اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

السودان.. بين المجاعة واستعادة القصر!

  • السودان.. بين المجاعة واستعادة القصر! 1/2
  • السودان.. بين المجاعة واستعادة القصر! 2/2

ربما تُصبح استعادة الجيش السودانى السيطرة على القصر الجمهورى فى الخرطوم بداية النهاية للحرب الأهلية المشتعلة منذ عامين، لكن، وكما يتفق محللون عسكريون، هذا النهاية ليست على مرمى البصر، وقد تأخذ وقتا طويلا. وحتى يأتى النصر وتعود للسودان وحدته، من المهم أن نتذكر أن الضحية الأكبر لهذه الحرب هم المدنيون الذين يدعى الطرفان المتحاربان، سواء الجيش أو قوات الدعم السريع، أنهما يحاربان من أجلهم، بينما الواقع يقول إنهم يموتون قصفا أو جوعا بسببهما. البلد الوحيد فى العالم حاليا الذى تأكد فيه حدوث المجاعة هو السودان. فى دول ومناطق أخرى، هناك تحذيرات لكن الكارثة حلت بالفعل فى السودان.

محاولات المجتمع المدنى لإنقاذ ملايين الناس من الموت جوعا تصطدم بعدم وجود ممرات آمنة للوصول إلى المناطق الموبوءة، وهى عديدة. المناشدات الدولية لا تلقى آذانا صاغية لدى الطرفين المتحاربين. نصف الشعب السودانى تقريبا، أى حوالى ٢٥ مليون نسمة، يعانون إما نقص الغذاء أو المجاعة. طبقا للأمم المتحدة، تضرب المجاعة ٥ مناطق هى مخيمات زمزم والسلام وأبوشوك للنازحين داخليا، وفى جبال النوبة الغربية، مع توقع أن تتأثر ٥ مواقع إضافية جميعها شمال دارفور خلال الفترة الحالية وحتى مايو المقبل بالمجاعة. وهناك خطر وجودها فى ١٧ منطقة أخرى. تجميد المعونات الأمريكية تسبب فى وقف عمل ٨٠٪ من إجمالى ألف مطعم طوارئ كانت شريان حياة لمئات آلاف الأشخاص. ترامب قطع هذا الشريان. هل هناك من يسارع لإنقاذ الوضع ويعوض وقف المساعدات الإنسانية الأمريكية. الجالية السودانية فى الخارج لا يملك أفراد كثيرون منها المال الذى يمكنهم أن يحولوه إلى مؤن غذائية وطبية وملابس لمساعدة بنى جلدتهم. منظمات الإغاثة والحكومات العربية مطالبة بسد النقص والإسهام بشكل أكبر فى إنقاذ أرواح السودانيين.

المجاعة ليست محض خيال ولا مبالغة. الكاتب الأمريكى البارز نيكولاس كريستوف زار مخيمات للنازحين وشهد الأوضاع الكارثية بأم عينه، وعاد ليحذر من أن مجاعة السودان ستصبح الأسوأ فى التاريخ إذا لم يقدم العالم المساعدات. ستتجاوز فى وحشيتها، المجاعة المروعة التى نهشت إثيوبيا ١٩٨٤، وأودت بحياة ١٠ ملايين شخص.
الروائى العبقرى السودانى الطيب صالح (١٩٢٩- ٢٠٠٩)، كتب مقالا قبل سنوات طويلة يقول فيه: «أنتمى إلى أمة مقهورة ودولة تافهة.. من الذى يبنى لك المستقبل، يا هداك الله، وأنت تذبح الخيل وتُبقى العربات وتُميت الأرض وتُحيى الآفات؟ هل حرائر السودان مازلن يتسولن فى شوارع الخرطوم؟ هل مازال أهل الجنوب ينزحون إلى الشمال، وأهل الشمال يهربون إلى أى بلد يقبلهم؟.. من أين جاء هؤلاء الناس؟، بل من هؤلاء الناس (قاصدا أهل الحكم)؟». ويا أديبنا الراحل الطيب حال السودان أضحى أسوأ بكثير مما سطرت بقلمكم المُبدع. أصبح الذبح للبشر والخيل والعربات. البلاد من شرقها إلى غربها ساحة معارك كبرى وقودها الشعب. لا أحد يفكر فى المستقبل، بل فى النجاة والفرار إلى الخارج. المجد الذى يطمح المتحاربون إلى تحقيقه يجرى بناؤه على أشلاء السودان والسودانيين.

عبدالله عبدالسلام – المصري اليوم
4510.jpeg

صورة اسماء عثمان

اسماء عثمان

محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.

كانت هذه تفاصيل خبر السودان.. بين المجاعة واستعادة القصر! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا