محمد اسماعيل - القاهرة - كتبت- رنا أسامة:
استنكر ناشطون سعوديون القبض على مصري في المملكة لـ"مُجاهرته بتناوله الفطور مع إحدى زميلاته في العمل"، داعين إلى عدم النظر إلى الأمر وكأنه "اتصالًا جنسيًا بين رجل وامرأة في غرفة نوم خاصة"، فيما ألقى آخرون باللوم على زميلته التي وصفوها بـ"المُستهترة"، مُطالبين بمحاسبتها لتكون "عِبرة لنساء المملكة".
وأعلنت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية السعودية، اليوم الأحد، ضبط وافد مصري يُدعى "بهاء"، ظهر مع موظّفة سعودية في تسجيل مُصور -وصِف بالمسيء-في موقع استقبال لنزلاء إحدى الأجنحة الفندقية بمحافظة جدة، فيما اعتُبِر مخالفة صريحة للأنظمة في المملكة.
وأوضح المتحدث الرسمي لوزارة العمل، خالد أبا الخيل، في بيان، عبر الموقع الالكتروني للوزارة، أن فرق التفتيش بمكتب عمل جدة وقفت ميدانيًا على الموقع، وضبطت الوافد "لارتكابه عدة مخالفات وعمله في مهنة مقصورة على السعوديين".
وتحت هاشتاج (مصري_يفطر_مع_سعوديه)، قال أحد السعوديين "أكثر ما يلفت النظر في التعامل مع هذه الحادثة هو (تجريم) الأخ المصري وكأن الأخت السعودية مُختطفة، مع أنه يمارس أمرًا ليس مجرمًا كثيرًا في مجتمعه، بينما هي التي مدري وش تبغا".
ورأى آخر أن "العلاقة بين الزملاء في الأماكن المُختلطة ينبغي أن تكون علاقة إنسان بإنسان"، مُعتبرًا أن "من الخطأ النظر إليها كعلاقة ذكر بأنثى أو رجل بامرأة وكأنها اتصال جنسي في غرفة النوم الخاصة!".
وكتبت أخرى "ياستار وش مزعلكم!؟ وانتم سردادي مردادي على مصر.. وش تعملون تعتمرون بشرم الشيخ !؟ الشكوى لله بس".
وتساءل أحدهم عن سبب إفلات الفتاة من العقاب "المصري ومسكوه لمخالفته بس العنز اللي جنبه ليش مفلوتة؟! شوّهت سمعة السعوديات المنقّبات والموظفات في الشركات الشريفات.. يجب مُحاسبتها علشان تكون عِظه وعِبره لغيرها".
واعتبر آخر أن الأمر لا يستدعي التجريم والعقاب؛ فهو ليس واقعة زِنا ولكن تناول فطور في مكان عمل "البنت راضية والولد راضي انتو وش عليكم ي ملاقيف، وبعدين ترا مو قاعدين يزنون قاعدين يفطرون، كل واحد يمسك بنته واخته واهله ويترك البشر"، وفق قوله.
ورأى ثالث أن الفتاة أولى بما وصفه بـ"العقاب المُغلّظ"، داعيًا "أسألكم بالله ما تتركونها".
كان قد تم استدعاء صاحب المنشأة لعدم التزام المنشاة بالضوابط المكانية لعمل المرأة، تمهيداً لإحالة القضية لجهة الاختصاص؛ لاتخاذ الإجراءات المناسبة بحق المخالفين.
وشدد المتحدث الرسمي باسم الوزارة السعودية على عدم تهاون الوزارة في تطبيق الأنظمة في سوق العمل، داعيًا عملاء الوزارة إلى الإبلاغ عن المخالفات عبر تطبيق معًا للرصد ومركز الاتصال 19911.
بدورها، وجدت إحدى السعوديات أن الحل يكمن في "منع الاختلاط تمامًا في أماكن العمل" بالسعودية، واصفة أي إجراء بخلاف ذلك "ضحك على الذقون".
وطالبت إحداهن بضرورة ضبط الفتاة التي ظهرت في مقطع الفيديو ومحاسبتها، قائلة "لقد أساءت لنا بتصرفاتها اللامسؤولة وقلة حيائها. يجب أن تكون عبره لغيرها من المُستهتِرات".
فيما تحدّث آخر عن وقائع مماثلة قال إنها "تحدث يوميًا بين أسقف المولات والمجمعات التجارية"، موضحًا أن "استحداث الوظائف للسعوديات بين الأجانب يُعد انفلات صريح للعادات والتقاليد والقيم".
وأثنى آخر على تجريم الوافِد المصري قائلًا "بفضل الله تم القبض على هذا المجاهر".
ويمثل غير السعوديين نحو 77.7 بالمائة من إجمالي المشتغلين في السعودية خلال الربع الثالث من العام الماضي والبالغ عددهم نحو 13 مليونًا و758 ألف شخص، بحسب الهيئة العامة للإحصاء.
وفي مطلع العام الجاري، أظهرت بيانات سعودية رسمية، أن عدد العاملين من غير السعوديين في المملكة تراجع بنحو 94.4 ألف شخص خلال الربع الثالث من العام الماضي تزامنًا مع بداية تطبيق الرسوم على المرافقين للعمالة الوافدة هناك، والتي أعلنت في يوليو 2017.
وأعلنت السعودية في يوليو من العام الماضي فرض رسوم على المرافقين والتابعين للعمالة الوافدة إلى المملكة، ويتم تحصيلها عند تجديد إقامة العامل الوافد "هوية المقيم".
وبلغت الرسوم على كل مرافق 100 ريال شهريًا، تزيد إلى 200 ريال بداية 2018، وإلى 300 ريال في 2019، لتصل إلى 400 ريال شهريًا بحلول 2020.