رحلت أيام الشهر الفضيل سريعا وكأنها اسبوع سريع. فاز من فاز في هذه الأيام أيام الرحمة والمغفرة، عبادة وصلاة وتلاوة قرآن وسائر الطاعات، وخسر من خسر من الناس بين لهو وسهرات في ليالي رمضان.

• العشر الأواخر من رمضان هي أفضل أيام الشهر الكريم، وفيها تنزل البركات والرحمات، وفيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، في هذه الأيام المباركة، يسعى الإنسان إلى مضاعفة العبادات والطاعات والتقرب إلى الله بكل الوسائل الممكنة، من صلاة وذكر وقراءة مستمرة للقرآن الكريم، حتى يفوزوا بليلة القدر والفوز الأكبر بالعتق من النار وما يعطى من جوائز في يوم العيد، ويحرص المسلم أن يخرج من رمضان وقد نال المغفرة والرحمة والرضوان.

• استغلال هذه الأيام العشر بالطاعات والعبادات وتلاوة القرآن تعويضا وتداركا لمن فوت الايام الاولى من هذا الشهر، بأفضل طريقة لتحقيق أكبر استفادة روحية، من خلال الاستغفار والدعاء أو من خلال التصدق والعمل الصالح.

• ليلة القدر تحمل الخير العظيم لتحقيق ما نطمح إليه من خير وبركة، لذا فإن الاجتهاد في العبادة في هذه الأيام يعد من أهم طرق نيل الأجر والفضل العظيم.

• في العشر الأواخر يتسابق المسلمون للاعتكاف في المساجد، فالاعتكاف سنة نبوية عظيمة وفيه يتفرغ الإنسان تماما لعبادة الله وينقطع عن الدنيا ومشاغلها لينال صفاء الروح والقلب، ويمكن الاعتكاف في المسجد ولو لبضع ساعات يوميا حتى الشروق ليحقق الإنسان خلالها رحلة روحية ينفرد بها بالعبادة والتقرب إلى الله والخلوة مع النفس بالدعاء والاستغفار وقراءة القرآن لتحقيق أكبر قدر من الخشوع والتركيز على العبادة فقط.

• نعم الله علينا كثيرة، المساجد في كل مكان ولا تخلو منطقة ولا حي سكني ولا مجمع سكني من وجود المساجد والجوامع الكبيرة، وما يخصص فيها من اماكن صلاة للنساء وما تتميز به بعض الجوامع من تخصيص خيام ومساحات خارجية للنساء والأطفال. كل الإمكانيات والوسائل متاحة.

• كم أتمنى ان تسعى الدولة متمثلة في وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية ووزارة التربية وأهل الاختصاص بالسعي لتشجيع الناس على العبادات واستغلال العشر الأواخر ومنع الليالي والاحتفالات وما يكون من مظاهر تنافي هذه الايام الفضيلة.

• لوحظ مثلا افطار غير المسلمين والتدخين علانية خلال نهار رمضان وفي اماكن العمل، هم مثلا يستفيدون من ساعات العمل المخفضة. ووجود القوانين والتعاميم التي تمنع هذا التهاون والتساهل وعدم احترام الشهر من قبلهم ان يكون له رادع ومانع. المجمعات التجارية وغيرها تقلل اوقات العمل ليلا،

• آخر جرة قلم: نعمة عظيمة أن الله منحك عمرا لتدرك رمضان وتدرك العشر الأواخر فلا تضيعه في لهو وسهر وغيره، وانت تدرك ان كل المسلسلات واللهو والتجمعات يمكن تداركه والحصول عليه بعد رمضان. إلا العبادات والطاعات وروحانية شهر رمضان والعشر الأواخر لربما لن تدركه ولا تضمن وجودك فيه. فلا تضيع وقتك وعمرك ولا تكن من الفائزين، لقد علَّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- السيدة عائشة -رضي الله عنها- دعاءً تُكثر تكراره ليلة القدر في حديث روته السيدة عائشة حيث قالت: (يا رسولَ اللَّهِ، أرأيتَ إن وافقتُ ليلةَ القدرِ ما أدعو؟ قالَ: تقولينَ: اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي).

سلوى الملا – الشرق القطرية