الارشيف / اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

نفوذ فرنسا يتقلص في إفريقيا

  • نفوذ فرنسا يتقلص في إفريقيا 1/3
  • نفوذ فرنسا يتقلص في إفريقيا 2/3
  • نفوذ فرنسا يتقلص في إفريقيا 3/3

إذا جاز لنا أن نقول إنّ الوجود الفرنسي في إفريقيا يقوم على أقانيم ثلاثة هي عملة الفرنك الإفريقي والقواعد العسكرية ومنظمة الفرنكفونية، فإنه يجوز لنا أن نقول إن التخلص من الوجود الفرنسي يمرّ حتماً عبر التخلص من هذه الأقانيم الخطيرة، وهو ما شرعت حقيقة عدة دول إفريقية في تنفيذه على الأرض.

منذ حدوث تغييرات سياسية في دول مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو والسنغال وتشاد، سواء بانقلابات عسكرية أو بالانتخابات كما في حال السنغال، بدأت النوايا تتضح في ما يتعلق بالعلاقة المباشرة بالعلاقة القديمة مع فرنسا، فإن يكن الحال يخص قطع العلاقات تدريجياً بالتخلص من أسس النفوذ الفرنسي وهي العملة واللغة والقواعد العسكرية فإن بعض الدول اختارت القطع المباشر والعلني بقطع العلاقات الدبلوماسية ثم التخلص من القواعد العسكرية كما هو الحال في النيجر ومالي وبوركينا فاسو، ثم جاء الدور على دولتي تشاد والسنغال اللتين كانتا حليفتين قويتين لفرنسا إن لم نقل، قاعدتها المتقدّمة في القارة السمراء.

ولم تكن الخيارات أمام فرنسا كثيرة، فقد انصاعت تباعاً لمطالب الأفارقة ورضخت لقراراتهم وسحبت قواعدها وخسرت نفوذها ولم يعد لها أي أمل في استعادة مجدها في القارة الغنية، خاصة أنّ الخطاب السياسي الفرنسي اتّسم بالتعالي والغرور تجاه المستعمرات القديمة، وهذا ما عزز في الجهة المقابلة المطالبة بخروج فرنسا وإبطال كل دعائم قوتها ونفوذها. فتغيير التحالفات العسكرية لدول القارة وتغيير الشركاء الاقتصاديين، جعل باريس تصبح قوة ثانوية في المستعمرات القديمة. ولا نجانب الصواب إن قلنا إنّ العسكريين أو السياسيين ومنذ وصولهم إلى السلطة بنوا توجهاتهم الرئيسية، على مناهضة الحضور الفرنسي في بلدانهم، وتحميل فرنسا مسؤولية كل المشاكل القائمة من انعدام للأمن، وغياب للتنمية، ومصاعب اقتصادية. ولا تتوقف المسألة عند إنهاء النفوذ العسكري بل المالي والاقتصادي عموماً. ففي شهر فبراير/ شباط الماضي، رجح خبراء أن تتخلى كل من مالي وبوركينا فاسو والنيجر عن الفرنك الإفريقي، لا سيما بعد إتمام تلك الدول الثلاث انسحابها من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا «إيكواس». وسبق أن أعربت تلك الدول عن استعدادها للتخلي عن الفرنك الإفريقي، الذي ترى فيه استمراراً ل«الاستعمار الفرنسي المالي للقارة الإفريقية».

ويتمتع الفرنك الإفريقي بعلاقة ثابتة مع اليورو، ويشكل عملة مشتركة بين دول غرب إفريقيا، التي تعاني تحديات أمنية واقتصادية وسياسية كبيرة. وتقوم الدول بخطوات للقطع نهائياً مع فرنسا والأنظمة الحليفة لها، إذ تم تغيير أسماء بعض الشوارع في دول مثل النيجر ومغادرة تكتلات إقليمية مقربة من باريس. وأسست الدول الثلاث أخيراً «كونفيدرالية الساحل الإفريقي»، انبثقت عن اتفاق دفاعي بين هذه الدول ما يعطي انطباعاً بأن المنطقة تشهد تغييرات سياسية واقتصادية لافتة.
ويقول الخبير الاقتصادي المتخصص في الشؤون الإفريقية، إبراهيم كوليبالي، إنه «من المرتقب أن تقوم بالفعل دول مالي والنيجر وبوركينا فاسو بتغييرات اقتصادية، تشمل تغيير عملتها الوطنية». موضحاً أن «المجالس العسكرية في مالي وبوركينا فاسو والنيجر صورت لفترة كبيرة الفرنك الإفريقي على أنه عملة الاستعمار المالي الجديد الذي تقوده فرنسا، بالتالي أصبح لزاماً عليها إنهاء اعتماده مهما كانت كلفته الاقتصادية». ولاشكّ أن الاستعمار الثقافي هو أحد أضلاع الاستعمار التقليدي، وعليه فإن فرنسا اتخذت من الفرنكوفونية ذراعاً ثقافية ذات أبعاد استراتيجية في استمرار سيطرتها على القارة الإفريقية، ولكن هذا النفوذ بدأ يتحلّل مع تراجع مكانة الفرنسية بين لغات العالم وفقدانها لأسباب قوتها، فهي ليست لغة العلوم العالمية ولا هي لغة الاقتصاد والمال ولهذا صارت لغة ضعيفة، وبعض الدول الإفريقية بدأت في التمرد على فرنسا من زاوية التخلي عن لغتها في مناهجها التعليمية، ففي بلد مثل الجزائر تم التخلي عن الفرنسية كلغة وحيدة في التعليم العالي، وتم تمكين الطلبة من تلقي العلوم باللغة الإنجليزية، وهو تحول لافت في الجزائر أقدم مستعمرة فرنسية. وفي خطوة تشكل استمراراً للخطوات السابقة المناهضة للوجود الفرنسي بالمنطقة، قرر قادة دول مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو الانسحاب من المنظمة الدولية للفرانكفونية، الموجود مقرها بباريس، والتي تعتبر إحدى الأذرع الفرنسية الناعمة في المنطقة.

وقد بررت الأنظمة العسكرية الحاكمة بالدول الثلاث في بيان الانسحاب الموقع من طرف وزراء خارجيتها، قرار الانسحاب بمجموعة من العوامل، أبرزها أن المنظمة أضحت «أداة سياسية يتم التحكم فيها عن بعد». وهكذا فإنّ تجريد فرنسا من أسلحتها الثلاثة القوة العسكرية والفرنك الإفريقي والمنظمة الفرنكفونية، يعدّ انهياراً شاملاً للنفوذ الفرنسي في أفريقيا، ولا نعتقد أن باريس ستكون قادرة على استعادة هذا النفوذ مع دخول لاعبين جدد غمار المنافسة القوية على إفريقيا، ويعطون أنظمة القارة هامشاً من المناورة في طريق التحرر من هيمنة المستعمر القديم.

كمال بالهادي – صحيفة الخليج
cfd1329631.jpg

صورة اسماء عثمان

اسماء عثمان

محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.

كانت هذه تفاصيل خبر نفوذ فرنسا يتقلص في إفريقيا لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا