في الكلمة الاخيرة التي القاها بعد ان تم تأجيلها اكثر من مرة، كان لافتاً جداً ما ختم به الامين العام الجديد لحزب الله الشيخ نعيم قاسم حديثه، والذي حدد فيه مسار الحزب ما بعد الحرب الحالية على اكثر من صعيد. ولا بد في هذا السياق، من التوقف عند تحركات الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين في لبنان، والتي، وفق مصدر لبناني متابع، وضعها في خانة مسارين متلازمين وفق تقديره: التسوية العسكرية، والانتخابات الرئاسية. ورأى المصدر نفسه ان حركة هوكشتاين لم تنحصر فقط بالجهود المبذولة لوقف العمليات العسكرية او اطلاق النار، بل ايضاً في اطار تسريع الانتخابات الرئاسية فور التوصل الى اتفاق مع اسرائيل على تنفيذ بنود القرار 1701 بحذافيره وبالصيغة التي اقترحتها واشنطن.
فيما خص التسوية العسكرية، بات معلوماً، كما يقول المصدر، ان الكرة اصبحت في ملعب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي سيدور ويحاور لكسب اكبر فترة ممكنة من الوقت واستغلال كل فترة السماح الممنوحة له قبل ان يصل الى خط النهاية ويوافق على التسوية. اما في ما خص الانتخايات الرئاسية، فكان من المستغرب الجولة التي قام بها هوكشتاين على الفاعليات اللبنانية! والسؤال هو ما الحاجة الى زيارة آخرين في هذا السياق ما دام رئيس مجلس النواب نبيه بري هو المعني الاول والاخير بالمسألة لانه يتحدث باسم حزب الله؟ هل اراد هوكشتاين فعلاً الحصول على غالبية نيابية لضمان حسن سير الاتفاق؟ وهل من عاقل يصدّق فعلاً ان هناك من سيتجرأ، اياً كان اسمه، ويخرج من مجلس النواب ويقول انه سيعرقل التسوية اذا ما تم الوصول اليها، ويعيد المواجهات العسكرية الى ما هي عليه حالياً؟ التقى هوكشتاين رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع لهذه الغاية تحديداً، كما يتم التداول به من قبل المصادر، وبحث معه الموضوع الرئاسي، كما فعل الامر نفسه مع رئيس الجمهورية السابق ميشال عون بسبب عدم قدرة المسؤول الاميركي لقاء رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي لا يزال يعاني من فرض عقوبات اقتصادية اميركية عليه.
هذه الحركة الناشطة على الخط الرئاسي، لاقاها قاسم في كلمته حين قال: "... وسنقدّم مساهمتنا الفعّالة لانتخاب رئيس للجمهورية من خلال مجلس النواب بالطريقة الدستورية"، ما يعني قبول الحزب الدخول في الملف الرئاسي بشكل اكثر ليونة، وتخطي شرط الحوار والتفاهم على شخصية قبل النزول الى المجلس، فالطريقة الدستورية هي تحديد موعد للجلسة والمشاركة في انتخاب الرئيس وفق الاصوات التي سينالها، وهذا يعني ايضاً بطريقة غير مباشرة، عدم عرقلة الجلسات الانتخابية حتى ولو لم يتم الاتفاق على اسم.
والذي يجدرالتوقف عنده ايضاً في كلام قاسم، كان التأكيد على الحضور السياسي الفاعل، واتخاذ الخطوات السياسية ومتابعة شؤون الدولة تحت سقف الطائف بالتعاون مع القوى السياسية. هذا الامر يحمل تشديداً على ان الحزب لن ينحو صوب قرارات يبتعد فيها عن القوى السياسية الاخرى، بل سيكون في كل المواضيع وسيعمل على تطبيق بنود اتفاق الطائف حتى تلك التي لم يتم الاخذ بها او تطبيقها، في ما يمكن اعتباره بمثابة طمـأنة الى المنحى الذي سيأخذه الحزب بعد انتهاء الحرب، وعلاقته بالقوى اللبنانية الاخرى.
ووفق ما سبق، فإنه بات واضحاً ان مسار الرئاسة يسير بشكل متواز مع مسار التسوية، ولو ان الثانية تتقدم على الاولى بمسافة بسيطة، ومن المتوقع، في حال تمت التسوية سريعاً، ان نشهد "عجقة" اسماء وتحركات مكوكيّة لتحديد الشخصية التي ستحظى بأكبر عدد من الاصوات للدخول الى قصر بعبدا، مع تطمينات بتسهيل الخطوات الاخرى التي تلي، اي تشكيل الحكومة والتعامل مع المواضيع الشائكة سياسياً واقتصادياً ومالياً وغيرها...
كانت هذه تفاصيل خبر نعيم قاسم وهوكشتاين ومسار الرئاسة... لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على النشرة (لبنان) وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.