عدد من المقاطع المصورة لليوتيوبر الشهير أحمد حسن، وزوجته زينب حول طفلتيهما الرضيعة إيلين، كانت وسيلتهما لجني أرباح طائلة من "يوتيوب" و"السوشيال ميديا" بشكل عام، ما أوقع الثنائي في أزمة مع رواد "السوشيال ميديا"، بسبب ما وصفوه بـ"استغلال الطفلة للتربح"، فضلا عن "الإيذاء"، قصة بدأت منذ عدة أيام ولا يزال صداها قائما لا سيما بعد تدخل المجلس القومي للطفولة والأمومة لإيقاف تلك الأفعال، ويستعرض "هن" قصة أحمد حسن وزينب في السطور التالية.

من هو أحمد حسن وزينب؟

عُرف أحمد حسن منذ عدة سنوات كـ"إنفلونسير"، و"يوتيوبر"، حيث اعتاد على صناعة فيديوهات التي حظيت بآلاف المشاهدات، وتعرف خلال ذلك على زوجته زينب والتي تزوجها، مؤخرا، وأنجبا طفلتيهما "إيلين"، وحاول موقع "هن" التواصل مع الثنائي للرد على تلك الانتقادات ولكن دون جدوى.

الفيديوهات المثيرة للجدل

"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وحشتونا جدا، متنسوش تعملوا لايك وشير".. تلك هي البداية التقليدية لأغلب مقاطع الفيديو بين الزوجين، ولكنهما لم يكتفيا بالفيديوهات، بل سعيا وراء جني مزيد من الأموال، دشَّنا قناة خاصة بالطفلة على "يوتيوب"، فضلا عن حساب على موقع تبادل الصور والفيديوهات "إنستجرام"، لنشر عليها الفيديوهات والصور الخاصة بالطفلة، إلا أن الفيديوهات والمقاطع المصورة كانت أكثر ما أثار استياء مستخدمي "السوشيال ميديا".

والفيديوهات التي تظهر فيها نجلتهما، تم التعامل معها بأسلوب وصفه الكثيرون بـ"المهين"، وهي 3 مقاطع فيديو، نعرضها خلال الفقرات التالية:

"أول مرة بنتنا تأكل من إيد زينب.. توقعوا حصل إيه" 

على مدار 21 دقيقة، ظهر "حسن" وزوجته خلال حملهما لابنتهما بالتناوب، مطالبين الجمهور بالمزيد من تسجيلات الإعجاب والمشاركات والاشتراك في القناة، ليوجه الأب رسالة إلى المشاهدين: "عايز اليوتيوب يتفاجئ من التفاعل، ولو مش هتعملوا اشتراك علشاني أنا وزينب، اعلموا علشان أيلين"، مستمرا في حملها وتقريب وجهها من الكاميرا، لتستمر في البكاء، حتى علق: "إيلين مستاءة مش عارفة ليه".

خلال الفيديو، ظهرت "زينب" خلال إرضاع ابنتها صناعيا، في ظل تحدث زوجها عن تقلص حجم "إيلين" منذ الولادة، ليحقق ذلك المقطع المصور ما يزيد عن 3 ملايين مشاهدة، خلال 72 ساعة فقط.

أول مرة بنتنا تخرج برة البيت.. حصلت كوارث بسببها  

"رايحين نسجل إيلين في الشهر العقاري".. ذلك ملخص أول "خروجة أسرية" بين أحمد وزينب ونجلتهما، والتي حاول فيها أحمد عدة مرات إيقاظ ابنته رغم ظهور علامات التعب عليها من تغير درجات الحرارة بين المنزل والشارع، كما أنه استمر في التصوير عدة مرات خلال بكائها، إلا أن المقطع المصور حصد ما يزيد عن 3 ملايين و200 ألف مشاهدة.

إزاي بنتنا دمرت لنا حياتنا.. مش هنقدر نسكت أكتر من كده

كالعادة بدأ أحمد حسن بطلب المزيد من تسجيلات الإعجاب والمشاركات، وتفعيل "الجرس" لإشعار المشتركين بنشر فيديو جديد، ثم تحدث مع زوجته عن معاناة الزوجين مع إنجاب أول طفل، أبرزها نومها لساعات معدودة، وتغيير الحفاظات باستمرار، بالتزامن مع تصويرها أثناء نومها، في ظل إضاءة كبيرة، وصوتهما المرتفع.

