كتبت: ياسمين عمرو في الجمعة 22 نوفمبر 2024 08:57 صباحاً - يشكو العديد من الآباء والأمهات من سرعة غضب أبنائهم وتصرفاتهم العصبية التي يصعب التعامل معها وإيقافها، وهو ما يدفعهم للبحث عن أسبابها ووسائل لتقويم سلوكهم وتصحيحه، وللوصول إلى غايتهم هناك إستراتيجية لتعديل سلوك الطفل العصبي، وفي هذا السياق يحذر الدكتور عصام عبد القادر أستاذ الطب النفسي وتعديل السلوك فيقول: إن بعض الآباء قد يشعرون بالذنب أو إلقاء اللوم على أنفسهم؛ وهم يعتقدون أنهم مسؤولون عن عصبية طفلهم بشكل ما، وهنا لابد من معرفة أن الطفل أحياناً قد يفتعل نوبة العصبية لجذب المزيد من الاهتمام، أو للحصول على شيء، أو لتجنب القيام بشيء ما، وغالباً ما يكون السبب الحقيقي وراء غضب وعصبية الطفل مزيجاً من شخصية الطفل، واضطرابات النمو المرحلية. العصبية شعور ورد فعل استجابي للضغط ولبعض اضطرابات القلق، والذي يتضمن سلسلة من رد الفعل الهرموني والفسيولوجي للتعامل مع الضغط والتوتر، ينتج عنه زيادة في إفراز مستوى هرمون الأدرينالين، ما يتسبب في زيادة ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، وضيق التنفس، مما يسبب الشعور بالعصبية. تعد العصبية استجابة طبيعية لأمر متعب أو نتيجة الضغط، كما تعد أحد أعراض اضطرابات القلق، وهي أمر مؤقت تزول بزوال المؤثر المسبب للضغط أو التوتر، كما يمكن السيطرة على العصبية والتخلص منها.
بينما القلق أو اضطرابات القلق هي أحد الاضطرابات النفسية والتي تسببها العديد من العوامل مثل الوضع النفسي والاجتماعي والجيني، وهو يحتاج للعلاج، ولا يزول من تلقاء نفسه. ضبط النفس وتقبّل مشاعر الطفل الغاضب، يتوجب على الأهل الاتسام بالمرونة وتقبل مشاعر الغضب التي تنبعث من أطفالهم، ومحاولة إشعارهم بالاهتمام والتقرب أكثر منهم، خاصةً في حال كان الوالدان يُدركان الدافع والمُسبب الذي أدى لانفجار بركان الغضب لدى طفلهما.
أشعري الطفل بأنه لا مشكلة من غضبه وأن عواطفه طبيعية، ولا يتوجب عليه إخفاؤها والاستياء منها، لكن يجب التعامل معها بحدود وبشكل معتدل، وتجنب العنف، حتى لا يؤثر ذلك عليه، وعلى الأشخاص المحيطين به، ولأن قدرة الكبار على ضبط النفس تفوق قدرة الصغار، يتوجب على الأهل التحكم في أنفسهم، واستيعاب مشاعر أبنائهم، ومحاولة تفسير المواقف لهم للحد من عصبيتهم الزائدة، وكسب ودهم وتعاونهم مستقبلاً.
محاولة التواصل مع الطفل وتشجيعه على الحوار، قد يجهل الأطفال كيفية خلق حوار هادف يُعبرون من خلاله عن مشاعرهم، وبالتالي يُمكن للأهل تعليمهم ذلك، وشرح كيفية التحدث عما يدور في خاطرهم، وعما يُزعجهم والإفصاح عنه؛ وذلك ليتمكنوا من فهمهم أكثر ومساعدتهم، وهو أمر قد يحد من عدوانيتهم، ويسمح لهم بالتنفيس عن أنفسهم.
السيطرة على غضب الطفل والتحكم فيه، يُمكن للأهل تهدئته والتحدث مع الطفل بأسلوب لطيف، عند الشعور بأنه على وشك أن يبدأ نوبات الغضب، وإيجاد حلول بديلة له بعيداً عن الرفض والاستفزاز والصراخ؛ إذ إنّ ذلك قد يُهدئ من روعه ويكبح مشاعره وعصبيته ويحد منها.
