الرياص - اسماء السيد - برشلونة : أعلن أسطورة برشلونة ومنتخب إسبانيا لكرة القدم أندريس إنييستا الثلاثاء اعتزاله كرة القدم نهائيا بعمر 40 عاما بعد مسيرة حافلة في الملاعب مع ناديه والمنتخب الوطني.
وقال إنييستا خلال حدث اقيم في برشلونة بحضور الصحافيين "التواجد على أرضية الملعب انتهى. لكني لا أستطيع البقاء بعيدا عن كرة القدم، فهذه حياتي وستبقى كذلك. أستعد للحصول على شهادة في التدريب وبالتالي هذه هي الحقبة التالية بالنسبة إلي".
وتابع "سأحاول العودة للقيام بعمل كبير، لكن هذه المرة لن يكون الأمر بالركض وراء الكرة، لكن من مكان آخر".
واضاف متأثرا "لم أتصور أبدا ان يأتي هذا اليوم، لكن هذه الدموع التي ذرفناها هذه الأيام هي دموع الإثارة والفخر وليس الحزن. إنها دموع فتى من قرية صغيرة هي فوينتيالبيا (مسقط رأسه) كان يحلم بأن يصبح لاعب كرة قدم ونجح في ذلك بعد الكثير من الجهد والتضحيات، أنا فخور جدا بهذه الرحلة".
وضع إنييستا حدا لمسيرة حقق فيها جميع الألقاب الممكنة في ملاعب كرة القدم بعد أكثر من 16 عاما قضاها في صفوف برشلونة النادي الذي ترعرع في صفوفه وتدرج في فئاته العمرية، قبل أن يخوض 5 مواسم في صفوف فيسيل كوبي الياباني وموسما واحدا مع الإمارات الاماراتي.
"الأستاذ"
حظي لاعب خط الوسط المهاجم، الذي يتمتع برؤية ثاقبة في الملعب بإشادة الجميع وقال عنه مدرب ميلان الشهير السابق أريغو ساكي "أندريس إنييستا هو أحد لاعبي كرة القدم النادرين جدًا الذين كان استاذا قبل أن يكون تلميذا. كان يعرف كل شيء بالفعل".
أما زميله السابق النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي فاعتبر بأن إنييستا "هو أحد الزملاء الذين يملكون أكبر قدر من السحر في قدمه وقد استمتعت باللعب الى جانبه" وأضاف متوجها الى اللاعب "الكرة ستفتقدك ونحن أيضا، أتمنى لك الأفضل دائما، أنت ظاهرة".
تدرب في أكاديمية "لا ماسيا"، المقر التدريبي الرسمي للنادي الكاتالوني ويعتبر أحد أعظم اللاعبين في تاريخه.
جسد الى جانب تشافي هرنانديس وميسي، ميزة الاستحواذ على الكرة واللعب الجماعي على المستوى الأوروبي بين 2008 و2012 في ما كان يعرف بطريقة "تيكي تاكا".
مسيرة مظفرة
خاض بقميص البلاوغرانا 674 مباراة وفاز معه ب32 لقبا، بينها دوري أبطال اوروبا 4 مرات والدوري الاسباني 9 مرات، وأثبت نفسه كلاعب رئيس في نجاح المنتخب الأسباني خلال الحقبة ذاتها من خلال التتويج بكأس اوروبا 2008 و2012 وكأس العالم 2010. دخل إنييستا، الكاتالوني قلوب جميع الإسبان بشكل نهائي في إحدى ليالي تموز/يوليو 2010 في جوهانسبورغ (جنوب إفريقيا)، عندما منح بلاده باكورة القابها في نهائيات كأس العالم من خلال لقطة باتت راسخة في الاذهان عندما سجل له هدف الفوز في الوقت الاضافي في مرمى هولندا.
بالاضافة إلى اللمسات الساحرة التي التي كان يتمتع بها "أعطى المجتمع مثالًا لما يجب ان يكون عليه اي رياضي محترف"، كما يؤكد مدرب منتخب إسبانيا الحالي لويس دي لا فوينتي.
كان اللاعب الدولي الإسباني السابق (131 مباراة دولية) بدأ بالفعل في الاستعداد لمستقبله بعد الاعتزال النهائي وقد انشأ كرما من العنب من اجل استخراج النبيذ وأكاديمية كرة قدم".
وعندما سئل عن إمكانية أن يصبح مدربا بعد الاعتزال قال "نعم، فكرة التدريب تروق لي كثيرا. وبالطبع أود العودة إلى برشلونة في مرحلة ما، لأنه نادي حياتي. سيكون شرفا لي أن أدربه في أحد الأيام".