الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من لندن: سجل العاهل البريطاني الملك تشارلز الثالث، اليوم الإثنين، سابقة تاريخية كأول ملك بريطاني يزور معسكر اعتقال النازية أوشفيتز في بولندا ويُعد رمز للمحرقة النازية (هولوكوست).

وألقى الملك تشارلز الثالث كلمة في مركز الجالية اليهودية في كراكوف قال فيها: "هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها ملك بريطاني أوشفيتز".

وشهدت منطقة معسكر اعتقال أوشفيتز-بيركيناو التي زارها العاهل البريطاني وشارك في احتفال الذكرى الثمانين لتحرير معتقلي المعسكر من أيدي النازية.

وفي كراكوف، تحدث الملك تشارلز عن كيف كانت هذه لحظة "كئيبة" و"مقدسة" في بولندا، ووصف كيف أظهرت المحرقة حقًا الأعماق التي يمكن أن تنحدر إليها البشرية عندما يُسمح للشر بالازدهار.

وقال "لكنني أعتقد أيضًا أنه بالنسبة له، يرتبط هذا كثيرًا بكل العمل الذي قام به من حيث التسامح الديني، وعمله بين الأديان".

واستخدم الملك البريطاني خطابه لمناقشة كيف يظل العالم اليوم "مليئًا بالاضطرابات والصراعات"، وكيف أن تذكر أحداث الماضي هو مسؤوليتنا، "الآن لم يعد هؤلاء الناجون من أوشفيتز معنا بشكل متزايد".

وفي كلمته أمام مجموعة من الناجين من الهولوكوست في المركز المجتمعي اليهودي في كراكوف، بولندا، وصف تشارلز اليوم بأنه "لحظة نتذكر فيها الأعماق التي يمكن أن تنحدر إليها البشرية عندما يُسمح للشر بالازدهار، وتجاهله العالم لفترة طويلة جدًا".

عالم الصراعات

وقال: "في عالم لا يزال مليئًا بالاضطرابات والصراعات وشهد ظهور معاداة السامية، لا يمكن أن تكون هناك رسالة أكثر أهمية، إن فعل تذكر شر الماضي يظل مهمة حيوية".

وخلال الاحتفال في معسكر الاعتقال السابق، تحدث ناجون من أوشفيتز أمام الضيوف المدعوين ومن بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز والملك ويليم ألكسندر والملكة ماكسيما من هولندا والملك الإسباني فيليب السادس والملكة ليتيزيا.

يذكر أن يوم ذكرى الهولوكوست يقام سنويًا في 27 يناير - وهو اليوم الذي حرر فيه جنود الجيش الستين للجبهة الأوكرانية الأولى أوشفيتز عام 1945 - لاستذكار ستة ملايين يهودي قُتلوا خلال الهولوكوست، بالإضافة إلى ملايين الأشخاص الآخرين الذين قُتلوا تحت الاضطهاد النازي وأولئك الذين ماتوا في عمليات الإبادة الجماعية اللاحقة.