الغبار الإسفيري الذي يعلو سماء أرض ولاية القضارف منذ يوم أمس لن يحجب مهما فعل المرجفون في المدينة شمس الحقيقة التي تقول بلسان الفعل إن قضارف الخير تقف بلا منٍ ولا أذي في مقدمة الولايات التي وقفت سنداً للجيش بالمال والرجال في معركة الكرامة ..
أكثر من 70 قافلة زاد سيّرتها ولاية القضارف إلي متحركات ومواقع الجيش في كل جبهات القتال ..وأكثر من 100 شهيد من خيرة ضباط الجيش وجنوده وزهرة الشباب وكرام الشيوخ من الشهداء قدّمتهم القضارف ضمن قوافل شهداء معركة الكرامة ضد مليشيا التمرد وكلاب صيدها من العملاء والخونة وأشباه الرجال ..
القضارف التي قدمت كل هذا لاتزال تداوي آلام وجروح وكسور أبنائها وأبناء السودان الذين أصيبوا في معارك الكرامة .. والقضارف مع هذا تتنادي بمختلف ألوان طيفها الإثني والإجتماعي والسياسي .. تتنادي لتتقاسم مع أهل الشهداء أحزان البشارة ووعد الله لهم بأعالي المراتب في جناتٍ لايبغون عنها حولاً بإذن الله الواحد الأحد ..
هي القضارف التي لاتزال جموع أهلها تقصد منزل أسرة الشهيد العقيد معاذ عباس الذي ارتقي إلي علياء الشهادة خواتيم الأسبوع الماضي في جبهة سلاح الإشارة ..هي ذاتها القضارف التي قدمت العميد جمال عثمان شهيداً وقبله الشهيد العقيد الرمز عبدالرحمن الطيب والشهيد المقدم عمر أسامة ..
لا يستطيع أحد المزايدة علي دور ومسيرة وعطاء القضارف في دعم ومساندة القوات المسلحة ماضياً .. وحاضراً ومستقبلاً ..
لقد كانت القضارف في مقدمة الولايات التي استنفرت كل مكونات مجتمعها لصفوف المقاومة الشعبية ولولا التعقيدات والمتاريس التي وضعتها وتضعها جهات لاتزال غامضة وخلف الكواليس أمام مخازن تسليح وتجهيز المقاومة الشعبية .. لولا المتاريس والعقبات التي تحدث عنها الدكتور مزمل أبوالقاسم بكل صراحة وشجاعة .. لولا تلك المتاريس لكانت كتائب وفرسان المقاومة الشعبية لأهل القضارف علي مشارف مدينة الخرطوم وليس تحرير وتنظيف وتأمين ولاية الجزيرة فقط ..
لقد خرجت جموع أهل القضارف في ( نفرات) المقاومة الشعبية بصور ومشاهد غير مسبوقة في تاريخ السودان الحديث .. لكن بيروقراطية الأجهزة التي تدير دولاب العمل في السودان كله تتحمل كامل المسؤولية في وأد فورة وحماسة المقاومة الشعبية ليس في القضارف وحدها وإنما في بقاع وفيافي السودان كافة ..
إن الأحاديث التي سارت بها مجالس السياسة داخل وخارج السودان عن قضية شراء مسيرات ومعدات فنية أخري لحماية ولاية القضارف .. هذه الأحاديث تعكس في جانبها المشرق وتؤكد ما ذكرناه عن تقديم ولاية القضارف للمال والرجال لدعم معركة الكرامة .. أما في الجانب غير الإيجابي من الصورة فنجد كل سلبيات طريقة إدارة الحكم الإتحادي في بلادنا حيث غابت المؤسسات التشريعية والرقابية وحضرت الإجتهادات التي لا تحكمها ضوابط ولا تحيطها شفافية الوضوح والصراحة في أوجه صرف المال العام ..
ولهذا فإن تشكيل لجنة تحقيق للنظر في الإتهامات التي طالت بالقول قيادات عسكرية وأمنية رفيعة يُعد أمراً لازماً لقطع الطريق أمام سيل الإتهامات الإسفيرية التي يظن من يشعلون أوارها أنها ستضعف تجاوب أهل القضارف ومساندتهم لجيش البلاد في معركته الوجودية ضد مليشيات التمرد بكل قرونها الشيطانية ..
ما يعلمه أهل القضارف وعليهم تذكره جيداً ألف مرّة .. ومرّة أن الذي يحميهم ويمنع ولايتهم من شرور التمرد والخيانة ليس المسيّرات ولا كاميرات المراقبة الحرارية .. الذي يحمي ولاية القضارف هو حرص أهلها بكل ألوان طيفهم السياسي والإقتصادي والإثني علي الفيسفيساء التي شكّلت مجتمع القضارف طوال تاريخها القديم والحديث ..
لن تقوم للقضارف قائمة وسيصيبها ما أصاب مناطق السودان التي ضربها إعصار الخوف والجوع والهلع إن تركت حبل مقودها للمتنافرين والمتنافسين علي متاع الدنيا الزائل من السلطة والجاه الذي ظنّ كثيرون أنه سيطعمهم من جوعٍ ويأمنهم من خوف .. حتي إذا ما تنافروا عليه وتنافسوه وجدوه سراباً لايروي ظمأ الهاجرة ولايقي برد الصقيع ..
الكاتب/ عبدالماجد عبدالحميد
كانت هذه تفاصيل خبر القضارف.. الذي يحميهم ويمنع ولايتهم من شرور التمرد والخيانة ليس المسيّرات ولا كاميرات المراقبة الحرارية لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.