شكرا لقرائتكم تفاصيل قصة أيقونة إعدامات إيران.. الأم تتحدث لأول مرة ونؤكد لكم باننا نسعى دائما لارضائكم والان مع التفاصيل
جدة - بواسطة طلال الحمود - بعد مرور ما يقارب الـ 4 أعوام على إعدام الشابة الإيرانية، ریحانة جباري ملایري، لا تزال قضيتها "تحفر عميقاً" في قلب والدتها، شعلة باكرواني.
فتلك الشابة التي هزت رسالتها العالم أجمع، أعدمت عام 2014، بعد قتلها رجلاً حاول اغتصابها، إلا أن المحكمة لم ترَ في قضيتها "دفاعاً عن النفس"، ولم تأخذ بأي أسباب تخفيفية.
فـ"القتيل رجل متدين، يرتدي في يده خاتماً من العقيق وزوجته ترتدي الشادور والرجل المتدين مستحيل أن يحاول اغتصاب فتاة أجنبية.. بينما ريحانة لا تلتزم بالحجاب وعائلتها تربي كلباً".. هذه بعض الحيثيات التي أوردتها المحكمة الإيرانية التي دانت الفتاة، بحسب ما أكدت والدتها في مقابلة مع برنامج صناعة الموت على شاشة العربية.
"متمسكة بحياتي لأجلها"
وقالت والدموع تغمر عينيها: أنا متمسكة بحياتي لأجلها، كرست الباقي من حياتي لإعادة الحق لها".
وتابعت: ريحانة كانت لطيفة جداً، وقد نقلت لطفها إلى كل من عرفها، لن ينسوها أبداً، لن ينسوا هذا الحنان والإيجابية والصداقة".
وأضافت: "ريحانة قالت في رسالتها الوصية إن جسدها كالملابس يذهب تحت التراب".
وأردفت الأم بصوتها المتقطع حسرة: لدي منها ألف رسالة.
يذكر أن ريحانة، التي كانت تبلغ من العمر 19 عاماً عند اغتصابها، تحولت صورتها إلى "أيقونة" يرفعها أهالي ضحايا عمليات الإعدام والمدافعون عن حقوق الإنسان كرمز لكل هؤلاء الذين تلتهم أحكام الولي الفقيه حياتهم.
فقد كانت تلك الطالبة الجامعية تعمل في مكتب هندسي، عندما استدرجها رجل أمن إلى بيت له لمعاينته، مدعياً أنه يريد تغيير الديكور الداخلي وحاول اغتصابها فطعنته طعنة قاتلة.
ووقفت أمام المحكمة في شموخ ومعها أدلة قوية تؤكد أنها كانت في موقف دفاع قانوني عن الشرف، لكن العدالة خذلتها بعد أن تم إرسال ملف القضية إلى مدينة "قم" وإرسال ريحانة إلى المشنقة.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading your web browser
تواطؤ المحكمة و"المنوم"
وروت شعلة باكرواني ما جرى في المحاكمة، وقالت: "المحكمة غضت النظر عن كل ما كان في صالح ريحانة.. فمثلا کانت هناك أريكة مغطاة بوشاح وعلی الطاولة واقٍ ذكري في مسرح الجريمة، كما أن الرجل تبع ريحانة من مكان عمله، واقتادها إلى هذا البيت، وهذا ما شهد به زملاؤها.
وأضافت: "الأهم من ذلك أن الشرطة سجلت وجود كأسين من العصير في موقع الجريمة، إحدى الكأسين ثبت أن فيه دواء منوما، ما يؤكد رواية ريحانة، وأنه كان يعتزم التغرير بها، فهي لم يكن لها أي دافع لكي تقتله. لقد حاولوا أن يدعوا أن السرقة هي الهدف ولكنهم وجدوا هناك ملايين التومانات والشيكات والهواتف الذكية ومفاتیح عدة سيارات کلها سلیمة وباقیة، إذا لم تكن سرقة".
تعذيب ورواية "المسلم المتدين"
إلى ذلك، أكدت تواطؤ المحكمة ضد ابنتها، قائلة: "أثاروا كل هذه الأقوال وكانت ابنتي تحت التعذيب، لكي تقر بكل هذه الأكاذيب لكنها قالت الحقيقة، واللافت في الأمر أن في فترة التحقيق تم استبدال المحقق، وعند عقد محاكمتها عينوا قاضيا يسمى "كوه كمرهاي" هذا القاضي في الجلسة الأولى والثانية أغضب عائلة القتيل ووبخهم لأنهم أرادوا أن يطعنوا في تدين ريحانة، قائلين إنها لا تلتزم بالحجاب وإن عائلتها تقوم بتربية كلب في المنزل، وهي أشياء لا علاقة لها بالقضية. وفي الجلسة التالية فوجئنا بتغيير القاضي كوهكمرهاي ونقله من تلك المحكمة في طهران إلى مدينة أرومية، بعد ذلك تصوروا ماذا کتب القاضي الجديد في حكمه؟ لقد قال إن ابن المقتول في يده خاتم من عقيق وأن زوجته ترتدي الشادور وهذا يثبت أنه كان مسلما ملتزما، وبالتالي لا يمكن أن يغتصب أحدا، تصوروا أن هذا كانت ضمن حيثيات الحكم الذي سلموه لنا".
يذكر أن قضية ريحانة أثارت حالات من الاستنكار والتعاطف من العديد من الجهات والهيئات الدولية. وكانت الأمم المتحدة قد شككت في نزاهة المحاكمة، وطالبت منظمة العفو الدولية بالعفو عنها، وقام بعض الناشطين بجمع 200 ألف توقيع لمنع إعدامها، ووسط هذه الضغوط الدولية قامت الحكومة الإيرانية بتأجيل تنفيذ الحكم، ولكن كل جهود الوساطة لم تنجح وتم تنفيذ حكم الإعدام في 25 أكتوبر 2014.