انت الان تتابع خبر افتتاح 250 منشأة ومضاعفة صنع الأدوية 100%.. صحة العراق بين "واقعة مستشفى الكاظمية" وحتى الان والان مع التفاصيل
لا يمثل هذا الإنجاز شيئا طارئا او منفصلا عن سياقه، بل انه مرتبط بشكل مباشر بإرادة حكومية للحكومة الحالية للاهتمام بالقطاع الصحي، فالسوداني بدأ اول جولاته ومهام اعماله بعد أسبوعين فقط من التصويت عليه رئيسا للحكومة، بزيارة مستشفى الكاظمية وانزعاجه من الخدمات المقدمة هناك وشكل المستشفى ليطلق الصرخة الشهيرة "الله لايوفقنا على هالخدمة هاي"، والتي كانت كما يبدو دافعًا لثورة شاملة على القطاع الصحي في العراق طوال العامين الماضيين.
تم تأهيل مستشفى الكاظمية، وخرجت بصور ومشاهد مبهرة بعد ذلك لم يكد يصدقها العراقيون، وانتقلت ثورة تأهيل وصيانة المستشفيات فيما بعد وتوسعتها الى العديد من المستشفيات التي لم تشهد عملية صيانة وتأهيل منذ عشرات السنين، او منذ نصف قرن مثل مستشفى الكرامة، وكذلك مستشفى اليرموك وغيرها من المستشفيات التي كان العراقيون يعتبرونها "مجزرة" ويتشاءمون منها، وان دخولها يعني الموت في النهاية.
في 2023، افتتحت حكومة السوداني اكثر من 80 مؤسسة صحية بين افتتاح جديد وتأهيل على صعيد المستشفيات والمراكز الصحية، وفي العام الحالي تم افتتاح 13 مستشفى و125 مركزا صحيا، فيما من المؤمل ان يتم افتتاح 15 مستشفى جديدة العام المقبل.
في الشهر الحالي لوحده، تم افتتاح مستشفى الشعب، والمستشفى الكويتي في البصرة وهو ثاني مستشفى يفتتح بالبصرة في عهد الحكومة الحالية، فضلا عن توسعة وصيانة ردهات الباطنية والنسائية في مستشفى الكرامة التي لم تشهد صيانة منذ نصف قرن، بالإضافة الى توسعة مستشفى ابن البيطار ومضاعفة عمليات القلب فيه، حيث كان هناك 8 صالات وانخفضت بعد 2003 الى 4 صالات وتم افتتاح بناية جديدة ورفع الصالات الى 13 صالة عمليات مما سيؤدي لمضاعفة عمليات القلب وزيادة عدد الكوادر الطبية المستقدمة من الخارج لاجراء العمليات وتقليل عمليات سفر العراقيين الى الخارج.
وهو ما أكده المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر الذي أكد انخفاض الحاجة للكثير من العمليات التي تجرى بالخارج واصبح المواطن يستطيع اجراء هذه العمليات في داخل العراق ومن بينها العمليات السرطانية، كما يتم العمل في الفترة المقبلة على استحداث إجراءات بعض التداخلات المعقدة التي تجرى في الخارج واستحداثها في الداخل وصولا الى الاستغناء عن عمليات السفر الى الخارج لأغراض العلاج، والاستغناء حتى عن الاستقدام الطبي.
وبالعودة الى نظام "تشغيل الإدارة المشترك"، فيعد مستشفى الشعب هو سابع المستشفيات بعد 6 مستشفيات أخرى في عدة محافظات، المتمثلة بمستشفيي النجف والسياب بالبصرة التي تشغلهما شركة إيطالية، ومستشفيي ميسان والحلة من قبل شركة تركية، ومستشفيي كربلاء وذي قار تشغلهما شركة قطرية، حيث من المتوقع ان تكون هذه المستشفيات نماذج مثيرة فيما لو قورنت بالمستشفيات الأخرى، حيث ان إدارة المستشفيات والحرص على متابعة عمليات التاهيل والصيانة وتوفير المستلزمات جميعها ستنعكس على مدى جودة الخدمة الصحية المقدمة.
لم يقتصر اهتمام الحكومة على افتتاح وتأهيل المستشفيات التي بلغت حتى الان حوالي اكثر من 250 مستشفى ومركز صحي ومستوصف خلال عامين فقط، بل ذهب الى تطوير عمليات الصنع الدوائي والقضاء على مسألة "تفاوت أسعار الادوية وتهريبها"، حيث تم اعتماد نظام الملصق الالكتروني الذي يسعر جميع الادوية وحصرها بالدخول عبر المنافذ الرسمية وفحصها وملاحقة الادوية المهربة غير المفحوصة، وتثبيت سعر موحد لجميع الادوية المفحوصة.
كذلك تم الدفع بشدة تجاه توطين الصناعة الدوائية، فبينما كان هناك 24 مصنعا دوائيا فقط منذ تدشين اول مصنع عام 1956 وحتى نهاية 2022، أي خلال 66 عاما، يوجد الان 31 مصنعا دوائيا، أي تم افتتاح 7 مصانع خلال فترة عامين فقط، مع وجود 20 مصنعا قيد الإنجاز، واكثر من 70 طلبا لانشاء مصانع جديدة، ونتيجة لذلك ارتفعت نسبة تغطية الادوية العراقية للحاجة المحلية من 10% خلال السنوات الماضية الى 30% الان.