الشارقة - بواسطة ايمن الفاتح - شدد رياضيون ومحللون فنيون على أهمية تجهيز المنتخب الوطني لكرة القدم بشكل مثالي من الجوانب كافة، قبل خوض مبارياته في الدور الحاسم من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026، الذي بلغه بعد أن تصدر مجموعته برصيد 16 نقطة، مؤكدين أن دوري أدنوك للمحترفين لن يكون كافياً لتجهيز المنتخب بالشكل الأمثل للاستحقاقات المرتقبة.

وكانت قرعة تصفيات المونديال قد أوقعت المنتخب في مجموعة تضم منتخبات قطر وإيران وأوزبكستان وقيرغيزستان وكوريا الشمالية.

وقالوا لـ«الإمارات اليوم»: «إن المنتخب كان بحاجة إلى إقامة معسكر إعداد بالتزامن مع معسكرات الأندية الصيفية، بدلاً من ترك اللاعبين ينضمون إلى معسكرات أنديتهم الصيفية»، مشددين على «ضرورة خوض لاعبي المنتخب جولتين على الأقل في المنافسات المحلية مع فرقهم في بداية الموسم الجديد، حتى يكونوا في كامل الجاهزية البدنية والفنية عند الالتحاق بالمنتخب».

وأوضحوا: «المنتخب بحاجة أيضاً إلى خوض مباراة أو اثنتين ودياً مع منتخبات قوية مثل اليابان وأستراليا والسعودية، وذلك قبل مباراتيه المرتقبتين أمام قطر وإيران على التوالي يومي الخامس والـ10 من سبتمبر المقبل ضمن الجولتين الأولى والثانية للتصفيات».

وتابعوا: «بات الوقت قصيراً جداً أمام مدرب المنتخب بينتو في عملية تجهيز المنتخب، وهو بحاجة إلى فترة إعداد لا تقل عن أسبوعين قبل مباراته الأولى أمام قطر، وكذلك فإن المنتخب بشكل عام بحاجة إلى فترات إعداد طويلة للمراحل المقبلة أيضاً».

وأشار الرياضيون إلى أن «مهمة الأبيض لن تكون سهلة، كونه سيواجه منتخبات قوية تتطلب الإعداد الجيد من الجوانب كافة، خصوصاً أن المنتخب بحاجة إلى انسجام عناصره واستقرار التشكيل، واستيعاب اللاعبين لخطط المدرب».

إعداد قوي ومكثف

ورأى مدرب المنتخب الوطني السابق المحلل الفني الدكتور عبدالله مسفر، أهمية خوض المنتخب مباراتين وديتين قبل بدء مشواره في الدور الحاسم أمام قطر، حتى يقف المدرب بينتو على مدى جاهزية لاعبيه.

وقال: «إن المنتخب بحاجة إلى اختبار قوي، لذلك من المهم جداً بالنسبة له خوض تجربة ودية مع أحد منتخبات المجموعة الثالثة التي تضم منتخبات قوية هي اليابان وأستراليا والسعودية»، معتبراً أن «المنتخب بحاجة إلى فترة إعداد كافية لا تقل عن 17 يوماً قبل مباراته أمام قطر».

ورأى مسفر أن المنتخب أمام فرصة تاريخية للوصول للمونديال في حال تم استثمارها بشكل صحيح، بعدما أوقعته القرعة مع مجموعة تعد متوازنة.

وشدد مسفر على أن مباراة المنتخب أمام قطر في بداية مشواره في الدور الحاسم تحتاج إلى تهيئة خاصة من قبل المدرب للاعبين، وكذلك فإن اللاعبين بحاجة إلى استيعاب أسلوب المنتخب، فضلاً عن حاجة المنتخب لاستقرار التشكيل.

