الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من باريس: أكد الفيلسوف الفرنسي المعروف برنار هنري ليفي، بأن الولاية الثانية للرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، تضع النظام الإيراني أمام خيارين: إما الدخول في صفقة كبيرة مع الولايات المتحدة "التفاوض والخضوع"، وإما مواجهة السقوط، على غرار ما حدث لألمانيا النازية.
وقال ليفي: "إن ترامب يعشق التفاوض بشكل جوهري. أيديولوجيته مبنية على الصفقات، وفن التفاوض هو عنوان كتابه. لا يمكن استبعاد احتمالية أن ينجذب لفكرة عقد صفقة كبيرة حتى مع إيران، لأنه مؤمن بشدة بفكرة التفاوض".
وأضاف أن مثل هذا السيناريو قد يحمل "مفاجأة كبيرة" لإسرائيل، وفقاً لما نقله موقع "إيران إنترناشيونال" على لسان الفيلسوف الفرنسي الشهير.
سيناريوهات المستقبل
وأوضح ليفي: "إذا تمكن رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتانياهو، من التغلب على تحدياته الداخلية، فقد يشكل ائتلافًا مع الإدارة الأميركية الجديدة، بقيادة ترامب، لإسقاط النظام في إيران".
وأضاف: "قد يتشكل تحالف، لا يهزم فقط حزب الله وحماس، بل يحرر إيران أيضًا".
وأوضح: "في النهاية، الهدف الحقيقي هو تحرير إيران. عندما تتحرر إيران، سيكون ذلك شبيهًا بتحرير ألمانيا في عام 1945".
وكان ترامب، قد صرح، يوم الثلاثاء 5 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، بعد الإدلاء بصوته في انتخابات الرئاسة الأميركية، بأنه لا يسعى لإلحاق الأذى بإيران، لكنه شدّد على أن طهران يجب أن لا تحصل على أسلحة نووية.
وقال ترامب: "شروطي واضحة للغاية.. يجب أن لا يمتلكوا أسلحة نووية. أحب أن أراهم كدولة ناجحة". ومع ذلك، لم يقدم تفاصيل محددة حول خططه المستقبلية بشأن العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران.
التاريخ السياسي لترامب تجاه إيران
انسحب ترامب من الاتفاق النووي، خلال ولايته الرئاسية الأولى، مدعيًا أن الاتفاق جعل نظام طهران يعزيز موارده المالية وزيادة دعمه للميليشيات المسلحة التابعة له في الشرق الأوسط.
كما أصدر ترامب أمرا باغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في هجوم بطائرة مسيرة عام 2020، وهو ما أثار غضب المرشد علي خامنئي وقادة النظام الإيراني. ووفقًا لمسؤولين أميركيين، فقد حاولت إيران الانتقام من ترامب ومساعديه الرئيسين.
ومع ذلك، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، يوم الجمعة 15 تشرين الثاني (نوفمبر)، أن علي خامنئي أرسل رسالة إلى الرئيس الأميركي، جو بايدن، أكد فيها أن إيران لا تعتزم قتل ترامب.
وفي وقت سابق، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن طهران قدمت "ضمانات مكتوبة" لواشنطن بأنها لن تغتال ترامب.
وفي تحول لافت، أعلنت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة، ردًا على تقرير صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن إيران ملتزمة تماما بمبادئ القانون الدولي وتسعى لمحاسبة قتلة قاسم سليماني "عبر القنوات القانونية والقضائية".