حصد ذلك المقطع ما يزيد عن مليون و900 ألف مشاهدة، عقب نشره على "يوتيوب"، بتاريخ 13 يوليو الماضي.

كم يجني أحمد حسن وزينب من فيديوهاته؟

على موقع "سوشيال بليد"، تستطع بسهولة حساب ما يجنيه أحمد حسن، من نشره فيديوهات على "يوتيوب"، عبر قناته الخاصة، والتي وصلت آخر 30 يوما إلى ما يعادل 430 ألفا و800 دولار، وهو بالمصري حوالي 7 ملايين و323 ألفا و600 جنيه.

ردود فعل غاضبة

مئات التعليقات والمنشورات الغاضبة من طريقة تعامل الزوجين مع الرضيعة، وسط عشرات "كوميكس" الساخرة من أسلوبهما مع الطفلة، ومن أبرز التعليقات: "أنا مش مصدقة إن في ناس كده في الدنيا والله.. ربنا يهديلهم حالهم"، و"مرضى الشهرة"، و"البنت واضح إن عندها الصفرا، وكمان بترضع غلط، حرام عليكم بجد"، و"دول أب وأم مش طبيعيين، وهو بيتعامل مع بنته بعنف.. عشان يشتهر يخرب بيتك ربنا هيحرمك منها والله".

تقديم بلاغات ضد أحمد حسن وزينب

سمير الألفي، مسؤول المكتب الإعلامي بالمجلس القومي للأمومة والطفولة، أكد في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، تجاوز عدد البلاغات والشكاوى ضد أحمد حسن وزوجته 60 بلاغا وشكوى، حتى صباح اليوم، مضيفا أنه إذا ثَبت تربحه من خلال ظهور ابنته في مقاطع الفيديو، فإن ذلك يعد جريمة منصوص عليها في الدستور وقانون الطفل، وتصل عقوباتها إلى 5 سنوات. 

"الأمومة والطفولة" بصدد إصدار بيان رسمي، يتضمن تفاصيل قانونية حول المواد المصورة لـ"إيلين"، وفقا لما ذكره "الألفي".

علم النفس: الناس بتكلم من منطلق عاطفي وده لازم يتحاسب

من جهته، قال الدكتور طه أبو حسين، أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية، إن للناس أذواقا وطرقا في تربية أطفالهم، ولا يشترط أن يكون قصده هو العنف مع الطفل، ولكن في نفس الوقت، يجب أن يحاسب هذا الأب على أفعاله، وما سببه للطفلة، كي لا يسير آخرون على نهجه.

وأضاف أبوحسين في تصريحات لـ"هن": "في بعض الناس ييجي يمدح البنت أو الولد يقوله يا كلب يا عفريت، وليس من باب الإيذاء، ولكن من باب التربية" ودلل على حديثه قائلا: "سائق السيارة أحيانا يدبها في مطب، أكيد مش قصده يؤذي عربيته، ولكن جت بالصدفة".

وشرح تلك الظاهرة في إيذاء الأبناء، بأنها بلا شك تكون غير مقصودة ولكن لها جوانب سلبية عديدة، "كان في راجل بيلعب مع ابنه خلع صوابع رجليه، قطعهم ومش مدرك اللي بيعمله الناس حتى في التربية والمزاح لازم يكون في ثقافة في مثل هذه الأمور، ولازم يعاقب ويتحاكم عشان ميرجعش لها تاني ويكون عبرة لغيره".

واختتم: "وارد في التاريخ الإنساني أن في ناس بتستغل أطفالها، ولكن رغم أن السوشيال ميديا ستكون السبب في محاكمته إلا أنها لا يُعتمد عليها في كل الأحوال، لأن أغلب الغاضبين، مش متخصصين، فهم يتحدثون من منطلق عاطفي وليس منطلق مادي أو عملي، لكنها في نفس الوقت بتحذر المجتمع من مثل هذه الأشياء وبتحذر الأب والأم من تلك الأفعال، بأنها ستكون بالمرصاد".