهرجان الموسيقى العربية فحدث ولا حرج، كونه من أهم النجوم الذى يرتبط اسمه بدورات المهرجان من عام لآخر.

مشوار عريق من النجاحات بأعمال وأغان تظل خالدة فى وجدان الجمهور منها «كوكب تانى والمليونيرات والله يا سيدى وزى ماهى حبها» وغيرها من الأغانى التى شكلت هوية جديدة للأغنية المصرية.

«مدحت» دائمًا يثور على نفسه للخروج عن المألوف، فهو مطرب يعلم تمامًا أن العمل على وتيرة واحدة دائمًا ما يصيب الجمهور بالملل ولذلك يبحث عن التنوع والتطور بإستمرار.

من القلائل الذين اتجهوا للإنتاج الخاص منذ بدايتهم الفنية، حتى يكون ملك قراره واختيار أعماله بنفسه بدون شروط أو قيود الجهات الإنتاجية، وحتى مع عودة للتعاون مع جهات الإنتاج لم يستقر على جهة معينة والسبب من وجهة نظره هو اضفاء حالة من التنوع وتطوير المنتج الذى يقدمه للناس.

فى حوار مع الخليج 365 تحدث النجم مدحت صالح عن مشاركته هذا العام فى الدورة الثانية والثلاثون من مهرجان الموسيقى العربية وأعماله الجديدة ومشواره الفنى.

< من أهم النجوم الذين ارتبطت أسماؤهم بمهرجان الموسيقى العربية، كيف ترى مشاركتك هذا العام بالمهرجان؟

<< مهرجان الموسيقى العربية أهم حدث غنائى فى مصر والعالم العربى، وارتباط اسمى بالمهرجان شهادة فخر واعتزاز، وسعادتى لا توصف عند مقابلة جمهور المهرجان والوقوف على مسرح دار الأوبرا والغناء معهم، فهذا المهرجان لديه معه رحلة كبيرة من النجاحات وسأظل حريصًا على المشاركة من عام لآخر، لأن هذا الحدث يعمل على نقل تراثنا الموسيقى للأجيال الجديدة، وسيظل الحدث الغنائى الأهم فى العالم العربى، كونه الحدث الذى يهتم بنقل التراث الموسيقى العربى للأجيال الجديدة.

< إلى أى مدى ارتباطك بأغانى التراث الموسيقى؟

<< التراث هو المرجع والمنهج الذى نعود له جميعًا، وهو التاريخ الذى يحمل دعم المستقبل، وكنت محظوظًا بمعاصرة نجوم التراث الموسيقى المصرى، ولذلك متأثر دائمًا بهذا المنهج فى أعمالى، فنحن نمتلك كنزًا كبيرًا يضمن لنا مستقبلًا جيدًا للأغنية المصرية طالما نعود ونتذكر تراثنا الموسيقى باستمرار.

< شكلت أغانى تترات الأعمال الدرامية جزءًا مهمًا فى حياتك، حدثنا عنها؟

<< تترات الأعمال الدرامية هى أغان خالدة فى أزهان الناس، لأنها مرتبطة بعمل درامى يظل يعرض على الجمهور مهما مرت السنون، ولكن ليست أعمال التترات فقط ولكن أيضًا أغانى الأعمال السينمائية والمسرحيات، فمثلا أغنية «المليونيرات» كانت ضمن عمل مسرحى وحققت انتشارًا كبيرًا وكانت من أهم الأسباب بعد ربنا فى انتشارى ونجاحى مع الجمهور، وحتى الآن ما زالت أغنية فيلم (مافيا) «لا هتاخد إيه» مع الموسيقار عمر خيرت من أهم أعمالى فى جميع حفلاتى، وكذلك تتر مسلسل «حضرة المتهم أبى»، فأغانى التترات كان لها تأثير كبير فى مشوارى الفنى ومشوار العديد من النجوم أيضًا مثل على الحجار ومحمد الحلو بتترات أعمال كبيرة مثل «ليالى الحلمية والمال والبانون وبوابة الحلوانى»، ولذلك وجهت لها اهتمامًا كبيرًا فى مشوارى الفنى.

