انت الان تتابع خبر نحو الاكتفاء الذاتي.. كيف قاد السوداني نهضة الصناعات الدوائية؟ والان مع التفاصيل
بغداد - ياسين صفوان - إطلاق مبادرات حكومية
ومنذ بداية توليه المنصب، وضع السوداني توطين الصناعة الدوائية كأحد أولويات حكومته.
ففي شباط 2023، عقد اجتماعًا مع رابطة منتجي الأدوية في العراق، حيث أكد تقديم التسهيلات اللازمة لاستيراد المواد الأولية وتطوير المصانع المحلية لرفع قدراتها الإنتاجية وفق المواصفات المعتمدة.
افتتاح مصانع جديدة
وفي إطار دعم القطاع الخاص وتشجيع الاستثمار في الصناعة الدوائية، افتتح السوداني عددًا من المصانع المتخصصة.
وفي آذار 2023، افتتح مصنعي المنصور والمستقبل، المتخصصين في إنتاج المضادات الحيوية والأدوية المثبطة للمناعة، وذلك ضمن برنامج الحكومة الداعم لتوطين الصناعات الدوائية.
زيادة الإنتاج المحلي
وأسفرت هذه الجهود عن ارتفاع ملحوظ في إنتاج الأدوية محليًا.
وتم إنشاء المصنع العراقي لإنتاج المواد الصيدلانية، الذي يُعد أول مصنع عراقي لإنتاج الأدوية السرطانية، حيث ينتج 9 مواد من أدوية السرطان ويغطي حاجة المؤسسات الصحية الحكومية بنسبة 100% من تلك المواد.
كما يمتلك المصنع خطوط إنتاج أخرى تشمل الأدوية العامة وأدوية الضغط والسكري والمسكنات، بطاقة إنتاجية تصل إلى 500 مليون حبة وكبسولة سنويًا.
ويعد افتتاح مصنع المنصور الذي كان متوقفاً لغاية 2021 وتمت اعادة تأهيله واعادة تشغيله، جاء على ضوء الدعم الذي قدمته الحكومة بموجب قرارات توطين الصناعة الدوائية، حيث يعمل المصنع الان بخطين لإنتاج الحبوب بطاقة سنوية تقدر ب(140) مليون حبة، وخطين لإنتاج الاشربة بوجبتي عمل وبطاقة انتاجية سنوية تقدر ب(14) مليون قنينة، وذلك لتغطية جزء من حاجة السوق.
وأكد وزير الصحة، صالح الحسناوي، ان "مجموع الأدوية المسجلة في المصانع الوطنية بلغت 1725 نوعاً"، فيما اشار الى ان "التسهيلات المقدمة لصناعة الادوية لم تقدم في أي دولة مجاورة".
وقال وزير الصحة في كلمة له خلال افتتاح مصنعي المنصور والمستقبل، المتخصصين بالصناعات الدوائية، ضمن برنامج الحكومة الداعم لتوطين صناعة الأدوية ورفع نسب الاكتفاء الذاتي عبر الدائرة التلفزيونية مع رئيس الوزراء "لدينا 31 مصنعاً منتجاً و20 آخرين في مراحل مختلفة ما عدا الاجازات المبدئية الممنوحة للشركات"، مشيرا الى ان "مجموع الأدوية المسجلة في المصانع الوطنية بلغت 1725، بالإضافة الى عقود الشركة العامة للأدوية للعام 2023 بلغت 526 مليار دينار من مجموع ترليون و650 مليار دينار بنسبة اقل بقليل من 30%".
وطالب الحسناوي اصحاب مصانع الأدوية بـ "اعتماد سياسة التكامل والتعاون فيما بينهم للارتقاء بواقع الأدوية والوصول الى الاكتفاء الذاتي والتكامل".
واشار الى ان "وزارة الصحة تستورد الادوية من المصانع الوطنية بدلا من الخارج"، مؤكداً أنه "لأول مرة في تاريخ العراق تقدم تسهيلات لصناعة الادوية لم تقدم في أي من دول الجوار سواء على مستوى جودة الادوية او الاكتفاء الذاتي".
كما تم افتتاح مصنع المستقبل الذي اشتمل في مرحلته الاولى مصنعا لإنتاج المحاليل الوريدية المنقذة للحياة بطاقة (18) مليون عبوة سنوياً، يأتي ذلك بعد اقل من اسبوعين لافتتاح مصنع المضادات الحيوية من نوع السيفالوسبورينات من قبل رئيس الوزراء.
وسيدفع ذلك الشركات الاجنبية لتوقيع اتفاقيات لنقل التكنلوجيا وتصنيع ادوية امراض الدم والادوية الخاصة بمكافحة امراض السرطان في العراق.
تشجيع الاستثمار وتقديم التسهيلات
وعملت الحكومة على تقديم التسهيلات اللازمة للمستثمرين في قطاع الصناعات الدوائية، بما في ذلك إطلاق القروض والضمانات السيادية لإنشاء المشاريع الدوائية.
كما تم تقديم نحو 40 طلبًا لإنشاء مصانع أدوية محلية في العراق، مما يعكس الثقة المتزايدة في البيئة الاستثمارية للقطاع الدوائي.
تحقيق الأمن الدوائي
وتهدف هذه الجهود إلى تحقيق الأمن الدوائي وتقليل الاعتماد على الاستيراد.
وأشار السوداني إلى أن "العقود الخاصة بإنشاء المشاريع الدوائية ارتفعت في ظل الحكومة الحالية بما يتجاوز 60%، مع خطط للوصول إلى إنتاج يغطي أكثر من 80% من حاجة السوق المحلية خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، خاصة للأدوية المنقذة للحياة وأدوية مرضى السرطان المرتفعة الثمن".
التخطيط المستقبلي
وتسعى الحكومة إلى إنشاء مدينة صناعية دوائية متكاملة، مما سيسهم في تعزيز القدرات الإنتاجية وتوفير فرص عمل جديدة، بالإضافة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الأدوية.
ومن خلال هذه السياسات والمبادرات، نجح رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في وضع العراق على مسار تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الصناعات الدوائية، مما يعزز الاقتصاد الوطني ويضمن توفير الأدوية للمواطنين بجودة عالية وأسعار مناسبة.