محمد اسماعيل - القاهرة - كتب- محمد أبو بكر:
أحمد جمال زكي، ابن قرية الجندية بمجلس قروى أبو جرج بمحافظة المنيا، عمره 22 عاماً، حاصل على دبلوم، والتحق بالتمريض لمدة عامَين، وكانت الخدمة العسكرية الخاصة به في سيناء؛ حيث موضع استشهاده.
أجرى "الخليج 365" حوارًا مع والدة الشهيد، كشفت خلاله عن حياة نجلها ومواقفه ولحظة تلقيها نبأ استشهاده،وكيف كان حنينًا عليها، حسب قولها، وأقرب أولادها إليها، فأسراره كلها كانت معها، ودائمًا كان يحكي لها عن كل شؤون حياته.
وإلى نص الحوار:
بدايةً، كيف تصفين نجلك الشهيد أحمد جمال زكي؟
كان متواضعًا جدًّا، وأخلاقه مفيش زيها، ودائمًا بيبوس إيدي ورأسي في كل مرة قبل ما يمشي، ونصيبنا كده الحمد لله، وهو كان بيتمنى الشهادة وبيقولها لزمايله دائمًا، والمكان ده ما كانش خايف منه أبدًا، وكان قلبه جامد، والكل كان بيحبه.
وأحمد كان له أخ عنده 18 سنة، و٣ بنات، وكانت علاقته بهم قوية، ودائمًا هو وإخوته مع بعض.
ماذا عن علاقته بأصدقائه؟
أصحابه في الجيش كانوا دائمًا بيحكوا لي إنه كان بيديهم الملابس الخاصة به يلبسوها، ولما زارو البيت عندنا بعد وفاته عيّطوا عليه وما تحملوش استشهاده، وزميل تاني قال لما كنا بنحتاج فلوس كان بيدينا، وكانوا بياكلوا ويشربوا مع بعض، وكانت علاقته قريبة من كل الناس.
أحمد كان بيحكي لي إنه علاقته حلوة بكل زمايله في الجيش، وكان فرحان أوي في المكان اللي كان فيه في الأول قبل ما يتنقل؛ لأنه اتعود عليهم.
أين كانت خدمته العسكرية؟
الجيش بتاعه كان في سيناء على الحدود، وبعدين اتنقل إلى ساحل 6.
كيف استُشهد أحمد؟
لحظة استشهاده كان في الخدمة، والإخوان دخلوا عليهم وضربوهم؛ حتى استشهدوا، وأحمد ما كانش خايف منهم، وهو اللي بادر بالضرب وقتل 3، وزمايله كانوا بيحكوا إن أحمد كان شجاعًا وما كانش خايف من ضرب النار.
حدِّثينا عن آخر مكالمة قبل وفاته.
أحمد ما كانش بيحكي لي إن في ناس بتستشهد جنبه، ويخاف يقول لي عشان ما أتعبش، وأنا كنت باخاف عليه زيادة عن اللزوم، وإجازته كانت بعد رمضان، وهو مشي قبل الإجازة ما تخلص بأسبوع؛ بسبب استشهاد أحد زملائه وما رجعش تاني.
وآخر مكالمة كانت قبل ما يموت بـ5 أيام، كان فيه كمين جنبه اتضرب وخُفت عليه وقلت له ربنا يحفظكم وفضلت أدعي له.
كيف تلقيتي خبرَ استشهاده؟
الناس كانت عارفة استشهاده من الصبح من شيخ البلد؛ بس أنا ما عرفتش غير المغرب، وبعدها نضفوا البلد وركبوا الكهرباء لحَد المقابر، ولما سمعت الخبر بقيت أقول لهم أحمد مافيهوش حاجة، أحمد كويس، وربنا بعدها ألهمني الصبر، ووجع فراقه عمره ما بيروح ودائمًا جوايا.
والبلد كرَّمته، وتم تسمية إحدى المدارس التابعة لإدارة بني مزار التعليمية على اسم ابني.