أشارت صحيفة "الرياض" السعودية إلى أن العلاقات السعودية - السورية شهدت على مدى العقود الماضية تحولات كبيرة، تميزت بمرحلة من التوافق وأخرى من التوترات، لا سيما بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011، وحتى قبل هذا التاريخ كانت العلاقات السعودية - السورية تتأرجح بين التعاون والتوتر، وشكلت حقبة ما قبل الثورة السورية نوعًا من التوازن الحذر، حيث حاولت الدولتان تحقيق مصالحهما ضمن إطار عربي مشترك، إلا أن الأحداث التي أعقبت الثورة، ودعم المملكة للشعب السوري، أدى إلى قطيعة سياسية بين الرياض ودمشق.

وأوضحت أن السعودية دائماً ما وضعت مصلحة الشعب السوري ركيزة أساسية في الوصول إلى حل ينهي الأزمة التي كانت، وشهدت خلالها سوريا وضعاً غاية في الصعوبة على مستويات السياسة والاقتصاد وتقسيم المجتمع، ما ضاعف من حجم المآسي، ولكن بعد سقوط نظام الأسد فإن الوضع أصبح أكثر قابلية لبناء سوريا جديدة على أسس متينة من الحق والعدل والمساواة، وذلك بدعم العملية السياسية الانتقالية بما يحقق تطلعات الشعب السوري، ويضمن أمن واستقرار سوريا ووحدة أراضيها.

ولفتت إلى أن "الرياض، من خلال أدوارها القيادية التي تمارسها بكل تمكن واقتدار، ستقف إلى جانب سوريا وشعبها، وستقوم بكل ما يلزم ليكون دورها محورياً - كالعادة - في إعادة بناء سوريا الحديثة، هذا الدور يشمل كل ما يسهم لعودة سوريا لممارسة دورها في محيطها العربي كدولة فاعلة، ودعم عملية التحول السياسي، بما يحقق مصالح الشعب السوري ويعزز الاستقرار في المنطقة".

وأشارت إلى أن "المملكة ستعمل على دعم حكومة السلطة الجديدة، بما يتماشى مع التوجهات العربية المشتركة، وتعزز من سيادة سوريا بعيدًا عن التدخلات الأجنبية"، موضحة أن "العلاقات المستقبلية السعودية - السورية ستواجه التحديات المشتركة، مثل الإرهاب، هذا التعاون يمكن أن يكون أساسًا لتحالف أمني يخدم استقرار المنطقة الذي دائماً ما تسعى إليه المملكة".

وأضافت: "المستقبل بحول الله وقوته سيكشف لنا أن هناك فرصًا كبيرة للبناء المشترك يخدم مصلحة البلدين والمنطقة، والمملكة بمكانتها الإقليمية والدولية لن تتوانى عن تقديم العون في دعم سوريا المستقبلية، والعمل مع السلطة الجديدة لضمان تحول سلس ومستقر لسوريا نحو حقبة جديدة".