الرياص - اسماء السيد - هل اقتربت ساعة الحسم في معركة البحر الأحمر؟ التصعيد الأميركي يتسارع مع تمديد انتشار "هاري ترومان" ووصول "كارل فينسون"، وترامب يطلق تهديدًا مباشرًا: "الحوثيون سيُهزمون بالكامل، وعلى إيران أن تتوقف فورًا". ومع اتساع نطاق الضربات البحرية، يزداد الحديث عن مواجهة إقليمية تلوح في الأفق.

"الخليج 365" من واشنطن: كشفت مصادر عسكرية أميركية أن وزارة الدفاع (البنتاغون) قررت تعزيز وجودها العسكري في الشرق الأوسط بإرسال حاملة طائرات ثانية، في خطوة تعكس تصعيدًا واضحًا في الرد الأميركي على هجمات جماعة الحوثي في اليمن، المدعومة من إيران.
وبحسب ما أورد موقع "بوليتيكو" الإخباري، أصدر وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث توجيهًا بتمديد انتشار مجموعة حاملة الطائرات "هاري إس. ترومان"، التي تنشط حاليًا في البحر الأحمر، لمدة شهر إضافي على الأقل، وسط استمرار الحملة الجوية المكثفة التي تقودها واشنطن ضد الحوثيين.

ومن المنتظر أن تنضم إلى المجموعة في الأسابيع المقبلة حاملة الطائرات "كارل فينسون"، ترافقها مدمرات قتالية، وذلك عقب اختتامها لسلسلة مناورات مشتركة مع اليابان وكوريا الجنوبية في بحر الصين الشرقي، في مؤشر على مرونة التحركات الأميركية بين المحاور الاستراتيجية.

ويُعد هذا الانتشار البحري المزدوج هو الثاني من نوعه في الشرق الأوسط خلال ستة أشهر، لكنه الأول في عهد الرئيس دونالد ترامب بعد عودته إلى البيت الأبيض. ويأتي في ظل تأكيد البنتاغون على أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ تبقى ذات أولوية استراتيجية، غير أن التهديدات المتزايدة في الشرق الأوسط - لا سيما الهجمات الحوثية - دفعت واشنطن إلى إعادة توجيه مواردها البحرية مؤقتًا.

"توقفوا فورًا عن دعم الحوثيين"
في تصعيد كلامي لافت، دعا الرئيس ترامب إيران إلى "التوقف فورًا" عن إرسال الإمدادات والمعدات العسكرية إلى الحوثيين. وجاء ذلك في تصريح نشره عبر حسابه الرسمي على منصة "تروث سوشيال"، أكد فيه أن "الحوثيين المدعومين من إيران سيتم القضاء عليهم بالكامل بفعل الضربات الجوية الأميركية".

وأفادت وزارة الدفاع الأميركية أن الضربات الأخيرة استهدفت مواقع لتخزين وإطلاق الصواريخ، إضافة إلى مراكز قيادة تابعة للحوثيين، في إطار جولة جديدة من العمليات العسكرية بدأت الأسبوع الماضي.
في المقابل، بدا أن طهران تحاول التخفيف من وطأة التصعيد، إذ قال الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي، الجمعة، إن بلاده "لا تحتاج إلى وكلاء في المنطقة"، معتبرًا أن الحوثيين "يتصرفون بشكل مستقل"، في تصريح يُفهم كتنصل واضح من مسؤولية مباشرة عن تحركات الجماعة اليمنية.