استخدام وسائل تشتيت صحية مهمتها أن تصرف نظر الطفل وانتباهه، وتشتت مشاعره، فيمكن اصطحابه لمكان هادئ واحتضانه والحديث معه، وإذا كان هنالك داعٍ لرفض سلوك الطفل فيُمكن الرفض بشكل غير مباشر، بدلاً من قول كلمة "لا" وغيرها من عبارات الرفض المباشرة التي قد تُهيّج مشاعره، وتجعله يشعر بخيبة أمل، فتنتابه نوبة غضب وعصبية عارمة.
السماح للطفل بالبكاء والصراخ ضمن حدود، يعبر الكبار عن مشاعرهم بالبكاء والصراخ أحياناً، والأمر ذاته ينطبق على الأطفال، ولكن يتوجب على الآباء محاولة السيطرة على غضب أبنائهم وميولهم للصراخ والبكاء، بحيث لا يحدث ذلك في مكان غير مناسب، ويُسبب لهم الإحراج ويُزعج الآخرين.
ويُمكنهم الذهاب لمكان هادئ ومحاولة التواصل معهم لتجنب بكائهم، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ بعض الأطفال يستخدمون الغضب والصراخ متعمدين الإزعاج كوسيلة للتلاعب، والضغط، والحصول على ما يُريدونه.
وضع القواعد والحدود والضبط الإيجابي للطفل، يجهل الأطفال القواعد ما لم يُعلمهم أهاليهم إياها، وبالتالي لا يتوجب على الآباء فرض عقوبات، في حال لم يسبق لهم تعليم أبنائهم القواعد والضوابط والتزموا أمامهم بها، أو أهملوا مسؤولياتهم الأبوية، ومن بين هذه القواعد تجنب الصراخ المزعج، أو تحطيم الألعاب والأدوات، أو استخدام العنف أو غيره.
في حال مخالفة الأطفال للقواعد الأساسية أثناء غضبهم، فيجب اتخاذ إجراءات مرنة بحقهم، كتوبيخهم أو عقابهم، حتى يُدركوا أخطاءهم ويتجنبوها مستقبلاً، لكن بعيداً عن أسلوب التهديد.
مع الثبات أيضاً على الموقف وعدم الشعور بالذنب، وتجنب الاعتذار بأي شكل كان، ما دام الطفل هو المُخطئ، وبالمقابل في حال قيام الطفل بسلوكيات جيدة، يجب تعزيزها ومكافأة الطفل بطرق إيجابية مختلفة.
*ملاحظة من "الخليج 365": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
ما هو الشعور بالعصبية
الفرق بين العصبية والقلق
بينما القلق أو اضطرابات القلق هي أحد الاضطرابات النفسية والتي تسببها العديد من العوامل مثل الوضع النفسي والاجتماعي والجيني، وهو يحتاج للعلاج، ولا يزول من تلقاء نفسه.
هل تودين الاطّلاع على سلوك طفلي العصبي؟
أسباب عصبية الطفل وفقاً لعمره
الطفل 18 شهراً:
تنتابه حالات من العصبية تظهر على شكل بكاء؛ وذلك بسبب شعوره بعدم الراحة نتيجة الجوع، أو التعب والنعاس، أو الانزعاج من الضوضاء.بين 18 شهراً و3 سنوات:
يغضب الطفل نتيجة اقتناعه بأنّه الأكثر أهميةً؛ فيغضب حين لا تُلبّى طلباته أو حين يُطلب منه مشاركة الأشياء التي يُحبّها، كما يجد صعوبةً في التحكّم بمشاعره، وبالتالي يُسبّب عدم فهم الآخرين له إغضابه وعصبيته.بين 3-5 سنوات:
عدم قدرته على السيطرة على عواطفه، تسبب له نوباتٍ من الغضب والعدوانية، وعدم فهم الآخرين لأفكاره.من سن 6-8 سنوات:
شعور الطفل بالرفض، أو التمييز، أو الإساءة، أو إذا تمّت معاقبته، نجده يعبر عن عصبيته بإيذاء الآخرين، والتنمّر عليهم جسدياً أو لفظياً.طرق تعديل سلوك الطفل العصبي
أشعري الطفل بأنه لا مشكلة من غضبه وأن عواطفه طبيعية، ولا يتوجب عليه إخفاؤها والاستياء منها، لكن يجب التعامل معها بحدود وبشكل معتدل، وتجنب العنف، حتى لا يؤثر ذلك عليه، وعلى الأشخاص المحيطين به، ولأن قدرة الكبار على ضبط النفس تفوق قدرة الصغار، يتوجب على الأهل التحكم في أنفسهم، واستيعاب مشاعر أبنائهم، ومحاولة تفسير المواقف لهم للحد من عصبيتهم الزائدة، وكسب ودهم وتعاونهم مستقبلاً.
