الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من القاهرة: جددت مصر التأكيد على موقفها بالرفض القاطع لأية محاولة لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، قسريا أو طوعيا، وذلك بعد مزاعم حول قبول مصر التهجير مقابل مساعدات اقتصادية.
وذكرت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، في بيان الاثنين، "تأكيد مصر على موقفها الثابت والمبدئي، بالرفض القاطع والنهائي لأي محاولة لتهجير الأشقاء الفلسطينيين من قطاع غزة، قسرا أو طوعا، لأي مكان خارج فلسطين، وخصوصا إلى مصر، لما يمثله هذا من تصفية للقضية الفلسطينية ومن خطر داهم على الأمن القومي المصري".
وأوضحت الهيئة رفض مصر التام لأية مزاعم تتداولها بعض وسائل الإعلام، تتعلق بربط قبول مصر بمحاولات التهجير "المرفوضة قطعيا" بمساعدات اقتصادية يتم ضخها لها، مؤكدة أن السياسة الخارجية المصرية عموما لم تقم قط على "مقايضة" المصالح المصرية والعربية العليا بأي مقابل، أيا كان نوعه.
أمن قومي مصري وعربي
وأكدت أن "القضية الفلسطينية جوهر الأمن القومي المصري والعربي، وموقف مصر منها لأكثر من ثلاثة أرباع القرن ظل موقفا مبدئيا راسخا يعلي من اعتبارات هذا الأمن القومي وحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وهو ما تحملت مصر من جرائه - راضية وصابرة - أعباء اقتصادية ومالية هائلة، لم تدفعها مطلقا في أي لحظة، نحو أي تنازل ولو طفيف في مقتضيات أمنها القومي الخاص وأمن أمتها العربية العام، ولا في حق واحد مشروع للشعب الفلسطيني الشقيق".
وأشارت الهيئة إلى أن مصر لم تكتف برفضها القاطع والنهائي لمشروع التهجير المطروح منذ بدء العدوان على غزة، في المسارات السياسية والدبلوماسية، بل أعلنته عاليا وصريحا منذ الساعات الأولى لهذا العدوان على لسان قيادتها السياسية، ملزمة نفسها به أمام شعبها والعالم كله، ومتسقة مع أمنها القومي والمصالح العربية العليا ومحافظة على القضية الفلسطينية، ومؤكدة على مبادئ سياستها الخارجية التي تقوم على الأخلاق والرفض التام لأن يكون لاعتبارات "المقايضة" أي تأثير عليها".
ويتكوف يتحدث عن "افلاس مصر"
وكان المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، قد صرح في مقابلة مع الإعلامي الأمريكي تاكر كارلسون، إن مصر تواجه أوضاعا اقتصادية سيئة وتعاني من "الإفلاس" و"ارتفاع البطالة"، وهو ما اعتبره مصريون ضغطا أمريكيا أو محاولة إغراء جديدة.
وكان ويتكوف يجيب عن سؤال حول تأثير الوضع في غزة على الأوضاع الداخلية في كل من الأردن ومصر والسعودية، وقال: "أعتقد أن مصر في الواجهة، كل الأمور الجيدة التي حصلت بعد الانتخابات بسبب القضاء على نصرالله والسنوار، يمكن عكسها إذا خسرنا مصر".
وتابع: "ما حدث في سوريا كان مصدر بيانات ضخم عن المنطقة، أعني التخلص من الأسد كان أمرا ضخما ولم يتوقع أحد ذلك، ولكن مصر، أود أن أقول أن البيانات في مصر تشير إلى معدل بطالة ضخم نحو 45% بطالة لا يمكن أن تستمر دولة كهذا، وهم مفلسون بصورة كبيرة وبحاجة للكثير من المساعدة".
ترامب يبحث عن دول بديلة بعد رفض مصر
وقال وزراء إسرائيليون خلال اجتماع للحكومة عقد يوم السبت إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تبحث عن دول مستعدة لاستقبال وإعادة توطين الفلسطينيين من غزة، وذلك بعد الإصرار المصري على رفض تهجير أهالي غزة إلى سيناء.
خلال الاجتماع، صادق المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) على اقتراح وزير الدفاع يسرائيل كاتس بإنشاء مكتب هجرة طوعي لسكان غزة الذين يبدون اهتمامهم بالانتقال إلى دول أخرى.
ونقل عن كاتس قوله "كل شيء سيكون وفقا للقانون الإسرائيلي والدولي ومتماشيا" مع رؤية ترامب .
وسيكون المكتب، الذي سيتم إنشاؤه داخل وزارة الدفاع، تحت المسؤولية المباشرة لوزير الدفاع، وسيكون له صلاحية العمل بالتنسيق مع المنظمات الدولية وأطراف أخرى ذات صلة، بما يتماشى مع توجيهات المستوى السياسي.
كما ستعمل على تنسيق أنشطة كافة الوزارات الحكومية ذات الصلة في هذا الصدد.
ضمان الأمن أثناء النقل
ومن بين المهام الأخرى، سيعمل المكتب على إعداد وتمكين عملية نقل آمنة ومنضبطة لسكان غزة الراغبين في الانتقال، وفقاً لـ"جيروزاليم بوست".
ويتضمن ذلك ضمان أمن الفلسطينيين أثناء العبور، وإنشاء طرق سفر محددة ونقاط تفتيش للمدنيين عند نقاط عبور محددة داخل قطاع غزة، وتنسيق البنية الأساسية اللازمة لتسهيل السفر براً وبحراً وجواً إلى بلدان المقصد.
وقال كاتس خلال اجتماع الحكومة: "نحن نستخدم كل الوسائل المتاحة لتنفيذ رؤية ترامب، وسنسمح لأي مقيم في غزة يرغب في الانتقال إلى دولة ثالثة أن يفعل ذلك طواعية".
من المقرر أن يعقد المكتب الجديد أول اجتماع رسمي له خلال الأسبوعين المقبلين. وصرح مصدر إسرائيلي لصحيفة جيروزالم بوست بأنه سيتم تعيين شخص لرئاسة المكتب خلال الأسبوعين المقبلين أيضًا. ومن بين الأسماء المذكورة العميد (احتياط) عوفر وينتر.
وبحسب استطلاع رأي أجرته مؤسسة غالوب ونشرته صحيفة الغارديان فإن نصف سكان غزة مهتمون بالانتقال إلى مكان آخر .