مباراة على الأقل

من جهته، قال اللاعب الدولي السابق المحلل الفني عبدالرحمن محمد: «من المهم جداً أن يبدأ المنتخب إعداده قبل فترة كافية من مباراته الأولى أمام قطر في الدور الحاسم للتصفيات، بجانب أنه يجب على لاعبي المنتخب خوض جولتين على الأقل مع فرقهم في بداية الموسم، سواء كان ذلك بجولة في كأس مصرف أبوظبي الإسلامي، وجولة أخرى في الدوري، فضلاً عن أهمية خوض المنتخب مباراة ودية واحدة على الأقل قبل مواجهته المرتقبة أمام قطر، حتى يقف المدرب بينتو على مدى جاهزيته لاعبيه، سواء على صعيد طريقة وخطة اللعب أو التشكيلة الأساسية المناسبة». وشدد عبدالرحمن محمد على أهمية أن يكون إعداد المنتخب قوياً من الجوانب كافة، تمهيداً لاستهلال مشواره في الدور الحاسم، خصوصاً أنه يبدأ مشواره أمام منتخبين منافسين للتأهل للمونديال هما قطر وإيران.

الإعداد الصيفي

وأكد المدرب الوطني في كرة القدم المحلل الفني حسن العبدولي، أنه «كان يفترض أن تكون فترة إعداد المنتخب متزامنة مع فترات الإعداد الصيفي للأندية التي انطلقت أخيراً تحضيراً للموسم الجديد».

وشدد حسن العبدولي على أهمية عدم اعتماد المدرب بينتو على مباريات الدوري فقط، في عملية تجهيز المنتخب للدور الحاسم في التصفيات.

وأضاف العبدولي الذي عمل سابقاً مساعداً لمدرب المنتخب السابق، مهدي علي: «كان من الأنسب استدعاء لاعبي المنتخب منذ الآن في تجمع لمعسكر صيفي لإعداده لأول مباراتين أمام قطر وإيران، كما كان من الأنسب أيضاً أن يتأخر الدوري جولتين، وتتاح الفرصة للمنتخب للعب مباراتين وديتين قبل لقاء قطر وإيران، كوننا عشنا مثل هذه التجارب سابقاً مع المنتخب».

تفاؤل بظهور مشرّف

بدوره، قال اللاعب الدولي السابق المدرب الوطني في كرة القدم، نواف مبارك، إنه متفائل بالمدرب بينتو، وكذلك بالعناصر الموجودة بالمنتخب للظهور المشرف بالدور الحاسم للتصفيات.

وقال: «هذا التفاؤل جاء نتاجاً للإمكانات الفنية التي تميز المنتخب وعناصره في ظل الدعم الكبير الذي يحظى به، وكذلك في ظل القرارات التي تصب في مصلحة المنتخب في المقام الأول، لاسيما على موضوع تجنيس اللاعبين»، مشدداً على أهمية الاستفادة من عملية التجنس بما يصب في مصلحة المنتخب، وأن يقدم هؤلاء العناصر الإضافة المرجوة منهم، ويصنع الفارق في صفوف المنتخب وصولاً للتأهل إلى كأس العالم.

وأكد نواف مبارك أهمية أن يكون تحضير المنتخب للاستحقاق المرتقب بشكل قوي ومكثف، مشيراً إلى «ضرورة أن تتخلل فترات الإعداد مباريات ودية قوية كون المباريات الودية القوية يمكن أن تكشف الأخطاء والسلبيات الموجودة في المنتخب، بما يمكن المدرب من تصحيح الأوضاع قبل بداية الدخول في الدور النهائي للتصفيات المؤهلة لكأس العالم»، مؤكداً في الوقت ذاته أن «المباريات الودية مع منتخبات قوية يمكن أن ترفع كذلك من المستوى الفني للمنتخب».

وأضاف نواف مبارك: «على مدرب المنتخب اختيار المباريات الودية التي يمكن أن تسهم وتساعد المنتخب على الظهور بشكل صحيح، وكل هذه الأمور ستساعد المنتخب بشكل كبير على الظهور بصورة مشرفة، ومنافسة كبار المنتخبات في آسيا وصولاً للتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026».

. الأبيض يلتقي قطر وإيران على التوالي يومي الخامس والـ10 من سبتمبر.