قرر مجلس الوزراء السعودي الموافقة على استحداث تأشيرة باسم “زيارة فعالية”؛ تصدر للراغبين في حضور الفعاليات التي تقيمها المملكة خلال 24 ساعة، والتي باتت تطغى عليها الحفلات الموسيقية الصاخبة. بينما يحتاج المسلمون للانتظار ما لا يقل عن 15 يوماً من أجل الحصول على الموافقة على تأشيرة الحج والعمرة . وبحسب ما ذكرت صحيفة “أم القرى” المحلية، أمس، تضمن القرار اعتماد عدة ضوابط لإصدار تلك التأشيرة، منها إصدار وزارة الخارجية (سفارات وقنصليات المملكة في الخارج) التأشيرة خلال 24 ساعة من تسلم جواز طالبها. ومن بين الضوابط الأخرى، بحسب ما جاء في الصحيفة السعودية، اتفاق رئاسة أمن الدولة (مركز المعلومات الوطني) مع وزارة الخارجية بتأسيس رقم تعريفي للتأشيرة، وذلك خلال عشرة أيام من تاريخ صدور هذا القرار. الضوابط شملت أيضاً تزويد الجهات الحكومية المرخصة للفعاليات التي تقام في المملكة، وزارة الخارجية ورئاسة أمن الدولة بقائمة بالفعاليات بشكل دوري، وذلك قبل إقامة أي منها بمدة لا تقل عن شهرين؛وذلك لإضافتها في الأنظمة الآلية للتأشيرات. وشملت أيضاً إرسال وزارة الخارجية نوع الفعالية ضمن البيانات الخاصة بالتأشيرة المرحلة إلى مركز المعلومات الوطني.وكانت الهيئة العامة للرياضة في السعودية قد أعلنت، في سبتمبر الماضي، أن المملكة ستمنح للمرة الأولى تأشيرات لحضور الأحداث الرياضية، مثل “فورميلا إي الدرعية”، موضحة تفاصيل الحصول عليها خلال دقائق معدودة. وذكرت الهيئة السعودية على حسابها الرسمي في موقع “تويتر”: “عبر منصة (#شارك) سترحّب المملكة بالجمهور الرياضي حول العالم لحضور فورميلا إي الدرعية بإصدار تأشيرة مرتبطة بتذكرة الحضور”.

تأشيرة العمرة أصعب من الفعاليات

السياحية والفنون التي بدأت توليها الحكومة السعودية اهتماماً كبيراً بدعم من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، شملت إلى جانب تسهيلات عديدة، الحصول على تأشيرة لحضورها في وقت قياسي، كان أمده 24 ساعة بالنسبة لحضور الفعاليات الفنية والترفيهية، في حين يتطلب الحصول على التأشيرة دقائق قليلة لحضور سباق السيارات بالدرعية.المثير للاستغراب أن تأشيرة المسلمين لدخول المملكة لأجل أداء العمرة تتطلب ما لا يقل عن 15 يوماً!هذا ما يؤكده موقع وزارة الحج والعمرة السعودية، الذي يفيد بأن إجراءات الموافقة على تأشيرة المعتمر تتطلب 15 يوماً، فضلاً عن إجراءات أخرى.

التربح من الحج والعمرة

ولا يتوقف الأمر على المدة المفروضة من قبل السلطات السعودية للحصول على تأشيرة العمرة، فالمعوقات عديدة بحسب ما يتوضح من خلال الاطلاع على شكاوى مسلمين من بلدان شتى، أدوا مراسم الحج أو العمرة في المملكة. فقد كان واضحاً أن رؤية 2030 التي أطلقتها السعودية في أبريل 2016، جاءت وبالاً على ملايين المسلمين حول العالم؛ إذ إن بين خططها فرض رسوم عالية على زوار الأراضي المقدسة؛ ما أثار سخطاً واسعاً، بحسب ما نقلت وسائل إعلام عربية. وتعول السعودية على رفع رسوم التأشيرات لزيادة إيرادات ميزانيتها، بعد تراجعها بسبب هبوط أسعار النفط التي تعد المورد الأساسي للمملكة، وتكبدها في السنوات القليلة الماضية خسائر في الجانب الاقتصادي نتيجة ذلك، وفي ظل الضغوط الاقتصادية لجأت السعودية إلى الاقتراض من الخارج، فضلاً عن السحب من احتياطاتها النقدية. وقاد ابن سلمان تغييرات كبيرة منذ توليه منصب ولي العهد، في يونيو 2017، من بينها الانفتاح في وسائل الترفيه والفنون، وإسقاط قوانين كانت تفرض على المرأة السعودية. لكن قرار فرض رسوم على المعتمرين أكثر قسوة، بحسب المتضررين منه؛ لكونه يحرم الكثيرين من تكرار زيارة المقدسات الإسلامية بالسعودية. وكان ابن سلمان تحدث عن هذه الرسوم في حوار متلفز، مايو الماضي، قائلاً إن سلطات المملكة كانت تفرض من قبل 50 ريالاً سعودياً رسماً على كل تأشيرة عمرة أو حج، وحتى بالنسبة للقادمين لأول مرة. وأضاف: “هذا القرار لا يستهدف تأشيرات العمرة والحج فقط، بل كل أنواع تأشيرات الدخول”، مشيراً إلى أن مصاريف الحج الأول والعمرة الأولى لكل مسلم تتكفل بها حكومة بلاده ولا يدفع الحاج أو المعتمر أي مقابل، في حين سيدفع الرسم خلال أدائه هذه النسك لثاني وثالث مرة.