الارشيف / اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

الإعلاميون إلى أين؟

  • 1/2
  • 2/2

من المتعة أن تستمع لحوار فكري، ثقافي مع شخصيات ذات أثر، وبصمة في الساحة الفكرية، والعلمية، والأدبية، والثقافية، والتاريخية، والهندسية، الخ. من المتعة أن تكون في جو من الحوار الرصين، من النوع الثقيل، الذي يجبرك أن لا تغير الموجه والقناة والمنصة حتى لا تفوتك المتعة المتوشحة بهالة من الرقي الذي يخاطب عقلك، وروحك ووجدانك، وما يفوق ذلك أن يكون من يحاور هذه القيمة إعلامياً محنكاً، ومثقفاً ومتعمقاً.

في الفترة الأخيرة كثرت البرامج، و«البودكاستات»، المنصات التي يحاور فيها من له علم ومن ليس له، كثرت المواضيع المكررة وكثر التكرار الممل، وتسابق التقليد والإعادة حتى يقال إن «فلاناً» صاحب برنامج، ولنعد قليلاً لمعايير الإعلامي الناجح، إنسان مثقف، ذو علم، دراسة، يدرس موضوعه، ويدرس ضيفه، يعيد تشكيل حواره بما يناسب ما يطمح لإخراجه من فم ذلك الضيف، أن يكون ذا مصداقية.

قلة من استثمر في عقلة وفكره وثقافته، كما استثمر في مظهره وشكله وصوره، نجد اليوم من الندرة في المشهد الإعلامي، من تثق بأن تجلس أمامه ليحاورك، ومن يتقن فنون إدارة الحوار واحترام الضيف دونما الإجحاف في حقه الذي أعطي له حين اختير ضيفاً، يؤسفني أن تكون على الهواء، أو في تسجيل مباشر ويقول لك «من نطلق عليه إعلامي» ستكون دردشة خفيفة سهلة، في جو «الأصدقاء» أتفق معك، لكن حتى هذه الأجواء تحتاج إلى تحضير وفهم لمن هو أمامك. يؤسفني أن تصبح بين يدي المحاور وأمام «المايكروفون» ويسألك: ماذا أسالك؟.

منذ أيام استمعت لأحد المذيعين الذين أجادوا فن الحوار وأتقنوا صنعة المراوغة لإخراج الأسرار من الضيف بشكل مختلف عمّا ألفناه، وقد تابعت عدداً من الحلقات الجميلة القوية المؤثرة له لأقتنع بأننا لا نزال نملك مقومات الإعلامي المؤثر المتحكم في الحوار، وآخر ما استمعت له، حوار مع دمية..! لا أنكر أنني أحب شخصية الدمية، التي بالنسبة لي هي رمز للهروب من مواجهة الأشخاص في وجوههم من قبل صاحب الدمية وإعطاءهم جواً فكاهياً ليمرر رسائله المباشرة، لكنني لم أستسغ فكرة أن يكون في حوار مستفيض معها، عن حياتها وزوجها وابنتها «لا أعلم القصة وتفاصيلها صدقاً فهي دمية»، ليس انتقاصاً؛ بل لأن روح الحوار بين البشر هي ما يجذبك وهنا لم أجد سوى روحاً تحلق وحدها محاولة إنجاح الحوار ونقله لموجة قوية حتى لا ينكسر جسر الإبداع الذي سبق الحلقات الماضية.

في المجمل: أيها الإعلاميون رفقاً بنا وبأنفسكم، وكونوا أهلاً ل «المايكروفون» ومجتمعكم ورفقاً بعقولنا.

مريم البلوشي – صحيفة الخليج
337fb1b577.jpg

كانت هذه تفاصيل خبر الإعلاميون إلى أين؟ لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements