أتفق تمامًا فى أن الـAI وجميع نسخ تطوره المذهلة، وربما ما يترتب عليها.. سيكون أكثر تأثيرًا ليس فقط على حياتنا بشكل عام، ولكن أيضًا على خصوصية الإنسان بشكل خاص.
قطعًا، هذا التطور المذهل سيكون له تأثير إيجابى فى جميع مناحى الحياة، على غرار الحفاظ على المناخ، وزيادة مساحة الطاقة النظيفة، والحفاظ على مياه الشرب، وزيادة تطور كل ما يتعلق بالصحة. ولكن تظل هناك مساحات معقدة ومتشابكة وغير آمنة دون إجابات حقيقية وقطعية.
وأتفق أيضًا مع فكرة أن ما نشهده من تدفق معلومات لا نهائى فى ظل تطور مذهل للذكاء الاصطناعى.. هو أمر يخضع للتجارب، وغير محسوم النتائج بشكل قاطع، بعد أن تحول الأمر من تفاعل مع معلومات متاحة إلى أسلوب متطور فى المعالجات لتلك المعلومات بالتوقع والاستنتاجات وتحديد سيناريوهات التعامل، والتوجيه نحو سيناريو محدد للارتكاز إليه والتعامل على أساسه باعتباره الأفضل حسب تحليل تلك التقنيات للبيانات والمعلومات.
ولكن يظل السؤال: أين الخطر الحقيقى؟
الخطر يتضح فى ظل عدم وجود معايير واضحة متفق عليها عالميًّا فى سبيل الحفاظ على الإنسانية ووفقًا لضوابط ومعايير لا تسمح بتحكم تلك التقنيات المتطورة فى حياة الإنسان وسلوكه!.
فعلى مستوى الصحة، حدث تطور طبى تقنى مذهل، بحيث يسمح لطبيب متخصص ومتميز فى بلد ما بعيد بأن يقوم بعمل جراحة لمريض فى بلد آخر عبر تلك التقنيات دون التواجد المباشر.
والسؤال لو تطور الأمر – وهو يحدث بشكل ليس له مثيل قبل ذلك – واتّخذت تلك التقنيات منحى مغايرًا جديدًا فى اتخاذ القرار الصحى لذلك المريض، مثل اتخاذ قرار «الموت الرحيم» – أحد تلك القرارات بسبب ما وصلت إليه استنتاجاته، بعد معالجة دقيقة لكل ما يخص حالة هذا المريض اعتمادًا على تحليل بيانات حالته المرضية بتحاليله وأشعاته – فهل سيخضع الإنسان لهذا القرار غير الإنسانى عند البعض رغم صحته؟!.
وعلى مستوى الحروب، هناك ما حدث من ربط كل وسائل الدفاع والهجوم بأجهزة معقدة من الرادارات والأقمار الصناعية العسكرية سواء لسرعة صد الهجوم، أو للرد المناسب على أى هجوم عسكرى. ومثال ذلك: لو حدث تحليل بشكل محدد لما قامت به إيران من إرسال وإطلاق لكل تلك المسيرات والصواريخ، التى بلغ مجملها حوالى 300 باتجاه إسرائيل، وتم رصد كل ذلك بشكل سريع مرتكز على التعامل مع هذا العدد من خلال القبة الحديدية، التى تعمل أساسًا على تحليل بيانات الهجوم وفقًا لحسابات السرعة والوصول والرياح و… وبعد النجاح فى صد كل ما سبق – لحدث ما لا يحمد عقباه بأن تعقبها خطوة جديدة بالتدخل السريع فى الرد على تلك الهجمات باستخدام أسلحة فتاكة نووية أو كيميائية أو بيولوجية أو… وما يترتب على ذلك من إطلاق شرارة حرب لا يمكن وقفها وتحديد مداها.
وعلى مستوى ممارسة الحياة اليومية، نجد التدخل المتدرج المتصاعد فى إدارة السلوك الإنسانى اليومى. ومثال ذلك لو نبهتنا تلك التقنيات بخطورة مغادرتنا للمنزل فى يوم محدد بسبب تقلبات فى الطقس.. أدت إلى ارتفاع نسبة الرطوبة، وما يمكن أن يسبب هذا من أزمات وصعوبة فى التنفس بسبب الإصابة بالحساسية، بل إذا وصلنا إلى مرحلة من التطور بأن قررت فيه تلك التقنيات منعنا من مغادرة المنزل حرصًا على حياتنا والحفاظ على استقرار حالتنا الصحية.. فماذا سنقرر؟.
وعلى مستوى العلاقة بين الأديان فى ظل موجات جدلية ضخمة ليس فقط من الإلحاد والتشكيك فى الدين، ولكن أيضًا فى زيادة مساحة الجدل بسبب تعارض بعض النظريات العلمية مع بعض النصوص الدينية، التى اجتهد البعض فى ربطها وتفسيرها بشكل علمى تأكيدًا لصحة النص والإيمان الدينى.. فهل ستظل المؤسسات الدينية صامتة عن الإسهام فى تحديد الإطار القيمى لتعامل الإنسان مع تلك التقنيات، ووقف الربط القسرى المخل للدين بالعلوم ونظرياتها المتغيرة والمتطورة؟.
نقطة ومن أول السطر..
يحتاج الذكاء الاصطناعى وغيره من تلك التقنيات إلى إطار إنسانى حاكم.. قبل أن يتحول الإنسان إلى مجرد سلعة فى سوق العبيد الرقمية حسب السعر والطلب والأهمية التكنولوجية.
هاني لبيب – المصري اليوم
كانت هذه تفاصيل خبر سوق العبيد الرقمية! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.