شكرا لقرائتكم خبر عن «حكايات القهر والونس».. جدلية أدوار المرأة في الريف السوداني والان نبدء باهم واخر التفاصيل
متابعة الخليج 365 - ابوظبي - الشارقة: عثمان حسن
«الغرق.. حكايات القهر والونس» هي رواية جديدة للكاتب السوداني حمور زيادة، وهي من الأعمال التي تم تداولها بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وحازت نسبة عالية من تعليقات القرّاء الذين تفاعلوا معها؛ كونها تغوص في قضايا المجتمع السوداني؛ حيث سطوة العادات والتقاليد والمجتمع الذكوري في الأرياف.
وصفت الرواية بأنها مشوقة من حيث أسلوبها وحبكتها الدرامية، وبناء شخصياتها، واللافت أكثر أنها رواية تبدأ من حادثة غرق في النيل الأزرق؛ حيث يعثر أهل قرية «حجر نارتي»، على ضفاف النهر على جثة طافية على سطح النيل لفتاة مجهولة الهوية، فيرسلون كعادتهم للقرى المجاورة حتى تأتي الوفود؛ للتعرف إلى الجثة؛ لكن دون جدوى.. وهذا الاستهلال المشوق، جعل حادثة الغرق هي الأساس في التعليق على الرواية؛ حيث يبدأ أحد القرّاء بقوله: دعوني التقط أنفاسي أولاً
ياله من غرق لذيذ مع حكاوي حمّور زيادة، ما بين عَسكر وعمدات، أحرار وعبيد، عشاق ومتزمتين، ويستكمل هذا القارئ حديثه بالإشارة إلى جو الريف السوداني الخلّأب؛ لكنه لا يخلو من تضارب الآراء، والتناقضات تجاه الكثير من السلوكات التي تتوزع بين الحرية والانغلاق.
يسلط ذات القارئ الضوء على المكان في الرواية، وهو قرية «حجر نارتي» التي يعيش قاطنوها حيواتهم البسيطة من الأعراس والولادات غير المتوقعة، وقصص عشق، والأهم من ذلك «العديد من حالات الغرق»..أما الحكايات التي تحفل بها الرواية فلا نهاية لها، كما يعلق القارئ وهي ليست مجرد أقاصيص خرافية وإنما منبثقة من رحم المجتمع، معجونة بمعتقداته ومخاوفه ورغباته. ويصف الرواية في ختام حديثه بأنها تنتمي إلى الواقعية السحرية.
بدورها تبدأ إحدى القارئات تعليقها على هذا العمل بقولها: «تعددت حالات الغرق، ووحدت بين الإناث، والأسباب واحدة أو متشابهة، السبب هو قهر ما قبل الغرق».
وتلتفت القارئة إلى مفصل مهم في الرواية وهو تركيز حمور بل تعمده تسليط الضوء على أهمية دور المرأة في المجتمع الريفي وتقول: «هذا جعلني أشعر أنه غاضب مثلي من هذا التناقض؛ إذ هل يعقل أن يجتمع داخل مجتمع سوي شعوران متناقضان تجاه المرأة، فلا يوجد حل وسط، المرأة وإن سقطت في الرذيلة مثل: فايت ندو، بطلة الرواية فهي ذاتها من تخدم الرجال وتسري عنهم وتكسب عيشها من عرق جبينها!».. وتختم حديثها بالإشارة إلى بنية الرواية وما فيها من تشويق ومتعة وتقول: «فعلاً يا للقهر الذي يفوق الونس في حكايات قرى تئن تحت وطأة الجهل والتطرف واحتقار المرأة».
ويلتفت القارئ إلى التفاصيل في الرواية، التي من وجهة نظره حكايات مع الواقع الشعبي السوداني، وهي تفاعلات مع روح المحلية، بصورها العابثة، وأحوال الدهماء وحكاياتهم.. لكنه يتوقف عند نص الرواية، ويقارن بينه وبين روايات حمور السابقة فيقول: «نص عابر لا يرتقي لمستوى نصوص حمور السابقة».
بدورها تنوه قارئة أخرى بقدرة حمور على رسم الشخصيات وتصوير الحياة الاجتماعية، وتلك الإشارات السياسية وتختتم تعليقها بالقول: «لغة جميلة وبنية متماسكة».