شكرا لقرائتكم خبر عن بدأت بـ«اعتبرها أختك» وانتهت بـ«الدم».. القصة الكاملة لمقتل «شهيد الشهامة» (فيديو) والان نبدء بالتفاصيل
أبو ظبي - بواسطة نهى اسماعيل - اشترك لتصلك أهم الأخبار
داخل مدينة «تلا»، صباح الخميس الماضي، تدّخل «محمود البنا» للدفاع عن تحرش شاب يُدعى «محمد راجح» بفتاة.
بدأت القصّة بـ«اعتبرها أختك»، لكنها انتهت بـ«الدم».
#راجح_قاتل، «هاشتاج» بهاتين الكلمتين تصدرتا مواقع التواصل الاجتماعي، وأرفقت بصورتين لشابين يبدو أنهما في أوائل العشرينيّات، إذ غرّد المتابعون بقصة تقول: «دي قصّة شخص اسمه محمود، كان في قمة الأدب، شاف شاب اسمُه (محمد راجح) بيتحرش ببنت في الشارع، محمود اتدخّل وقاله (اعتبرها اختك)».
ما قصة «راجح القاتل»؟
في البداية، قالت الرواية الرسميّة، وفقًا للمصادر الأمنية إن الضحية محمود البنا، 18 سنة، لقى مصرعه، إثر مشاجرة مع بعض زملائه أمام أحد المقاهي بمدينة «تلا»، التابعة للمنوفية، تلّقى بعدها اللواء محمد ناجي، مدير أمن المنوفية، إخطارًا من اللواء محمد عمارة، مدير المباحث الجنائية بالمنوفية، يُفيد باستقبال مستشفى «تلا» المركزي، جثة «محمود»، إثر طعنات نافذة بالبطن.
وبالفحص، تبيّن أن «محمود» طُعن على يد أحد أصدقائه، والذي يُدعى محمد راجح، 19 سنة، أثناء تواجدهم في أحد المقاهي المتواجدة في المدينة، إذ قامت المشاجرة بعد تحرش الثاني بإحدى جارات المجني عليه، فأخرج «راجح» مطواة من طيّات ملابسه وطعن المجني عليه طعنات مُتتالية بالصدر والرقبة.
تحرّر المحضر بالواقعة، وأخُطرت النيابة لمباشرة التحقيقات.
«شهيد الشهامة»
بين ليلةٍ وضحاها، انتشرت قصة شهامة «محمود» في العالم العربي، كما زار اللواء سعيد عباس، محافظ المنوفية، الجمعة الماضي منزل «شهيد الشهامة» محمود البنا، الذي قُتل على يد 3 من زملائه بسبب دفاعه عن فتاة تعرضت للتحرش.
وظهر محافظ المنوفية، في فيديو متداول على «فيس بوك» تحت اسم «قضية رأي عام.. إعدام راجح»، وهو يقدم التعازي لوالدة محمود البنا، متعهدًا بالقصاص من الجناة، وأضاف: «لو حقك وحق ابنك مجاش يبقى أنا كمسؤول أقعد في بيتي أحسن».
«عمدًا مع سبق الإصرار والترصُد»
أمر المستشار حمادة الصاوي، النائب العام، بإحالة المتهم «محمد.أ.ع» و3 آخرين محبوسين إلى محاكمة جنائية عاجلة، لاتهامهم بقتل المجني عليه محمود محمد سعيد البنا «عمدًا مع سبق الإصرار والترصد».
كشفت تحقيقات النيابة العامة في القضية رقم 14568 لسنة 2019 جنح، حقيقة الواقعة التي بدأت عندما «استاء المجني عليه من تصرفات المتهم قِبَلَ إحدى الفتيات، فنشر كتابات على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي (إنستجرام) أثارت غضب المتهم، فأرسل الأخير إلى المجني عليه عبر برامج المحادثات رسائل التهديد، ثم اتفق مع عصبة من أصدقائه على قتله، وأعدوا لذلك مطاوي وعبوات تنفث مواد حارقة للعيون - مصنعة أساسًا للدفاع عن النفس- وحددوا يوم الأربعاء 9 أكتوبر 2019 موعدًا لذلك».
وجاء في التحقيقات أن «المتهمين (محمد.ر) و(إسلام.ع) ترصدا للمجني عليه بموضعٍ قرب شارع هندسة الري بمدينة تلا بمحافظة المنوفية، وما إن ابتعد المجني عليه عن تجمع لأصدقائه حتى تكالبا عليه، فأمسكه الأول من تلابيبه مشهرا مطواة في وجهه ونفث الثاني على وجهه المادة الحارقة، وعلت أصواتهما حتى سمعها أصدقاء المجني عليه فهرعوا إليه وخلصوه من بين يديه، ليركض محاولًا الهرب، فتبعه المتهمان حتى التقاه المتهم الثالث (مصطفى.م)، وأشهر مطواة في وجهه أعاقت هربه وتمكن على إثرها من استيقافه، ليعاجله المتهم الأول بضربة بوجنته اليمنى أتبعها بطعنة بأعلى فخذه الأيسر، وذلك بعدما منعوا أصدقاءه من نجدته مستخدمين المادة الحارقة، ليتركوه مثخنًا بجراحه، فنقله الأهالي إلى مشفى تلا المركزي، بينما هرب المتهم الأول على دراجة آلية قادها المتهم الرابع (إسلام.إ)».
وانتقلت النيابة العامة إلى المستشفى وناظرت جثمان المجني عليه، كما سألت شهود الواقعة، وأصدرت قرارها بإجراء الصفة التشريحية لجثمان المجني عليه، وبالتحفظ على تسجيلات آلات المراقبة بمكان الواقعة، واطلعت على محتوى الرسائل التي تبادلها المتهم الأول والمجني عليه.
أظهرت مناظرة النيابة العامة للمجني عليه إصابته بإصابتين إحداهما بوجهه والأخرى بأعلى فخذه، وأجمع شهود الواقعة على أن سبب الإصابتين ضربة وطعنة من المتهم الأول للمجني عليه، وأكد أطباء مصلحة الطب الشرعي أن الطعنة التي أصابت فخذ المجني عليه الأيسر هي التي تسببت في وفاته، وأنها جائزة الحدوث من مطواة وكالتصوير الذي أجمع عليه الشهود، وشاهدت النيابة العامة بتسجيلات آلات المراقبة وقوع الشجار مع المجني عليه وسط حشدٍ من الفتيان ثم تقهقره ومحاولة هربه ولحاق آخرين به، ثم ظهوره بمشهدٍ ثانٍ وآخر يحاول الإمساك به، وبمشهدٍ أخير والدم يسيل من رجله اليسرى، كما اطلعت على رسائل من المتهم إلى المجني عليه سبقت الواقعة تضمنت تهديداً ووعيداً له بإيذائه بدنيًا».
وأكدت أقوال متهمين إشهار المتهم الأول مطواة قرن غزال في وجه المجني عليه، ونفث المتهم الثالث المادة الحارقة في وجوه من هبوا لنجدته، بينما قرر متهمان أن المتهم محمد راجح طعن المجني عليه برجله اليسرى.