انت الان تتابع خبر دعوات انفصال "الدولة الشيعية" تلتهب في العراق.. استعراض لـ3 مؤشرات استثنائية والان مع التفاصيل
ليست المرة الأولى التي يتم الحديث فيها عن "الاستقلال الشيعي والاستئثار بالثروات النفطية"، فهي دائما ما كانت مرتبطة من دعوات على مستوى سياسي من الخط الثاني او الثالث وغالبا ما كانت مرتبطة مع الازمات مع إقليم كردستان او عدم تمويل محافظات الوسط والجنوب بالاموال التي تستحقها كما يعتقد أصحاب هذه الدعوة، ولاسيما البصرة التي ظهرت الكثير من الدعوات لجعلها إقليم، لكن الطرح هذه المرة مختلف نوعا ما.
انطلقت القصة على ما يبدو من تصريح لزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، في احدى البرامج التلفزيونية، عندما تم التطرق لقصة الإقليم السني، ليجيب بان الشيعة "سينفردون بالنفط" اذا اجبروا على التقسيم، ليذهب هذا التصريح كخارطة طريق وفكرة ملتهبة تنتقل على الالسن والاذهان السياسية والشعبية.
هذا الامر دفع الى خروج النائب حسين مؤنس عن كتلة حقوق، الذي بدأ يروج لهذه الفكرة وضرورتها، لكن الملفت في تصريح مؤنس، وكذلك ما بدأ يتم تداوله على مواقع التواصل، ليس الحديث عن إقليم، بل "تقسيم"، وانشاء "دولة شيعية" بعلم واسم مختلفين، تحت اسم "دولة العراق الشيعية"، ويتم استبدال الله اكبر في العلم العراقي بعبارة "علي ولي الله".
وللتخلص من فكرة ان "التقسيم مشروع صهيوني"، اعتبر مؤنس انه لن يحدث تقسيم للعراق، لأن العراق اساسًا هو محافظات الوسط والجنوب التسعة، وهي من ستنعزل بصفتها العراق، عن الكرد والسنة، لتكون هذه المحافظات هي العراق لوحدها.
رواج هذه الاحاديث، دفع بسياسيين سنة وباحثين ومدونين ليبراليين، الى الشكوك بوجود "توجيه في الغرف المغلقة للترويج فعلا والعمل على انشاء دولة شيعية"، وربطها التحليل السياسي، بانه الخطوة التالية بعد خسارة ايران للهلال الشيعي في المنطقة بعد سقوط نظام الأسد وما حصل في لبنان، فضلا عن التقارير والتكهنات حول العراق بانه الخطوة التالية الهادفة الى "اضعاف الحاكمية الشيعية"، وعلى مايبدو ان فكرة "الاستقلال الشيعي"، يهدف للهروب من إمكانية اضعاف الحاكمية الشيعية لصالح اخرين.
في ملخص سريع لاهم المحطات في هذه القصة، هو ظهور دعوات شيعية للتقسيم وهذا شيء يمكن اعتباره استثنائيا، اما الامر الاخر فهو غياب الحديث عن تأسيس إقليم بل الذهاب الى "التقسيم واستقلال الدولة الشيعية"، واعتبار ان العراق هو المحافظات الشيعية التسع فقط، اما المحطة الثالثة هو الشكوك والتفاعل المضاد مع هذه الدعوات واعتبارها انها مشروعا إقليميا او هو الخطوة التالية لمعالجة فكرة "الهلال الشيعي".