 < كيف يرى مدحت صالح مشواره على ساحة الأغنية حتى الآن؟

<< فى البداية كانت دراستى فى الأزهر وكنت أتعلم قراءة القرآن الكريم، وكان اسمى وقتها محمد صالح حتى تقدمت للدراسة بمعهد الموسيقى العربية وظهرت للجمهور بحفلة رفقة الفنانة الكبيرة نجاة الصغيرة، وبعدها انطلقت فى عالم الغناء، ومن وقتها وبداخلى قرار أن أقدم للجمهور كل ما يتعلق بالغناء ولكن فى الإطار الذى يحترم المجتمع وعقلية الجمهور، ولذلك حاولت أن أقدم أشكالًا موسيقية مختلفة وألحانًا متعددة، ولذلك أبحث عن التنوع باستمرار ودائمًا ما اثور على نفسى ومن وجهة نظرى أن المطرب الذى يريد النجاح عليه دائمًا أن يثور على نفسه للبحث عن التطور وسعيد للغاية بهذا الرصيد الكبير الذى أضاف لى رصيدًا أغلى وهو حب واحترام الناس.

< الجمهور يتساءل باستمرار عن أعمالك الجديدة؟

<< بعد مشوار غنائى لأكثر من 25 عامًا أصبح تقديم أغنية جديدة يحتاج إلى اختيار دقيق للغاية، خاصة أن معظم أعمالى كانت مع عمالقة كبار أمثال الراحل عمار الشريعى والموسيقار الكبير عمر خيرت والموسيقار ياسر عبدالرحمن، بالطبع هناك العديد من الأسماء المبدعة أيضًا على الساحة فى الوقت الحالى، ولكن لا بد أن أتريث عن الاختيار لتقديم عمل جديد حتى أستطيع تقديم نفس المستوى الذى عرفه الجمهور ويطلبه منى وايضًا لتقديم شىء جديد ومختلف، وهناك مفاجآت كثيرة فى الفترة القادمة أحضر لها للجمهور.

< هل أزمة صناعة الأغنية لعبت دورًا مؤثرًا فى تأخر أعمالك الجديدة؟

<< أزمة الصناعة بالتأكيد لها دور سلبى ليس على مدحت صالح فقط ولكن فى كل الأحوال ما زال الجمهور يهتم بالإبداع الحقيقى والأعمال الجيدة ونحن فى حاجة إلى تسليط الضوء بشدة على كل ما هو جيد وإبداعى فى عصر إختلطت به الأمور كثيرًا.

 * من وجهة نظرك.. لماذا اتجه الجميع للأغانى السينجل وغياب الألبومات عن الساحة؟

- السبب الأساسى هو تغير ثقافة الجمهور والتطور والسرعة التى نعيش بها، فالجمهور حاليًا يريد سماع أغنية جديدة وعدم التوهة فى البوم يتضمن أغانى كثيرة مرة واحدة، ولكن فى الحقيقة لا شك أيضًا أن هذا الرتم أحدث حالة من الحراك فى صناعة الأغنية وعلينا أن نعمل على دعم كل ما يعيد الصناعة إلى قوتها.

< كيف يرى مدحت صالح دور التمثيل فى مشواره الفنى؟

<< التمثيل بالنسبة للمطرب فرصة للتقرب من جمهوره أكثر، ولكن بشرط أن يمتلك الموهبة التى تؤهله لتقبل الجمهور ما يقدمه فى عالم التمثيل وأعتبر نفسى ضيفًا على عالم التمثيل ولا بد أن أنتقى أدوارى بشدة حتى لا تقلل من نجاحى كمطرب، فيمكن لمطرب أن ينهى مشواره تمامًا بشخصية سيئة فى عالم التمثيل تسىء له وللمجتمع، ولذلك أنا سعيد بردود أفعال الناس على أجزاء مسلسل «أبوالعروسة» لأنه أضاف كثيرًا للمجتمع وكان قريبًا للغاية من الناس، فهذه النوعية من الأعمال التى تضيف لى كمطرب حين المشاركة بها، وبالرغم من تقديم ثلاثة اجزاء من المسلسل إلا أن الناس لم تشعر بأى ملل.

< هل يمكن أن نشاهد مدحت صالح فى عمل سينمائى قريبًا؟

<< أحب السينما كثيرًا وأستمتع بالعمل بها، ولكن حتى الآن لم أجد العمل المناسب من أجل تقديمه، فكما ذكرت أنا كمطرب أعتبر نفسى ضيفًا على عالم التمثيل وظهورى فى أى عمل سواء فى الدراما أو السينما مقترن بما سأقدمه للجمهور والمجتمع من خلال هذا العمل.

 

Advertisements

قد تقرأ أيضا