اخبار العالم

البحرية الملكية البريطانية نحو عهد الروبوتات: هل ينقرض البحّارة التقليديون؟

البحرية الملكية البريطانية نحو عهد الروبوتات: هل ينقرض البحّارة التقليديون؟

الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من لندن: مع التطور السريع للتكنولوجيا العسكرية، تتجه البحرية الملكية البريطانية نحو تعزيز استخدام الروبوتات والطائرات بدون طيار والسفن غير المأهولة، مما يضع مستقبل البحارة التقليديين على المحك.

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، فإن التوجه الجديد يسعى إلى تشكيل قوة هجينة تعتمد على مزيج من الأنظمة البشرية وغير البشرية، حيث من المتوقع أن تصبح بعض السفن في المستقبل "افتراضية" بالكامل.

الأدميرال السير بن كي، أول لورد بحري في البحرية الملكية، أكد أن التكنولوجيا ستقلل من حاجة البحرية لتجنيد بحارة إضافيين. بدلاً من ذلك، ستركز الجهود على الاحتفاظ بالقوة الحالية وتعزيزها، مشيرًا إلى أن تقنيات التشغيل الآلي قد تُحدث تحولات جذرية في كيفية إدارة العمليات البحرية.

الاختبارات العملية تفتح آفاقًا جديدة
في خطوة تمهيدية للمستقبل، اختبرت البحرية الشهر الماضي سفينة غير مأهولة من طراز "باسيفيك 24" في مياه مضيق سولنت. عملت السفينة بشكل مستقل تمامًا خلال التجربة، التي استمرت أسبوعًا وشهدت تنفيذ مهام اعتراض وإنقاذ وسط ظروف مناخية قاسية. ورغم أن السفن الحربية المؤتمتة بالكامل لا تزال قيد البحث والتطوير، فإن هذه التجربة تسلط الضوء على الإمكانيات الواعدة التي تحملها الأنظمة غير المأهولة.

دروس من أوكرانيا
تتزامن هذه التحولات مع دروس مستفادة من الصراع في أوكرانيا، حيث نجحت كييف في استغلال الطائرات البحرية غير المأهولة لإغراق سفن حربية روسية ومهاجمة القاعدة البحرية في سيفاستوبول.
يشير الخبراء إلى أن هذه العمليات تثبت فاعلية الأنظمة غير المأهولة في تحقيق نتائج عسكرية ملموسة، حتى في مواجهة قوات بحرية تقليدية أكبر حجمًا وأكثر تجهيزًا.

تحديات التجنيد والميزانية
التوجه نحو الأنظمة الهجينة يأتي في ظل صعوبات تواجهها البحرية الملكية في تحقيق أهداف التجنيد. وفقًا لأرقام حكومية، يبلغ عدد البحارة المدربين في البحرية الملكية وقوات الكوماندوز 28,125 فقط، وهو أقل من الهدف المعلن سابقًا بـ30,450.
الوضع في الجيش البريطاني لا يختلف كثيراً، إذ يتوقع أن ينخفض عديده إلى أقل من 70 ألف جندي في السنوات المقبلة، وهو أدنى مستوى له منذ نحو 300 عام.

وفي ظل مراجعة الدفاع الاستراتيجي التي من المقرر أن تُستكمل بحلول منتصف عام 2025، تزداد الضغوط على الحكومة للموازنة بين الإنفاق العسكري والتحديات المالية الأخرى. يأتي ذلك وسط دعوات من الحلفاء، خاصة الولايات المتحدة، لزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، بينما يقف الإنفاق البريطاني الحالي عند 2.33% فقط.

مستقبل "بحرية افتراضية"
بحسب المطلعين، فإن مستقبل البحرية البريطانية سيتشكل من خلال شراكة بين الأنظمة المأهولة وغير المأهولة، مع توقع أن تلعب الروبوتات والطائرات بدون طيار دورًا محوريًا. ورغم المخاوف من فقدان بعض التقاليد البحرية، يرى الخبراء أن هذا التوجه سيعزز الكفاءة التشغيلية ويقلل التكاليف البشرية والمادية.

هل تتحقق الوعود؟
تظل هذه الخطط طموحة في ظل الضغوط المالية واللوجستية، لكن قادة الدفاع البريطانيين واثقون من قدرتهم على توجيه البحرية الملكية نحو مستقبل تقوده التكنولوجيا.

* أعدت "الخليج 365" التقرير عن صحيفة "الغارديان" البريطانية: المصدر

Advertisements

قد تقرأ أيضا