محاولة التواصل مع الطفل وتشجيعه على الحوار، قد يجهل الأطفال كيفية خلق حوار هادف يُعبرون من خلاله عن مشاعرهم، وبالتالي يُمكن للأهل تعليمهم ذلك، وشرح كيفية التحدث عما يدور في خاطرهم، وعما يُزعجهم والإفصاح عنه؛ وذلك ليتمكنوا من فهمهم أكثر ومساعدتهم، وهو أمر قد يحد من عدوانيتهم، ويسمح لهم بالتنفيس عن أنفسهم.
السيطرة على غضب الطفل والتحكم فيه، يُمكن للأهل تهدئته والتحدث مع الطفل بأسلوب لطيف، عند الشعور بأنه على وشك أن يبدأ نوبات الغضب، وإيجاد حلول بديلة له بعيداً عن الرفض والاستفزاز والصراخ؛ إذ إنّ ذلك قد يُهدئ من روعه ويكبح مشاعره وعصبيته ويحد منها.
استخدام وسائل تشتيت صحية مهمتها أن تصرف نظر الطفل وانتباهه، وتشتت مشاعره، فيمكن اصطحابه لمكان هادئ واحتضانه والحديث معه، وإذا كان هنالك داعٍ لرفض سلوك الطفل فيُمكن الرفض بشكل غير مباشر، بدلاً من قول كلمة "لا" وغيرها من عبارات الرفض المباشرة التي قد تُهيّج مشاعره، وتجعله يشعر بخيبة أمل، فتنتابه نوبة غضب وعصبية عارمة.
السماح للطفل بالبكاء والصراخ ضمن حدود، يعبر الكبار عن مشاعرهم بالبكاء والصراخ أحياناً، والأمر ذاته ينطبق على الأطفال، ولكن يتوجب على الآباء محاولة السيطرة على غضب أبنائهم وميولهم للصراخ والبكاء، بحيث لا يحدث ذلك في مكان غير مناسب، ويُسبب لهم الإحراج ويُزعج الآخرين.
ويُمكنهم الذهاب لمكان هادئ ومحاولة التواصل معهم لتجنب بكائهم، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ بعض الأطفال يستخدمون الغضب والصراخ متعمدين الإزعاج كوسيلة للتلاعب، والضغط، والحصول على ما يُريدونه.
وضع القواعد والحدود والضبط الإيجابي للطفل، يجهل الأطفال القواعد ما لم يُعلمهم أهاليهم إياها، وبالتالي لا يتوجب على الآباء فرض عقوبات، في حال لم يسبق لهم تعليم أبنائهم القواعد والضوابط والتزموا أمامهم بها، أو أهملوا مسؤولياتهم الأبوية، ومن بين هذه القواعد تجنب الصراخ المزعج، أو تحطيم الألعاب والأدوات، أو استخدام العنف أو غيره.
في حال مخالفة الأطفال للقواعد الأساسية أثناء غضبهم، فيجب اتخاذ إجراءات مرنة بحقهم، كتوبيخهم أو عقابهم، حتى يُدركوا أخطاءهم ويتجنبوها مستقبلاً، لكن بعيداً عن أسلوب التهديد.
مع الثبات أيضاً على الموقف وعدم الشعور بالذنب، وتجنب الاعتذار بأي شكل كان، ما دام الطفل هو المُخطئ، وبالمقابل في حال قيام الطفل بسلوكيات جيدة، يجب تعزيزها ومكافأة الطفل بطرق إيجابية مختلفة.
*ملاحظة من "الخليج 365": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.