الدمام - شريف احمد - من المتوقع أن ينمو الطلب الاستثماري على الذهب والمعادن الثمينة الأخرى بسبب ندرتها ودورها في الحفاظ على القوة الشرائية وسط انخفاض قيمة العملة الأمريكية والعملات الأخرى، وفق ما ذكره محللون لمنصة "أويل برايس" الأمريكية.

عام قوي لسوق الذهب

كذلك فمن المتوقع أن يصنع سوق الذهب التاريخ في عام 2024 قفزة مذهلة أخرى بالوصول إلى أعلى مستوياته على الإطلاق. وقال المحلل ستيفان جليسون، أنه إلى أي مدى سيرتفع الذهب؟، فذلك يعتمد على مدى انخفاض أسعار الفائدة والدولار الأمريكي.

أنهى بنك الاحتياطي الفيدرالي حملته لرفع أسعار الفائدة في الخريف الماضي ومن المتوقع أن يتجه نحو التيسير النقدي في وقت لاحق من هذا العام.

وبطبيعة الحال، لا يزال هناك قدر كبير من عدم اليقين المحيط بالاقتصاد والتضخم وأسعار الفائدة.

مخاوف في أسواق الأسهم والسندات

وإذا أجبرت ضغوط التضخم المستمرة محافظي البنوك المركزية على إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة فإن أسواق الأسهم والسندات يمكن أن تنهار وربما تنهار معها أسواق المعادن الثمينة على الأقل مؤقتا.

ومن الممكن أيضًا أن تتزايد تقلبات السوق في نهاية العام قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية. ولهذا فإن أفضل طريقة للحفاظ على القوة الشرائية وسط الانخفاض الكبير في قيمة العملة هي الاحتفاظ بالذهب والفضة.

الإقبال على المعدن النفيس

تعد المعادن الثمينة نادرة وفي الواقع فإنها تواجه عجزًا متزايدًا في العرض في عام 2024. وتعاني مناجم الذهب والفضة والنحاس والبلاتين والبلاديوم الكبرى من ارتفاع تكاليف التشغيل وتدهور الاحتياطيات. ومع وصول إنتاج التعدين إلى الحد الأقصى، يستمر الطلب على المعادن بين الصناعات والمستهلكين والمستثمرين في النمو.

وزاد الطلب على الذهب والفضة وارتفع بعد تفشي كوفيد-19 لكنه تراجع في عام 2023 حيث جذبت أسعار الفائدة المرتفعة المدخرين إلى صناديق أسواق المال وأدى ارتفاع أسواق الأسهم إلى تقليص جاذبية السبائك كملاذ آمن.

يقول سانكار شارما خبير الاستثمار والرئيس التنفيذي لشركة "ريسكريوارد" : "الذهب يوفر إحساسًا بالملكية والأمان، والذهب يتزايد الطلب عليه في جميع أنحاء العالم وعلى هذا النحو يمكن شراؤها وبيعه بسهولة إلى حد ما وهي ميزة إذا كنت بحاجة إلى الاحتفاظ بالسيولة أو الوصول إلى النقد السريع في أي مأزق".

خطوات دول البريكس

وفال أليكس إبكاريان المؤسس المشارك لشركة "آليجانس جولد" : "لا يزال العرض محدودًا على الذهب، وهناك طلب متزايد من جميع أنحاء العالم ولا يزال أعضاء دول البريكس - البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا - يفكرون في تشكيل عملة موحدة مدعومة بالذهب، مما يزيد الطلب عليه".

توقعات 2024

يمكن أن يتغير ذلك في عام 2024 حيث إن احتمال تخفيض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي وعدم اليقين بشأن الانتخابات وعاصفة الديون المتراكمة بنحو 34 تريليون دولار والفائدة عليها بنحو واحد تريليون يجعل الاحتفاظ بالمعادن الثمينة أكثر أهمية لحماية الثروات، وفق ما ذكرت أويل برايس. وذكرت منصة كيتكو أن هدف السعر الصعودي للذهب يتمثل في إغلاق العقود الآجلة لشهر مارس فوق مستوى المقاومة عند 2100 دولار.